تعتزم روسيا البدء في بناء أحدث محطة فضائية لها، والبنية التحتية المرتبطة بها على الأرض، في غضون ثلاثة أعوام، وفق خارطة طريق شاملة تعتمدها موسكو لهذا الغرض، كما يقول تقرير نشره موقع "SPACE"، الثلاثاء.
يشير التقرير إلى ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "تاس"، في الثاني من يوليو الجاري، حول خطط وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، لإنشاء أحدث محطة فضائية في البلاد، والمعروفة حالياً باسم محطة الخدمة المدارية الروسية (ROSS).
ذكرت "تاس" أنه من المتوقع إطلاق الوحدة الأولى من المحطة على شكل "X"، وهي عقدة للبحث والطاقة، في مدارٍ شبه قطبي في عام 2027، وبحلول عام 2030، تخطط لإرساء وحداتها الأربع الرئيسية، على أن يتم ربط وحدتين "لأغراض خاصة" بحلول عام 2033.
وروسيا عضو رئيسي في محطة الفضاء الدولية منذ إطلاقها، إلى جانب وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة جاكسا اليابانية، ووكالة الفضاء الكندية.
ومع توجهها نحو بناء محطتها الجديدة، فإنها تتطلع إلى إقامة شراكات بشأنها مع البرازيل، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى دول إفريقية أخرى.
وتخطط وكالة الفضاء الروسية لإرسال أول رواد فضاء إلى المحطة الجديدة في عام 2028، مع طرح فكرة إمكانية تشغيل المحطة بدون طاقم.
مراقبة سطح الأرض
ستدور محطة الخدمة المدارية الروسية على نفس ارتفاع محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع حوالي 250 ميلاً (400 كيلومتر) فوق الأرض، في مدار قطبي متزامن مع الشمس، ويعد هذا الطريق مفيداً، بشكل خاص، لمراقبة سطح الكوكب بأكمله، بحسب "روسكوزموس"، كما يوفر رؤية قيّمة لـ"طريق بحر الشمال ذي الأهمية الاستراتيجية".
وتبلغ التكلفة التقديرية لبناء محطة الفضاء الروسية الجديدة حوالي 7 مليارات دولار أميركي.
ويعتمد الجدول الزمني لبناء محطة الخدمة المدارية الروسية (ROSS) أيضاً على نجاح الجيل التالي من صاروخ Angara A5 الثقيل، والذي خضع لثلاثة اختبارات طيران مدارية ناجحة منذ عام 2014، وفشل جزئياً في عام 2021.
الاستعانة بالذكاء الاصطناعي
ومن المرجح أيضاً تستعين روسيا بالذكاء الاصطناعي في هذا المجال، وعن ذلك، يقول فلاديمير كوزيفنيكوف، كبير مصممي محطة الخدمة المدارية الروسية المخطط لها: "سنستخدم دعمه (الذكاء الاصطناعي) ولكننا سنستخدم أدمغتنا بالطبع"، بحسب تقرير "تاس".
ويقول تقرير موقع "SPACE" إنه من غير المعروف الشكل الذي سيتخذه الذكاء الاصطناعي في بناء المحطة الجديدة.
ويعتقد كبير المصممين الآخر، فلاديمير سولوفيوف، من شركة "إنيرجيا" الروسية لصناعة الصواريخ وأجهزة الفضاء، أن هذه المحطة ستكون لها "أهداف غير عادية"؛ حيث توفر المحطة الفضائية التوجيه لأسطول من الأقمار الصناعية، وهي الأولى من نوعها.
وأوضح سولوفيوف: "سيحلّق هذا الأسطول بالقرب من المحطة، وهذا أيضاً سيتضمن مهاماً جديدة تماماً للتحكم في المهمة، حيث لم يحاول أحد القيام بذلك من قبل".
في 2021، أشارت "روسكوزموس" إلى نيتها بناء معملها الفضائي الخاص، خلفاً لمحطة مير الفضائية، وفي منتصف عام 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتصاعد التوترات بين روسيا ودول غربية أخرى، أعلنت وكالة الفضاء الروسية أنها ستترك برنامج محطة الفضاء الدولية "بعد عام 2024"، ومنذ ذلك الحين، قالت إنها ستبقى في محطة الفضاء الدولية حتى عام 2028.
ورغم أن الجدول الزمني لمغادرة روسيا محطة الفضاء الدولية لا يزال غير مؤكد، إلا أن الجدول الزمني يشير إلى نية وكالة الفضاء الروسية تعزيز مصالحها الخاصة، والتركيز على الأمن والتطوير العلمي، وترى "روسكوزموس" أن هذه المصالح "أُعيقت بسبب الاتفاقيات الدولية بشأن محطة الفضاء الدولية"، بحسب تقرير موقع "SPACE".
ومن المتوقع أن تخضع محطة الفضاء الدولية لعملية خروج مخطط لها في عام 2030، ولكنها قد تظل قيد التشغيل حتى يتم بناء المحطات التجارية.
