اكتشاف آلية خلوية جديدة تلعب "الدور الأهم" في السرطان

باحثة إيطالية تفحص خلايا السرطان في مختر بالعاصمة البريطانية لندن - REUTERS
باحثة إيطالية تفحص خلايا السرطان في مختر بالعاصمة البريطانية لندن - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

اكتشف باحثون من معهد "سيتي أوف هوب" -أحد أكبر مراكز الأبحاث السرطانية في الولايات المتحدة الأميركية- آلية خلوية جديدة تلعب "الدور الأهم" في قدرة الخلايا السرطانية على التسبب بالمرض.

وقال الباحثون في المعهد إن اثنين من البروتينات الموجودة على سطح الخلية، يُعرفان باسم "إنتجرين بيتا 5" و"إنتجرين ألفا في" (integrin αV-β5) هما "الشريكان الأساسيان" اللذان يُحفزان نمو الخلايا السرطانية.

كما حدد الباحثون بعد ذلك منطقة من بروتين تسمى "إنتجرين αV"، تتحكم في التفاعل بين البروتينين. وأجرى الفريق اختباراً ناجحاً لمركب كيميائي يُسمّى "Cpd_AV2" حل الاتصال بين البروتينين، وأوقف التفاعل بينهما، وتسبب في موت الخلايا في المختبر، ما أدى بشكل فعال إلى وقف نمو خطوط الخلايا السرطانية. 

و "إنتجرين بيتا 5" (β5) و"إنتجرين ألفا في" (αV)، عبارة عن بروتينات تعمل معاً كزوج لتكوين نوع من "الغراء" الجزيئي على سطح الخلايا. وهي جزء من عائلة البروتينات التي تسمى الإنتجرينات، والتي تلعب دوراً حاسماً في التواصل بين الخلايا.

وعندما يجتمع البروتينان معاً؛ يساعدان الخلايا على الالتصاق بمحيطها والتواصل مع الخلايا المجاورة. ويعتبر هذا الالتصاق والتواصل ضروريين للعمليات الخلوية المختلفة، بما في ذلك حركة الخلايا، والاستجابة المناعية، وتطور الأنسجة. 

ويُعد جسم الإنسان شبكة معقدة من الخلايا، ولكل منها مجموعتها الخاصة من المكونات الجزيئية التي تنظم العمليات الفسيولوجية المختلفة. 

ولكل خلية من تلك الخلايا السرطانية غشاء مُخصص يتكون من البلازما، ويُعد الطبقة الخارجية شبه المنفذة للخلايا السرطانية، والتي تحتوي على مجموعة متنوعة من البروتينات التي يمكن أن تحمل المفتاح لفهم تطور المرض وتحسين نتائج العلاج.

ويقدر الباحثون أن الغشاء البلازمي للخلايا السرطانية يستضيف مجموعة مذهلة مكونة من حوالي 1100 بروتين مختلف.

"تقنية كريسبر"

وتلعب هذه البروتينات أدواراً محورية في التوسط في الوظائف الخلوية الأساسية وهي جزء لا يتجزأ من الشبكة المعقدة لمسارات الإشارة التي تحكم سلوك الخلية. ويقول العلماء إن فهم ذخيرة البروتينات الموجودة على غشاء البلازما يوفر فرصة فريدة لفك التعقيدات الجزيئية للخلايا السرطانية. 

ومن خلال مزج التجارب المعملية مع عمليات المحاكاة الحاسوبية، أنشأ فريق معهد "سيتي أوف هوب" تطبيقاً رقمياً قوياً لتقنية كريسبر -تقنية للتعديل الجيني- في محاولة لتقسيم الجينات للكشف عن أدوية السرطان المحتملة التي تستهدف على وجه التحديد البروتينان المكتشفين حديثاً. 

كما لاحظ الباحثون زيادة في مستويات بروتين الإنتجرين αV في أنواع متعددة من السرطان، مما يسلط الضوء على الدور الرئيسي لذلك البروتين في تطور السرطان.  

وارتبطت المستويات المرتفعة من الإنتجرين αV أيضاً بسوء التشخيص لدى 3700 مريض مصاب بسرطان الثدي والبنكرياس والكبد والرئة والدماغ. 

آفاق جديدة

ومن خلال توسيع الفرص لتطوير علاجات مستهدفة تقطع العلاقة بين الإنتجرين αV وβ5، تشير النتائج التي قادتها "مدينة الأمل" إلى نهج جديد فعال لعلاج السرطان. 

كما تعرض الدراسة تطبيقاً مبتكراً لتقنية كريسبر للجينات، وتكشف عن مواقع غير مكتشفة سابقاً على البروتينات ذات القدرة على التسبب في السرطان. 

ويُمكن أن يفتح هذا الإنجاز آفاقاً جديدة لتطوير الجيل التالي من علاجات الأورام، مما يمثل علامة فارقة في معركة البشرية ضد السرطان. 

تصنيفات

قصص قد تهمك