49 هزة أرضية "غير مسبوقة" منذ 40 عاماً تفزع سكان جنوب إيطاليا

منظر عام لحفرة سولفاتارا في بوزولي جنوب إيطاليا وهي جزء من المنطقة البركانية كامبي فليجري،  16 مارس 2022 - Eliano Imperato
منظر عام لحفرة سولفاتارا في بوزولي جنوب إيطاليا وهي جزء من المنطقة البركانية كامبي فليجري، 16 مارس 2022 - Eliano Imperato
روما -أ ف ب

سُجّلت عشرات الهزات الأرضية، بدرجات غير مسبوقة منذ 40 عاماً، في كامبي فليجري قرب نابولي في جنوب إيطاليا، دون التسبب بأضرار كبيرة، لكنها أرعبت السكان، وفق ما أعلنت السلطات.

وقال المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إنه تم تسجيل هزة بقوة 4,4 درجات عند الساعة 20,10 (16,10 مساء ت ج)، على عمق 2,5 كيلومتر، وقبلها بدقائق، ضربت هزة أرضية قوتها 3,5 درجات أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية.

وأوضح المعهد في بيان، الثلاثاء: "اعتباراً من الساعة 19,51 مساء (17,51 ت ج) وقعت سلسلة من الهزات في منطقة كامبي فليجري"، وهي منطقة بركانية، و"رصدت 49 هزة أرضية".

هزات أرضية

وأشار ماورو دي فيتو من المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين إلى أن سلسلة الهزات الأرضية هذه "هي الأقوى خلال الأربعين عاماً الماضية".

وأفاد عناصر الإطفاء على منصة "إكس" عن حدوث "تشققات"، و"تساقط منحدرات"، في حين أظهرت مقاطع فيديو، صوّرها سكان، أرضية أحد المحلات التجارية مغطاة بزجاجات حليب، وكحول سقطت من الرفوف في بوتسولي الواقعة في منطقة كامبي فليجري التي يسكنها نصف مليون شخص.

من جهته، قال رئيس بلدية المدينة لويجي مانتسوني على "فيسبوك" إن المدارس ستبقى مغلقة، الثلاثاء، في بوتسولي حيث افتتحت مراكز لجوء، ونُصبت خيام في موقف سيارات وساحة على شاطئ البحر لاستقبال السكان المذعورين.

العلم والتنبؤ بالزلازل

بحسب تقارير، يثير تكرار تسجيل الهزات الأرضية في أنحاء متفرقة من العالم، تساؤلات حول ما إذا كان العلماء بإمكانهم التنبؤ بحدوثها.

وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إنها لا تتنبأ، ولا أي من العلماء الآخرين، بحدوث زلزال كبير، كما تؤكد أنها "لا تعرف ولا تتوقع أن تعرف في المستقبل المنظور" أي طريقة للتنبؤ بالزلازل.

ولكنها تقول إن علماء هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، يمكنهم حساب احتمال وقوع زلزال كبير في منطقة معيّنة خلال عدد معين من السنوات.

بحسب عالم الأرض في جامعة جنوب كاليفورنيا سيلفان باربوت، فإن دراسة الأنظمة الديناميكية التي تحدث على بعد أميال تحت الأرض أمر صعب للغاية، وبالتالي فإن التنبؤ بموعد حدوث زلزال نتيجة أي خطأ في تلك الأنظمة "غير ممكن وسيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن نتمكن من القيام به". 

وأشار باربوت، في حوار منشور على موقع الجامعة، إلى أن أفضل ما وصل إليه العلماء حتى الآن هو تحديد المناطق التي يتوقع حدوث الزلازل فيها في أي وقت، مستقبلاً. وبالطبع لا يُعد ذلك تنبؤاً  فعالاً.

إنذار مبكر من الزلازل

ويحتاج التنبؤ الفعال بالزلازل إلى 4 شروط، وهي: تاريخ وقوع الزلزال، ووقته، وموقعه، وحجمه المتوقع. 

ولتحديد علامات إنذار مبكر محتملة لهذه العوامل الأربعة، يجب على العلماء إما البحث عن أنماط الزلازل التي حدثت بالفعل، وإما إنشاء نماذج رياضية معقدة لحركة الصفائح التكتونية المعروفة.

وقد حاول علماء ربط العديد من العوامل الطبيعية التي سبقت الزلازل في الماضي، بالزلزال نفسه، بما في ذلك زيادة كميات الرادون (غاز خامل عديم الرائحة واللون يتشكل عن طريق التحلل الإشعاعي لعناصر في بعض المعادن) في مصادر المياه، وارتفاع مستويات المياه الجوفية، والتغيرات في النشاط الكهرومغناطيسي وحتى السلوك الغريب للحيوانات. 

ومع ذلك، حتى لو استطاع العلماء رسم روابط جيولوجية بين هذه التغيرات في الطبيعة والزلازل، فهناك القليل جداً من الأدلة على أن أحدهما يجب أن يحدث مع الآخر، وفي بعض الأحيان تقع هذه الأحداث دون وقوع زلزال، وفي أحيان أخرى تحدث الزلازل دون أي من هذه الأحداث الأولية.

تصنيفات

قصص قد تهمك