أثارت مصممة الأزياء الهولندية أنوك ويبريتشت فضول الجمهور في مؤتمر Leap 2025 التقني، بحديثها بشأن مستقبل الأزياء، ودمجها لأحدث التقنيات المتطورة بداخل أقمشة تصميماتها، لتحويل الملابس إلى تقنيات قابلة للارتداء.
وأشارت ويبريتشت إلى أنها اعتادت استخدام المستشعرات والكاميرات وأجهزة التحكم الدقيقة داخل الأقمشة والخامات غير التقليدية التي تستخدمها لتنفيذ تصميماتها من الأزياء، إذ تضع خبرتها في مجالات تصميم الأزياء والهندسة والعلوم، لـ"تطوير ابتكارات تربط الموضة بالتكنولوجيا بأسلوب غير تقليدي".
وأقيم مؤتمر Leap 2025 التقني في العاصمة السعودية الرياض بين 9 إلى 12 فبراير.
أزياء تفاعلية
وتقول ويبريتشت إنها تسعى منذ 2014 إلى "تقديم مفهوم جديد في عالم الموضة، حيث تدمج أنظمة ذكية تحاكي الذكاء الاصطناعي، وتتحرك على جسم الإنسان بطريقة ديناميكية، وذلك من خلال أزياء لا يقتصر تطورها على الشكل الجمالي فحسب، بل يمتد إلى تفاعلها مع محيطها، إذ تتحرك وتتنفس وتتجاوب مع البيئة المحيطة بمن يرتديها".
وتستخدم ويبريتشت في تصميماتها أجهزة استشعار متطورة تراقب المساحة حول الشخص، وترصد مؤشرات الجسم مثل مستويات التوتر والراحة.
ومن أبرز ابتكاراتها فستان Spider Dress، والذي يعتمد على معالج Intel Edison، وهو فستان ذكي مزود بأذرع متحركة ومستشعرات تحدد المسافة بين الشخص والآخرين، بحيث إذا اقترب أحدهم أكثر من اللازم، تتفاعل الأذرع بطريقة دفاعية لتحديد حدود المساحة الشخصية.
ووصفت ويبريتشت هذا الابتكار بقولها: "هذا الفستان الروبوتي يهاجم عندما يقترب منك الآخرين أكثر من اللازم".
مستقبل الملابس
ولم تكتفِ ويبريتشت بالاعتماد على الأجهزة المحمولة في التفاعل مع العالم، وقالت إنها تبحث عن طرق جديدة لجعل الأزياء "وسيلة تواصل بين الإنسان ومحيطه، فمن خلال دمج التكنولوجيا في الملابس، أسعى إلى تعزيز تجربة التفاعل الشخصي بطريقة أكثر تخصيصاً وابتكاراً".
ولتحقيق رؤيتها لمستقبل الأزياء، عقدت ويبريتشت شراكات مع كبرى الشركات التقنية العالمية، من بينها إنتل، وأوتوديسك، وجوجل، ومايكروسوفت، وأودي، وسواروفسكي، بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات العاملة في سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وتتوقع المصممة الهولندية أن تتطور الأزياء بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، خاصة مع التطور الكبير الذي يشهده سوق الذكاء الاصطناعي، حيث ترى أن تضمين التكنولوجيا الحديثة من مستشعرات وأجهزة تحكم دقيقة داخل نسيج الملابس، سيجعل تلك التقنيات قادرة على خدمة البشر وتيسير حياتهم بشكل أفضل، وذلك في صورة تطبيقات عديدة، من بينها ما يسهم في إضافة لمسة من الخصوصية والتعبير عن شخصية الأفراد بشكل أفضل، إلى جانب وجود تطبيقات واعدة للملابس ذات المستشعرات الذكية لمتابعة صحة الأفراد ومتغيراتهم الحيوية.
