"مفاجأة كبيرة".. العثور على أسماك بدائية مهددة بالانقراض في أستراليا

علماء يكتشفون أسماك جلكي (لامبري) النهر الأسترالي المهدد بالانقراض بعيداً عن موطنها. - Endangered Species Research
علماء يكتشفون أسماك جلكي (لامبري) النهر الأسترالي المهدد بالانقراض بعيداً عن موطنها. - Endangered Species Research
القاهرة-محمد منصور

وصفت دراسة منشورة في دورية Endangered Species Research العثور على أسماك من نوع جلكي (لامبري) النهر الأسترالي المهدد بالانقراض في شمال أستراليا بـ"المفاجأة الكبيرة".

وقال الباحثون إن العثور على مجموعة من هذه الأسماك البدائية عديمة الفك بعيداً عن موطنها الأصلي بنحو 1400 كيلومتر "اكتشاف مثير للغاية قد يُعيد رسم خريطة الأنواع المهددة بالانقراض".

وتعيش أسماك "جلكي" خلال مرحلة اليرقات بين الرواسب في قاع جداول المياه العذبة بمناطق محددة في أستراليا، حيث تتغذى بالترشيح، من خلال تصفية جزيئات الطعام الصغيرة العالقة في المياه.

وتستمر مرحلة اليرقات لنحو 3 سنوات تقريباً، وبعد هذه الفترة تخضع للتحول إلى شكلها البالغ والذي يستمر لمدة عام تقريباً.

ومن المثير للاهتمام أن هذا النوع من الأسماك لا يتغذى على الإطلاق خلال مرحلة البلوغ، وطوال حياته يتنقل سمك جلكي النهر الأسترالي في التيارات الديناميكية لموطنه في المياه العذبة برشاقة وخفة حركة، ويتكيف شكله النحيل ليمتزج بسلاسة مع محيطه.

وعلى الرغم من وجودها غير الملحوظ، تلعب هذه الأسماك دوراً حاسماً في شبكة الحياة المعقدة التي تزدهر داخل هذه النظم البيئية المائية، إذ يساهم في تدوير المغذيات ويحافظ على التوازن الدقيق للنظام البيئي، ما يؤكد أهميته كنوع أساسي.

وكان يُعتقد في السابق أن هذا النوع يقتصر على عدد قليل من الجداول على طول شريط ساحلي يبلغ 170 كيلومتراً بالقرب من حدود مقاطعتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا الأستراليتين، وكشفت الدراسات الحديثة أنها تعيش أيضاً في الجداول في كوينزلاند، ما يوسّع نطاقها الجغرافي بشكل كبير.

وفي الدراسة الجديدة، عثر العلماء على هذه الأسماك في تيارات المياه التي تصل شمالاً إلى مقاطعة روكهامبتون، ما يجعله النوع الوحيد الذي يسكن المياه الاستوائية.

جلكي النهر الأسترالي
علماء يكتشفون جلكي (لامبري) النهر الأسترالي المهددة بالانقراض - Endangered Species Research

وتواجه أسماك جلكي النهر الأسترالي تهديدات لوجودها، بما في ذلك تدهور الموائل بسبب الترسيب وحرائق الغابات، وغيرهما من أسباب، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ عليها معقد جداً بسبب تشابهها مع الجلكى الجنوبي الأكثر شيوعاً، ما يجعل من الصعب التعرف عليها، ويُشكّل هذا الارتباك تحديات أمام تنفيذ استراتيجيات الحفظ الفعالة.

كما تُبذل الجهود لفهم هذه الأنواع الفريدة والمهددة بالانقراض وللحفاظ عليها بشكل أفضل، وعلى الرغم من أهمية هذا الاكتشاف، إلا أن بقاء هذا النوع من الأسماك يبقى على المحك.

ويقول الباحثون إن الحفاظ على هذه الأنواع أمر مهم بشكل خاص، نظراً لأن الارتفاع المتوقع في مستويات سطح البحر يعني أن العديد من الجداول الساحلية للمياه العذبة في الأراضي المنخفضة، حيث تعيش أسماك جلكى النهر الأسترالي، من المحتمل أن تصبح مياهاً مالحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك