شركة أميركية تطلق مهمة لمعرفة "كيف تخلص المريخ من الغلاف الجوي"

شركة روكيت لاب الأميركية تعلن انتهاء الاختبارات الوظيفية لمهمة كشف حقيقة كيف تجرد كوكب المريخ من الغلاف الجوي بنجاح وستعد للخطوات الحاسمة التالية - twitter/RocketLab
شركة روكيت لاب الأميركية تعلن انتهاء الاختبارات الوظيفية لمهمة كشف حقيقة كيف تجرد كوكب المريخ من الغلاف الجوي بنجاح وستعد للخطوات الحاسمة التالية - twitter/RocketLab
دبي-الشرق

قررت شركة "روكيت لاب" الأميركية إطلاق مهمة علمية جديدة لكشف حقيقة كيف تجرد كوكب المريخ من الغلاف الجوي، بتمويل من وكالة الفضاء الأميركية "ناسا".

وأفاد موقع " mashable"، بأن العلماء توصلوا إلى أن المريخ كان له ذات يوم غلاف جوي أكثر سمكاً، وربما كان قادراً على دعم نظم الحياة، لكن مناخ الكوكب تغير بشكل كبير على مدى مليارات السنين، من عالم يشبه الأرض غارق في البحيرات والأنهار إلى صحراء قاحلة، ما أثار سؤال "أين ذهب الغلاف الجوي؟".

وذكر الموقع أنه من بين جميع مشروعات الفضاء الجديدة، ربما يكون اسم "روكيت لاب" مفاجئاً، نظراً لعدم شهرة الشركة نسبياً، فضلاً عن انتشار مدى هوس منافستها "سبيس إكس"، ومؤسسها إيلون ماسك، بالوصول إلى المريخ.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، بيتر بيك، في تصريحات للموقع: "لطالما كنت أمزح بأننا شركة الفضاء الوحيدة التي لا يقودها ملياردير في الوقت الحالي. إن أكبر منافسينا هما أغنى شخصين على هذا الكوكب، والأكثر سوءاً بالنسبة لقسم العلاقات العامة والاتصالات لدينا، ربما أكون من النوع الممل حقاً من المديرين التنفيذيين. أنا لا أنشر أشياء مثيرة للجدل ولا أفعل أشياء مجنونة. أنا فقط أحاول بناء الصواريخ".

وبنت الشركة مركبتين فضائيتين لمهمة المريخ القادمة، Escapade، ومن المتوقع أن ينطلقا قبل 13 أكتوبر.

وإذا نجحت المهمة، فربما تشكل مثالاً لكيفية تعامل وكالة "ناسا" وصناعة الفضاء التجارية مع البعثات بين الكواكب بتكلفة أقل في المستقبل.

وكان لدى Escapade ميزانية قدرها 80 مليون دولار، في إطار برنامج البعثات الصغيرة المبتكرة لاستكشاف الكواكب (Simplex) التابع لوكالة الفضاء. 

وانتهت الشركة من بناء المركبتين التوأم في 3.5 سنة فقط مقابل 57 مليون دولار، وهو سعر زهيد نسبياً مقارنة بالمليارات التي تنفقها الوكالة عادةً على مهمة معقدة خارج مدار الأرض.

ويطلق على أحد مسباري Escapade، "أزرق" والآخر "ذهبي" تكريماً لألوان جامعة كاليفورنيا في بيركلي، كل منهما بحجم غسالة ومجفف مكدسين، وتم شحنها مؤخراً إلى كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، حيث من المقرر دمجها على صاروخ "نيو جلين" من شركة "بلو أوريجين"، إذ أن صاروخ إلكترون الخاص بشركة روكيت لاب ليس قوياً بما يكفي لحمل الحمولة، على الرغم من أن الشركة تعمل على تطوير مركبة إطلاق متوسطة الرفع تزن عدة أطنان، والتي تُسمى نيوترون، إلا أنها لن تكون جاهزة قبل عام آخر، كما قال بيك.

إنجاز منتظر

وتستمر مهمة مركبة الفضاء Escapade لمدة 11 شهراً تقريباً قبل الوصول إلى المريخ. قبل بدء مهمته العلمية الأساسية في أبريل 2026.

ودرست مركبات فضائية أخرى كيفية تفاعل الرياح الشمسية مع الغلاف الجوي للمريخ، لكنها لم تتمكن من إنهاء المهمة، إذ لا تستطيع مركبة فضائية واحدة بمفردها قياس العواقب الحقيقية للعواصف الشمسية. 

بالإضافة إلى أجهزة المركبتين الفضائيتين، من المقرر تجهيز المجسات بكاميرات لالتقاط أول لقطات عالمية للشفق القطبي المريخي، وقد التقط مسبار الإمارات العربية المتحدة "الأمل" صوراً في ضوء الأشعة فوق البنفسجية، كما رصدت مركبة ناسا "بيرسيفيرانس" أول شفق قطبي من سطح الكوكب في مارس.، لكن المهمة العلمية الجديدة ربما تنجح في التقاط أول لمحات عامة عن الشفق القطبي في الضوء المرئي.

ويؤكد العلماء أن هذه الدراسة لها أهمية كبيرة؛ فلكي يتمكن رواد الفضاء من الهبوط على المريخ واستكشافه يوماً ما، سيحتاجون إلى أنظمة ملاحة واتصالات تمرر الإشارات عبر الغلاف الجوي العلوي للكوكب. وكلما كانت نماذج العلماء أكثر دقة للغلاف الأيوني للمريخ، وهي طبقة الجسيمات المشحونة المحيطة بالكوكب، كلما كانت هذه التقنيات تعمل بشكل أفضل.

تصنيفات

قصص قد تهمك