أصبحت بيانات عملاء مسروقة، ومنها تقارير طبية، من أكبر شركة تأمين صحي في الهند "ستار هيلث"، متاحة للعامة عبر روبوتات الدردشة على تليجرام، بعد أسابيع من اتهام مؤسس تطبيق التراسل الشهير بالسماح بتسهيل الجرائم.
وقال المتسلل، الذي يُعتَقدُ إنه يقف وراء روبوتات الدردشة، لباحث أمني تحدث إلى "رويترز" عن هذه القضية، إن التفاصيل الخاصة بملايين الأشخاص معروضة للبيع، وإن العينات يمكن عرضها من خلال الطلب من روبوتات الدردشة بالكشف عنها.
وأوضحت شركة Star Health and Allied Insurance، التي تتجاوز قيمتها السوقية أربعة مليارات دولار، في بيان لـ"رويترز"، أنها أبلغت السلطات المحلية عن وصول غير مصرح به إلى بيانات.
"لا اختراق واسع النطاق"
وقالت الشركة إن التقييم الأولي أظهر "عدم وجود اختراق واسع النطاق"، وإن "بيانات العملاء الحساسة ما زالت آمنة".
وباستخدام روبوتات الدردشة، تمكنت "رويترز" من تنزيل وثائق لسياسات التأمين، ومطالبات تحتوي على أسماء، وأرقام هواتف، وعناوين، وتفاصيل ضريبية، ونسخ من بطاقات الهوية، ونتائج الاختبارات والفحوصات الطبية.
وساهمت قدرة المستخدمين على إنشاء روبوتات الدردشة، على نطاق واسع، في مساعدة منصة تليجرام، على أن تصبح من أكبر تطبيقات التراسل في العالم، مع تسجيل 900 مليون مستخدم نشط شهرياً.
وفي اختبار للروبوتات، استطاعت "رويترز" تنزيل أكثر من 1500 ملف، وبعض المستندات يعود تاريخها إلى يوليو 2024.
مواجهة المحتوى غير القانوني
في وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن المؤسس والرئيس التنفيذي لتطبيق تليجرام، بافيل دوروف، عن مزايا جديدة تهدف إلى تحسين عملية الإشراف عليه، في خطوة لمواجهة المحتوى غير القانوني والأنشطة المخالفة.
وجاء هذا الإعلان بعد اعتقاله وتوجيه اتهامات له من قِبَل السلطات الفرنسية بشأن انتهاكات تتعلق بالتطبيق، قبل الإفراج عنه لاحقاً.
ووصف دوروف الإجراءات التي اتُّخذت ضده بأنها "مضللة، ومفاجئة"، لكنه أقرّ بأن "تليجرام" ليس مثالياً، لافتاً إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات أكثر صرامة للحد من المحتوى غير القانوني، الذي قال إنه يُمثّل نسبة ضئيلة جداً من إجمالي المستخدمين.
وقال دوروف في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على التطبيق: "بينما لا يمتلك 99.999% من مستخدمي تليجرام أي علاقة بالجريمة، فإن نسبة 0.001% المتورطين في أنشطة غير قانونية يخلقون صورة سلبية للمنصة بأكملها، ما يهدد مصالح نحو مليار مستخدم".
الإشراف على تليجرام
وأضاف: "لهذا السبب، نحن ملتزمون هذا العام بتحويل عملية الإشراف على تليجرام من مصدر للانتقادات إلى نموذج يُحتذى به".
جاءت هذه التصريحات بعد أيام قليلة من احتجازه في فرنسا، حيث وُجهت إلى دوروف عدة تهم، تتعلق بالفشل في مكافحة المحتوى المتطرف، وغير القانوني على "تليجرام".
وكان قد أُلقي القبض على دوروف في مطار "باريس-لو بورجيه"، لكن أُطلق سراحه بعدها بأيام، بكفالة 5 ملايين يورو، بشرط أن يُقدّم تقارير دورية للشرطة مرتين أسبوعياً، مع منعه من مغادرة فرنسا.
وفي تحدٍ واضح، أكد دوروف أن فرنسا أخطأت في تحميله مسؤولية "الجرائم التي يرتكبها أطراف ثالثة على المنصة".