قال رئيس هيئة الأرصاد الجوية العراقية محمود عبد اللطيف، إن بلاده تعتبر "فوهة التنور العالمي" في السنوات الأخيرة، وذلك بعد تسجيل السلطات ارتفاعاً غير معتاد في مستويات الأشعة فوق البنفسجية، خلال الأيام الماضية.
وأفادت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق، الأحد، بتسجيل "ارتفاع خطر" في مؤشر الأشعة فوق البنفسجية في عدد من المحافظات، وحذرت من التعرض لأشعة الشمس في وقت الظهيرة.
وأشارت الهيئة إلى أن ارتفاع الحرارة في الشهرين الأخيرين تجاوز أحيانا نصف درجات الغليان (50 درجة مئوية).
ويشير مصطلح "التنور العالمي" إلى عملية التغير في المناخ العالمي بسبب الاحتباس الحراري، أي الزيادة الكبيرة في درجة حرارة الأرض، وتراكم الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، والميثان في الغلاف الجوي.
وقال عبد اللطيف لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، الاثنين: "العراق يعتبر فوهة التنور العالمي.. ابتداء من2011 ولغاية هذا العام.. في 2024 شاهدنا درجات الحرارة في العراق تجاوزت الخمسين في الجنوب، وقد وصلت في الشمال أيضاً إلى 40 أو 50 درجة مئوية في بعض السنوات".
وأضاف: "لذلك أطلقنا عبارة فوهة التنور العالمي.. تصلنا أكبر كمية إشعاع شمسي ولولا وجود بعض الأتربة والأملاح أو بعض الغبار العالق في (جو) العراق لكانت الأشعة أكثر".
وتابع: "لكن العراق معروف، منطقة مفتوحة وبها مناخ صحراوي، وعندنا مناطق صحراوية كبيرة وفقر في القطاع النباتي يتسبب في تصاعد الغبار أو إثارة الغبار، مما يقلل من تأثير الأشعة على الإنسان".
وذكرت الهيئة العامة للأنواء الجوية أن في الأيام التي يكون فيها الإشعاع الشمسي مرتفعاً، تعلو مستويات الأشعة فوق البنفسجية، وخاصة في محافظات بغداد، والأنبار، وصلاح الدين، وبابل، وواسط.
وقال عبد اللطيف إن ارتفاع مستوى الأشعة فوق البنفسجية إلى درجة يشكل فيها خطراً على الصحة العامة للبشر "يكون واضحاً في الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة"، محذراً العراقيين من التعرض لأشعة الشمس في أثناء النهار، للوقاية من تأثير الأشعة فوق البنفسجية التي قد تسبب أمراضاً مثل سرطان الجلد.
كما أكد رئيس هيئة الأرصاد الجوية تأثر الإنتاج الزراعي بارتفاع مستوى الأشعة فوق البنفسجية، ومضى يقول: "بالإضافة إلى تأثير ارتفاع درجة الحرارة على كمية الإشعاع، فإنه يؤثر على الإنتاج الزراعي، كما تتأثر الأوراق النباتية بالإشعاع إذا تعرضت له لفترات طويلة.. خلال النهار بعض المناطق في العراق داخل المدن السكنية تصل فيها الأشجار إلى مرحلة الاحتراق بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
وعزا عبد اللطيف وصول الطقس إلى هذه المرحلة القاسية في العراق إلى التغير المناخي والتدخل البشري، وقال: "البيئة بصورة عامة تأثرت بشكل رئيسي بسبب التدخل البشري، بالإضافة إلى العامل الطبيعي وهو المناخ الذي لا نستطيع تغييره لأنه خارج قدرتنا.. لكن هناك جانب متعلق بالبشر وله تأثير كبير خاصة فيما يتعلق بفقر القطاع النباتي والاحتباس الحراري".
ويعاني العراق شحاً في المياه بسبب تراجع الكميات القادمة من تركيا، منبع نهري دجلة والفرات، وإيران التي تنبع منها روافد إضافية للنهرين، وذكر آوكي لوتسما، الممثل المقيم لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، العام الماضي، أن العراق يأتي في المرتبة الخامسة ضمن الدول الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي.