سجل العالم درجات حرارة هي الأعلى على الإطلاق، فيما تواجه العديد من مناطق البحر الأبيض المتوسط مخاطر بالغة من حرائق الغابات.
تشير البيانات الأولية الصادرة عن خدمة التغير المناخي التابعة للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكس"، بأن أمس الأول سجل أعلى متوسط درجة حرارة على الإطلاق على وجه الأرض، محطماً رقماً قياسياً سابقاً قبل سنة.
بلغ متوسط درجات الحرارة العالمية بالفعل عتبة مناخية رئيسية لمدة 12 شهراً أو تجاوزها، ما يبرز التحدي في خفض درجات الحرارة إلى ما دون 1.5 درجة فوق حقبة ما قبل عصر الثورة الصناعية. يزيد تغير المناخ من وتيرة وشدة موجات الحر، ويجلب معه ظواهر الطقس المتطرفة من بينها الفيضانات وحرائق الغابات.
الاحتباس الحراري
تسفر ظاهرة الاحتباس الحراري عن ارتفاع درجات الحرارة في جنوب أوروبا، إذ تجاوزت 40 درجة مئوية خلال الأسبوعين الماضيين في اليونان. وهو ما يزيد بصورة كبيرة من خطر نشوب حرائق الغابات.
يحاول رجال الإطفاء إخماد حريقين بالقرب من ماركوبولو، جنوب شرقي أثينا، في حين تهدد حرائق الغابات القرى الواقعة في وسط وشمال اليونان. ومن المتوقع أن يجلب الطقس الأقل حرارة بعض الراحة هذا الأسبوع. رغم ذلك، فمن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 39 درجة مئوية في بعض أجزاء من اليونان يوم الثلاثاء.
وعلى النقيض من ذلك، جلبت عاصفة رعدية عنيفة فيضانات إلى وسط مدينة لاريسا، حيث ألحقت حبات البرد أضراراً ببساتين التفاح والكمثرى القريبة.
تعاني إسبانيا أيضاً من مخاطر الحرائق الشديدة الأسبوع الحالي مع ارتفاع درجات الحرارة في جنوب البلاد. من المتوقع أن تصل درجة الحرارة في إشبيلية وقرطبة إلى 43 درجة مئوية غداً، وفق توقعات وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية "إيميت". كما تتعرض أجزاء من جنوب فرنسا وإيطاليا لخطر اشتعال حرائق الغابات.
جاء في نص منشور لـ"كوبرنيكس" على منصة "إكس"، أن توقعات اليوم لمخاطر حرائق الغابات الصادرة عن نظام "إيفيس" الأوروبي لمكافحة الحرائق، ركزت على شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث أظهرت أن مناطق واسعة من إسبانيا والبرتغال معرضة لمستويات متفاوتة من الخطر.
تُصنف مناطق في منطقتي مرسية وإقليم الأندلس بإسبانيا بأنها عرضة لـ"خطر شديد للغاية".
شمال أوروبا
مع الابتعاد شمالاً، من المتوقع أن تشهد برلين وباريس موجات حر في بداية شهر أغسطس المقبل. حيث يُتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في العاصمة الألمانية إلى 28 درجة يوم 6 أغسطس المقبل، أي بزيادة 8 درجات عن المعدل الطبيعي خلال 30 سنة.
لقد ألحق الطقس شديد الحرارة بالفعل الضرر بالعديد من قطاعات الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري، ما أسفر عن تعطيل حركة السفر الجوي وشبكات الكهرباء.
وفقًا لخدمة "كوبرنيكس"، كان متوسط درجة الحرارة السنة الجارية حتى يونيو 2024 أعلى بـ1.64 درجة مئوية عن الفترة بين عامي 1850 إلى 1900. وكان الشهر الماضي أشد شهور يونيو على الإطلاق حرارة، وهي المرة الثالثة عشرة على التوالي التي يسجل فيها أحد الأشهر رقماً قياسياً جديداً لمتوسط درجة الحرارة.
تسعى اتفاقية باريس، والتي وُضعت عام 2015، إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل عصر الثورة الصناعية، والهدف المثالي هو 1.5 درجة.
