تغير المناخ هو المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي في المستقبل

دراسة تحذر من "تأثيرات كارثية" لتغير المناخ على الطيور والحيوانات المهاجرة

بطة نافقة فوق التربة المتشققة في قاع بحيرة أكشهير بعد تعرضها للجفاف بمدينة قونية في تركيا. 4 أكتوبر 2022 - AFP
بطة نافقة فوق التربة المتشققة في قاع بحيرة أكشهير بعد تعرضها للجفاف بمدينة قونية في تركيا. 4 أكتوبر 2022 - AFP
دبي -محمد منصور

حذّرت دراسة حديثة عرضت نتائجها، الأحد، خلال مؤتمر صحافي على هامش فعاليات قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP 28" بدبي، من أن تغير المناخ له بالفعل "آثار كارثية" على العديد من الحيوانات والطيور المهاجرة، وقدرتها على توفير خدمات النظام البيئي الحيوية للبشرية.

وهناك أدلة قوية على أن الزيادات العالمية في درجات الحرارة أثرت في معظم مجموعات الأنواع المهاجرة، وهذه التأثيرات في معظمها سلبية، بحسب الدراسة.

وقالت الدراسة إن التغييرات لوحظت بالفعل في الوقت الحالي، بما في ذلك تحولات الهجرة نحو القطب، والتغيرات في توقيت الهجرة، وانخفاض نجاح التكاثر والبقاء على قيد الحياة.

ويؤثر تغير المناخ بالفعل على التنوع البيولوجي، إذ تتسبب التغيرات في المناخ والطقس والموائل في حدوث تغيرات في سلوك الأنواع وتوزيعها.

ومن المتوقع أن يكون تغير المناخ هو المحرك الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي في المستقبل، وسيزيد هذا التغيير الضغط على النظم البيئية المجهدة بالفعل، ما يقلل من المرونة والقدرة البشرية على التكيف.

وأشارت الدراسة إلى أن بعض الأنواع والمناطق الجغرافية أكثر عرضة للخطر، ومن المتوقع أن تعاني الحيوانات المهاجرة، على وجه الخصوص، بسبب التغيرات في الموائل الحرجة والتغطية الجغرافية.

وتلك الأنواع المهاجرة تواجه بالفعل تحديات مختلفة، مثل فقدان الموائل، والتصحر، وارتفاع مستوى سطح البحر، والظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع درجات الحرارة، على النظم البيئية والأنواع.

تعاون عالمي

وقالت المديرة التنفيذي لاتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة إيمي فرانلكين، خلال المؤتمر، إن العالم "يحتاج إلى التعاون فوراً لحل مشكلة الحيوانات المهاجرة".

وأشارت إلى أن الأنواع المهاجرة "جزء حيوي من النظام البيئي وفقدانها يعني حدوث تأثير غير إرجاعي للنظام البيئي".

ولفتت الدراسة إلى ضرورة تعزيز قدرة الأنواع على التكيف، إذ يمكن أن يؤدي تحسين مرونة النظام البيئي واتصال الموائل إلى تسهيل التحولات الضرورية في النطاقات والهجرات، كما تؤكد أهمية رفع مستوى الوعي من خلال دراسات الحالة، وتقييم الآثار، وتحديد تدابير التخفيف. 

ويتسبب ارتفاع درجات الحرارة في تغيرات في تكاثر "الكريل"، وهو نوع من القشريات البحرية الصغيرة التي تعتمد عليها كثير من الكائنات البحرية وبقائه على قيد الحياة، وله تأثير سلبي على الثدييات البحرية والطيور البحرية التي تعتمد على الكريل كمصدر رئيسي للغذاء.

في بعض الأنواع، مثل الطيور المهاجرة، هناك خطر من أن يؤدي ذلك إلى عدم التوافق بين توقيت التكاثر والوقت الذي تكون فيه أنواع الفرائس أكثر وفرة.

وتتسبب التغيرات في توافر المياه في فقدان الأراضي الرطبة وانخفاض تدفقات الأنهار، وهو ما من المرجح أن يؤثر بشكل خاص على هجرة الأسماك والطيور المائية.

تداعيات تغير المناخ

ووفقاً للدراسة، تتسبب الظواهر الجوية القاسية، مثل الانهيارات الأرضية، في تدمير شديد للموائل، ولوحظت بالفعل في بعض مواقع تكاثر الطيور البحرية.

وهناك أدلة قوية على أن الطيور البحرية المهاجرة والثدييات البحرية ستتأثر بالتغيرات في التيارات المحيطية التي من المحتمل أن تغير طبيعة وعمل العديد من النظم البيئية البحرية والبرية.

وحذّرت الدراسة من أن تغير المناخ، يُسبب فشل هذه الأنواع المهاجرة في لعب دورها في النظم البيئية التي تعيش فيها، ودعم خدمات النظام البيئي الحيوية التي تخفف من آثار تغير المناخ، وتزيد القدرة على مواجهة المخاطر المناخية.

وقالت الدراسة إن هناك حاجة ملحة إلى "التحرك الآن" لمساعدة الأنواع المهاجرة الضعيفة على التكيف مع المناخ المتغير. تعتبر الإجراءات مثل إنشاء شبكات شاملة ومترابطة بشكل جيد من المناطق المحمية وغيرها من تدابير الحفظ الفعالة القائمة على المناطق ضرورية لدعم حركة الأنواع استجابة لتغير المناخ، وربما يتطلب الأمر في بعض الحالات التدخلات البشرية المباشرة، مثل نقل مجموعات الأنواع المعرضة للخطر.

وأبرزت الدراسة النتائج التي توصلت إليها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بشأن ارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر، إذ تشير التوقعات إلى زيادة أخرى في درجات الحرارة، وزيادة وتيرة الفيضانات والجفاف، واستمرار ارتفاع مستوى سطح البحر.

كما تسلط الدراسة الضوء على حالات الانقراض المباشر للأنواع بسبب تغير المناخ، ويتوقع الانقراض المحتمل للعديد من الأنواع بحلول عام 2050؛ فالأنواع المعرضة للخطر بشكل خاص هي الأنواع ذات الأعداد المنخفضة، وتلك الموجودة في نطاقات مناخية محدودة، والموائل مثل الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف. والغابات السحابية.

الأنشطة البشرية تفاقم الخسائر

وقالت الدراسة إن الأنشطة البشرية تفاقم الضغط على التنوع البيولوجي، ما يؤدي إلى تفاقم الخسائر الناجمة عن المناخ. 

وحددت الدراسة تغير استخدام الأراضي، والتلوث، وتجزئة الموائل، واستغلال الأنواع، وإدخال الأنواع الغازية كمساهمين رئيسيين.

واقترحت أساليب للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه مع الحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ توفر أنشطة مثل التشجير وإعادة التشجير والإدارة المستدامة للأراضي إمكانية تخفيف الكربون والحفاظ على التنوع البيولوجي. ويعتبر الحد من تحويل الموائل، والإفراط في الحصاد، وإدخال الأنواع الغازية من تدابير التكيف الحاسمة.

ومن خلال تسليط الضوء على الجهود العالمية، مثل هدف اتفاقية التنوع البيولوجي لعام 2010 للحد من فقدان التنوع البيولوجي، تؤكد الدراسة على أهمية الحفاظ على المرونة وتعزيزها في مواجهة تغير المناخ، إذ تعد حماية الأنواع المهددة بالانقراض، والحفاظ على الموائل الأساسية، واتخاذ تدابير الحفظ الاستباقية أمراً حيوياً لتحقيق هذا الهدف.

تصنيفات

قصص قد تهمك