تؤدي أكبر غابة استوائية في العالم دوراً حيوياً في مكافحة الاحترار المناخي

قطع أشجار الأمازون البرازيلية تراجع إلى النصف في 2023

منظر جوي يُظهر قطعة أرض أزيلت منها الأشجار في غابات الأمازون المطيرة في أمازوناس، البرازيل، 8 يوليو 2022 - REUTERS
منظر جوي يُظهر قطعة أرض أزيلت منها الأشجار في غابات الأمازون المطيرة في أمازوناس، البرازيل، 8 يوليو 2022 - REUTERS
ريو دي جانيرو-أ ف بالشرق

تراجعت عمليات إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية إلى النصف العام الماضي، بحسب أرقام رسمية، نُشرت الجمعة، في نجاح للرئيس لولا دا سيلفا الذي وعد بمحاربة هذه الظاهرة بحزم.

لكن العكس هو ما يحدث في سافانا سيرادو جنوب غابات الأمازون، إذ وصل حجم الدمار اللاحق بالغابات هناك إلى مستوى قياسي سنوي جديد، بزيادة قدرها 43% مقارنة بعام 2022، وفق البرنامج الحكومي لرصد إزالة الغابات.

في المجموع، أزيلت 5 آلاف و152 كيلومتراً مربعاً من الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية العام الماضي، بانخفاض 50% مقارنة بعام 2022.

أكبر غابة استوائية في العالم

وتؤدي أكبر غابة استوائية في العالم دوراً حيوياً في مكافحة الاحترار المناخي، من خلال امتصاص انبعاثات الكربون.

وفي الوقت نفسه، فقدت منطقة سيرادو، وهو نظام بيئي غني بالتنوع البيولوجي الهائل، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمنطقة الأمازون، أكثر من 7 آلاف و800 كيلومتر مربع من الغطاء النباتي في العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ بدء القياسات في عام 2018.

وعلَّقت ماريانا نابوليتانو، من منظمة "الصندوق العالمي للطبيعة" بفرعها البرازيلي، قائلة: "شهدنا بعض الانتصارات البيئية العظيمة في عام 2023. والانخفاض الكبير في إزالة الغابات بمنطقة الأمازون أحد هذه الانتصارات".

وأضافت: "لكن لسوء الحظ، لا نلاحظ الاتجاه نفسه في منطقة سيرادو"، مشيرة إلى "الهجمات" على هذا النظام البيئي، و"الخدمات" التي يقدمها.

واتهمت منظمات بيئية حكومة الرئيس اليساري، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بغض الطرف عن تدمير منطقة سيرادو، الأقل شهرة بكثير على مستوى العالم، مقارنة مع منطقة الأمازون، لإرضاء قطاع الأعمال الزراعية القوي في التجارة البرازيلية.

تم تحديث بيانات منطقة الأمازون وسيرادو حتى 29 ديسمبر.

وإجمالاً، أزيلت مساحات حرجية تبلغ 12 ألفاً و980 كيلومتراً مربعاً في المنطقتين في عام 2023، بانخفاض 18% مقارنة بعام 2022.

وبعد تغلبه على الرئيس السابق اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، في انتخابات متقاربة عام 2022، عاد لولا إلى قيادة البلاد في الأول من يناير 2023، واعداً بأن البرازيل "عادت" كشريك في الكفاح من أجل المناخ.

وخلال ولاية بولسونارو (2019-2022)، وهو داعم لقطاع الأعمال الزراعية، سجَّلت إزالة الغابات السنوية في منطقة الأمازون زيادة بلغ متوسطها 75% مقارنة بالعقد السابق.

دراسة سابقة

وتفيد دراسة سابقة، نشرت نتائجها دورية "ساينس"، العام الماضي، بأن غابات الأمازون المطيرة تدهورت بدرجة أكبر بكثير مما كان يعتقده العلماء في السابق، إذ تأثر أكثر من ثلث الغابات المتبقية بالأنشطة البشرية، مثل إزالة الأشجار، والزراعة، وتطوير البنية التحتية.

وحددت دراسة أخرى، نشرتها الدورية نفسها، أبرز أسباب تدهور الغابات، وعلى رأسها تطهير الأراضي لزراعتها، وحرائق الغابات، وتآكل التربة، والتغيرات في استخدام المياه مثل بناء السدود وتفتيت الأنهار وزيادة الترسبات الناتجة عن إزالة الغابات، والجفاف الناجم عن تغير المناخ، والصيد الجائر، وإدخال أنواع حيوانية أو نباتية غريبة، والتلوث الناجم عن تعدين المعادن والهيدروكربونات، وهو ما يمثل أكبر تهديد للغابات ولمجتمعات السكان الأصليين التي تعتمد على الغابات لكسب عيشها.

وقالت الدراسة إن إزالة الغابات على نطاق واسع، قد تؤدي إلى دفع نظام الأرض بأكمله إلى نظام مناخي عالمي مختلف نوعياً. 

ويقول الخبراء إن الدمار في منطقة الأمازون، وسيرادو، يرجع إلى حد كبير إلى تربية المواشي، والزراعة المكثفة في البرازيل، وهي الدولة الرائدة عالمياً في صادرات لحوم البقر وفول الصويا.

تصنيفات

قصص قد تهمك