حطام صاروخ صيني بالفضاء قد يثير توترات مع الولايات المتحدة

صاروخ Long March-5 Y2 من مركز إطلاق الأقمار الاصطناعية بمقاطعة هاينان في الصين.2 يوليو 2017 - reuters
صاروخ Long March-5 Y2 من مركز إطلاق الأقمار الاصطناعية بمقاطعة هاينان في الصين.2 يوليو 2017 - reuters
دبي-الشرق

أدى تحطم أحد الصواريخ الصينية في أعقاب إطلاق قمر اصطناعي إلى تراكم حقل من النفايات الفضائية، كما أعاد إلى الواجهة قلقاً أميركياً بشأن موقف بكين تجاه هذه النفايات.   

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الصاروخ Long March 6A، الذي أُطلق في 6 أغسطس، كان يحمل "الدفعة الأولى من الأقمار الاصطناعية التي تهدف إلى تشكيل نظام منافس لـ"ستارلينك"، وهي خدمة النطاق العريض عبر الأقمار الاصطناعية التي تقدمها شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.  

وبعد إطلاق تلك الأقمار الاصطناعية، تحطم الصاروخ إلى مئات القطع "لأسباب غير معروفة"، ويعاني الصاروخ Long March 6A من مجموعة من المشكلات، ففي أبريل ويوليو من العام الجاري، اكتشفت شركة سويسرية تحمل اسم s2a Systems، المتخصصة في مراقبة الفضاء، عشرات من قطع الحطام حول المرحلة العليا من الصاروخ Long March 6A.  

وفي نوفمبر 2022، تفكك نفس الصاروخ في المدار، ما أدى إلى تناثر أكثر من 500 قطعة حطام، إذ يشعر العلماء بالقلق من أن يتسبب الحطام الفضائي في تصادمات متتالية فيما يعرف بمتلازمة "كيسلر"، ما من شأنه أن يؤدي إلى قلب الحياة اليومية رأساً على عقب، لأن الناس تعتمد على الأقمار في الملاحة والتلفزيون والاتصالات وغيرها.  

ونظراً لسرعتها في السفر عبر المدار، يمكن لقطع الحطام التي يقل قطرها عن 10 سنتيمترات (حوالي 4 بوصات)، أن تخترق دروع وحدات طاقم محطة الفضاء الدولية، كما يمكن أن تؤدي القطع الأكبر حجماً إلى تحطيم المركبات الفضائية إلى أجزاء صغيرة.    

وعندما يصل الصاروخ الحامل للأقمار الاصطناعية إلى مداره المحدد، فإنه عادة ما يطلق حمولته، ثم يقوم بتشغيل محركاته للمرة الأخيرة في الاتجاه المعاكس لخفض مداره والسقوط في الغلاف الجوي، وتهدف هذه العملية إلى الاحتراق في الغلاف الجوي دون أن يخلف الصاروخ نفايات فضائية.  

قلق أميركي

في هذا السياق، قالت قيادة الفضاء الأميركية، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، بعد أيام، إنها رصدت "أكثر من 300 قطعة من الحطام في مدار أرضي منخفض نتيجة انفجار الصاروخ، رغم إشارتها إلى عدم وجود خطر مباشر على محطة الفضاء الدولية أو نظيرتها الصينية".   

من جانبها، قالت شركة LeoLabs، التتبع الفضائية الأميركية، إن هذا الحدث قد يؤدي إلى تناثر "ما لا يقل عن 700 شظية، تسبح على ارتفاع 500 ميل فوق الأرض، ما يجعله أحد أكبر الانفجارات الصاروخية في التاريخ".  

في السياق، أفادت "ستارلينك" بأن الحطام "لا يشكل مخاطر فورية كبيرة على أسطولها"، لكنها رجحت أن تبقى الشظايا في الفضاء لعقود بسبب الحادث الذي وقع على ارتفاع شاهق.

في الإطار قال كوينتين باركر، مدير مختبر بحوث الفضاء بجامعة هونج كونج، لـ "وول ستريت جورنال": "مَن يستطيع أن يفرض أي شيء في الفضاء؟ الأمر يشبه الغرب المتوحش في بعض الأوقات".

ووصف دارين ماكنايت، من LeoLabs، سجل الصين الحديث في توليد حطام مرتبط بعمليات إطلاق الصاروخ Long March 6 بأنه "مثير للقلق"، معرباً عن أمله في أن يكون هذا الحادث "جرس إنذار لهم، وأن يكونوا جزءاً من الحوار الدولي".  

وتمضي الصين ودول أخرى قدماً بخطط لزيادة عمليات إطلاق الصواريخ، ما يفاقم المخاطر على البشر والأقمار الاصطناعية في الفضاء، ورغم ذلك، فإنه لا يوجد سوى القليل من المراقبة العالمية على هذه الممارسات غير المستدامة. 

خلافات صينية– أميركية

على الجانب الآخر، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، الأسبوع الماضي، إن الصين "تعلق أهمية كبرى على تقليل الحطام الفضائي"، مشيراً إلى أن بلاده "بذلت جهوداً إيجابية للوفاء بالالتزامات الدولية ذات الصلة".

وأضاف أن الصين "اتخذت التدابير اللازمة بعد تحطم الصاروخ الأخير"، وتخوض الولايات المتحدة والصين، اللتان تواجهان نزاعات حول التجارة والأمن الإقليمي، اختلافات بشأن الفضاء.  

وفي عام 2022، هبطت المرحلة الرئيسية لصاروخ صيني بشكل غير منضبط من المدار، حيث استقرت في بحر سولو بالقرب من الفلبين، وانتقد رئيس الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء هذا الدخول، مشيراً إلى أن "نقص المعلومات جعل من الصعب التنبؤ بالأضرار المحتملة".  

وقبل عام اشتكت بكين بشأن ما أسمته مواجهتين قريبتين مع الأقمار الاصطناعية التابعة إلى "ستارلينك"، ما أجبر محطة الفضاء الصينية على تغيير مسارها لتجنب الاصطدام.  

وتطلق الصين المزيد من الصواريخ، سعياً لتحقيق أهداف علمية وعسكرية، إذ وصل 66 صاروخاً صينياً إلى المدار العام الماضي، مقابل 38 صاروخاً في عام 2018، وفقاً لبيانات جمعها عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل.  

وتستهدف الصين إطلاق نحو 100 صاروخ خلال العام الجاري، إذ أفادت وسائل إعلام تابعة للدولة بأن الصين ستطلق أكثر من 20 ألف قمر اصطناعي خلال العقد المقبل لبناء قدرات عريضة النطاق.  

وفي غضون ذلك، وصلت 104 رحلة أميركية إلى المدار في عام 2023، مقابل 31 رحلة قبل 5 سنوات.  

وتمتلك الصين والولايات المتحدة الآن تقريباً، نفس مقدار كتلة جسم الصاروخ في المدار الأرضي المنخفض، فيما تمتلك روسيا نصف الكتلة الإجمالية مقابل ثلاثة أرباع هذه الكتلة في عام 2023.  

تصنيفات

قصص قد تهمك