"ستارلاينر" إلى الفضاء في أولى رحلاتها المأهولة بعد "فشل متكرر"

صاروخ أطلس 5 (Atlas V) مع مركبة بوينج الفضائية ستارلاينر على متن منصة الإطلاق في مجمع الإطلاق الفضائي 41، كاب كانافيرال، الولايات المتحدة. 5 مايو 2024 - AFP
صاروخ أطلس 5 (Atlas V) مع مركبة بوينج الفضائية ستارلاينر على متن منصة الإطلاق في مجمع الإطلاق الفضائي 41، كاب كانافيرال، الولايات المتحدة. 5 مايو 2024 - AFP
كاب كانافيرال (الولايات المتحدة) -أ ف ب

بعد سنوات من الانتكاسات المفاجئة والإرجاءات المتتالية، من المقرر أن تقلع، الاثنين، مركبة "ستارلاينر" الفضائية، من تصنيع شركة "بوينج" في أول رحلة مأهولة لها، إذ ستنقل للمرة الأولى رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، لتنضم بذلك إلى مجموعة محدودة جداً من المركبات القادرة على نقل بشر إلى الفضاء.

وتعوّل "بوينج"، بشكل كبير، على هذه المهمة الاختبارية النهائية التي ستتيح لها إثبات أن مركبتها آمنة، قبل بدء عملياتها بشكل منتظم إلى محطة الفضاء الدولية، بعد أربع سنوات من تحقيق شركة "سبيس إكس" إنجازاً مماثلاً.

ومن المقرر أن ينطلق رائدا الفضاء الأميركيان بوتش ويلمور، وسوني وليامز، الاثنين، عند الساعة 22,34 من كاب كانافيرال في فلوريدا (02,34 بتوقيت غرينتش الثلاثاء)، داخل كبسولة "ستارلاينر"، التي سيدفعها إلى المدار صاروخ من طراز "أتلاس في" Atlas V من ابتكار شركة "يونايتد لانش ألاينس"، وتبدو الأحوال الجوية مواتية، وزار الرائدان محطة الفضاء الدولية مرتين على متن مكوك فضائي ثم على متن مركبة روسية من طراز سويوز.

وقال بوتش ويلمور إنّ "كل تفاصيلها جديدة ومميزة"، مضيفاً: "لا أعتقد أن أياً منا كان يحلم بالمشاركة في الرحلة الأولى، لمركبة جديدة تماماً".

والتحدي كبير بالنسبة إلى وكالة ناسا التي طلبت هذه المركبة قبل عشر سنوات؛ لأنّ توافر مركبة ثانية إلى جانب مركبة "سبيس إكس" لنقل رواد الفضاء الأميركيين "أمر مهم جداً"، على قول دانا ويجل، المسؤولة عن برنامج محطة الفضاء الدولية.

وأوضحت ويجل، أن توافر هذه القدرة سيتيح الاستجابة بشكل أفضل لـ"أي حوادث طارئة"، كالمشكلات التي تطرأ في إحدى المركبات مثلاً.

قيادة المركبة يدوياً

وبمجرد إطلاق المركبة، سيتولى رائدا الفضاء قيادتها يدوياً، من أجل التحقق من صحة عمل هذه الوضعية.

ومن المقرر أن تلتحم "ستارلاينر" بمحطة الفضاء الدولية قرابة الساعة 05,00 بتوقيت غرينتش، الأربعاء، حيث ستبقى لمدة تزيد قليلاً عن أسبوع، وسيتم إجراء اختبارات للتأكد من أنها تعمل، ثم تعيد رائدَيْ الفضاء إلى الأرض، ومن شأن نجاح هذه المهمة أن ينهي بشكل جيد برنامج الابتكار الذي كان مليئاً بالعقبات.

في العام 2019، وخلال أول اختبار غير مأهول، لم تأخذ الكبسولة مسارها الصحيح، وعادت إلى الأرض قبل وصولها إلى محطة الفضاء، وفي 2021، عندما كان الصاروخ موجوداً على منصة الإطلاق، طرأت أعطال أعاقت عمل صمامات الكبسولة، ما تسبب في تأجيل آخر للمهمة، ونجحت المركبة أخيراً من الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية في مايو 2022، وستتمكن الكبسولة من البدء برحلاتها التشغيلية إلى محطة الفضاء الدولية بعد إنجاز الرحلة الأولى المأهولة.

وكانت "بوينج" تأمل في أن تكون قادرة على القيام بالرحلة المأهولة الأولى عام 2022، لكن المشكلات التي رُصدت بشكل متأخر، وخصوصاً في ما يخص المظلات التي تكبح الكبسولة أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض، أدت إلى تأخير موعد الإطلاق.

 وقال المسؤول في شركة "بوينج" مارك نابي، في مؤتمر صحافي: "واجهنا بعض المشكلات التي كانت مفاجئة، وتعيّن علينا التغلب عليها، لكن ذلك جعل فرقنا قوية جداً، وفخورة بالطريقة التي اجتازت فيها كل مشكلة".

وأضاف: "من الطبيعي أن يستغرق ابتكار مركبة فضائية للبشر عشر سنوات".

تطورات غير متوقعة

ولا يستبعد رواد الفضاء، وبوينج، وناسا، حصول تطورات غير متوقعة خلال المهمة، وأشار المدير المساعد في وكالة ناسا جيم فري إلى أنها المرة السادسة فقط يدشن رواد فضاء تابعون لوكالة "ناسا" مركبة جديدة، وسبق لكبسولة "دراجون" من ابتكار "سبيس إكس" أن انضمّت إلى هذه الحلقة الضيقة سنة 2020، في أعقاب برامج "ميركوري"، و"جيميناي"، و"أبولو" الفضائية، إضافة إلى برامج المكوك.

وبمجرد تشغيل "ستارلاينر"، ترغب ناسا في التناوب بين مركبتي "سبيس إكس"، و"بوينج" لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية.

وكانت ناسا وقّعت عام 2014 عقوداً بمبالغ ثابتة مع "سبيس إكس" (2,6 مليار دولار)، و"بوينج" (4,2 مليارات دولار) لتطوير المركبتين الفضائيتين.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة إمبري ريدل للطيران إريك سيدهاوس لوكالة "فرانس برس": "كان الجميع يعتقد أن بوينج ستكون أول شركة تنقل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، ونجاح سبيس إكس أولاً في هذا المجال كان محرجاً لبوينج".

ومع اقتراب خروج محطة الفضاء الدولية من الخدمة عام 2030، ستُستخدم "ستارلاينر"، و"دراجون" لنقل البشر إلى محطات فضائية خاصة مستقبلية، بدأت شركات كثيرة تخطط لبنائها.

تصنيفات

قصص قد تهمك