دراسة علمية تكتشف أصواتاً قادرة على إنقاذ الشعب المرجانية

سلحفاة بحرية تتحرك بين الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر في مصر. 13 ديسمبر 2023 - AFP
سلحفاة بحرية تتحرك بين الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر في مصر. 13 ديسمبر 2023 - AFP
باريس -أ ف ب

أظهرت نتائج دراسة حديثة أن تسجيلات صوتية لمرجان سليم وصحيح يمكن أن تساهم في الجهود المبذولة لاستعادة النظم البيئية المرجانية التي تضررت بسبب تغير المناخ والنشاط البشري.

وبينما يشهد الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا حلقة سابعة من "الابيضاض الجماعي"، ومع تعرض مساحات واسعة من الشعاب المرجانية في نصف الكرة الشمالي لخسائر فادحة العام الماضي في فلوريدا، ومنطقة البحر الكاريبي بسبب درجات حرارة مرتفعة قياسية في المحيط مسجلة في الأشهر الأخيرة، يسعى العلماء بشتّى الوسائل إلى وقف هذه المجزرة البيئية.

إعادة تعمير الشعاب المرجانية

وقال باحثون في معهد "وودز هول" لعلوم المحيطات، في نتائج الدراسة التي نشرت نتائجها بمجلة Royal Society Open Science، إن إحدى الطرق للمساعدة في إعادة تعمير الشعاب المرجانية قد تكون من خلال الصوت.

وبعد بث تسجيلات صوتية للشعاب المرجانية السليمة، وهي أشبه بسيمفونيات تحت الماء تتألف من "غناء أسماك" و"طقطقة مخالب روبيان"، وجد الباحثون أن هذه الأصوات تشجع يرقات المرجان على الاستقرار في قاع البحر في الحواجز المرجانية المتضررة، ما يمنحها فرصة للتجدد.

وأشارت المُعدة الرئيسية للدراسة ناديج أوكي إلى أن "البيئة الصوتية المحلية مهمة للغاية بالنسبة لهذه الشعاب المرجانية"، خلال المرحلة الأولى من حياتها، عندما تبحث عن موطن دائم للنمو. وترى في بث هذه الأصوات "أداة حيوية" في جهود الترميم.

أضرار ناجمة عن الأنشطة البشرية

بعد الاستماع إلى الشعب المرجانية في جزر فيرجن الأميركية لأكثر من عقد، خلص الباحثون إلى أن أصواتاً محددة تميز الموائل الحية والصحية عن تلك التي تضررت بسبب الابيضاض، أو الأمراض، أو الأضرار الناجمة عن الأنشطة البشرية (التلوث، أو الدمار الناجم عن الصيد، أو السياحة المفرطة).

وتوضح أوكي أن "الشعاب المرجانية السليمة تحتوي عموماً على الكثير من الأصوات منخفضة التردد، مثل النقيق والهمهمات التي تصدرها الأسماك، على خلفية شبه ثابتة من الأصوات التي تصدر من كائنات بحرية مثل الروبيان".

في المقابل، تضم الشعاب المرجانية المتدهورة أعداداً أقل من الأنواع، و"تكون أكثر هدوءاً".

ولإجراء دراستهم، جمع فريق العلماء عينات من نوع شديد التحمل من المرجان، يُعرف باسم "تل الخردل" (اسمه العلمي Porites astreoides) بسبب شكله المتكتل ولونه الأصفر، ووزعوها على 3 شعاب مرجانية في جزر فيرجن، واحدة بوضع سليم، والاثنتان الأخريان في حالة أكثر تدهوراً.

ثم وضع الباحثون مكبرات صوت تحت الماء لبث مجموعتهم من أصوات الشعاب المرجانية الصحية في إحدى الشعاب المتدهورة، ووجدوا أن يرقات المرجان هناك استقرت بمعدلات متوسطها 1,7 مرة أكثر من الشعاب المرجانية الأخرى في المواقع التي لم تشهد بث أي صوت.

90% من الشعاب المرجانية مهددة

وتقر الباحثة أوكي بوجود معلومات كثيرة يتعين الحصول عليها حول كيفية استجابة الشعاب المرجانية للصوت، بما في ذلك ما إذا كانت الأنواع المختلفة تتصرف بالطريقة نفسها، وكيف تستطيع الشعاب "السمع".

ومع ذلك، تشير هذه النتيجة إلى أنه يمكن دمج الصوت في جهود الترميم، رغم ضرورة خضوع ذلك للمراقبة والحماية، إذ إن الاستقرار على الشعاب المرجانية ليس سوى مرحلة في حياة المرجان.

وتُعدّ الشعاب المرجانية موطناً لنحو ربع الكائنات البحرية، ويعتمد عليها ملايين الأشخاص في الغذاء والدخل. وقد يختفي ما يصل إلى 90% منها إذا وصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

تصنيفات

قصص قد تهمك