أكد المشاركون في الدورة الثالثة لمعرض "جيتكس إفريقيا المغرب 2025"، الذي يُعد أبرز تجمع تكنولوجي على مستوى القارة الإفريقية، على أهمية مواكبة القارة السمراء التحولات الرقمية العالمية باعتبارها "رافعة أساسية من أجل التنمية وليست خياراً".
ودعا رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، في كلمة مصوَّرة موجهة إلى المشاركين في المعرض الذي بدأ الاثنين ويمتد حتى 16 من الشهر الجاري، قارة إفريقيا إلى الاشتغال على "تطوير البنيات التحتية الرقمية، وربط العالم القروي بالإنترنت، وتدريب المواهب في الذكاء الاصطناعي والبيانات".
وأضاف أخنوش: "هذا هو التوجه الذي ندافع عنه اليوم؛ لأننا نريد قارة لا تعاني من تأثير الثورات الرقمية، بل تسخّرها، وتقوم بتوجيهها لخدمة شعوبها".
معرض جيتكس إفريقيا
ويسلّط معرض "جيتكس إفريقيا المغرب"، الضوء على القطاعات التكنولوجية ذات التأثير القوي من قبيل تكنولوجيا التعليم، والتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا الصحية، والتكنولوجيا الرياضية، من خلال تنظيم ندوات، وإبرام شراكات تعزز اندماج إفريقيا في الاقتصاد الرقمي العالمي.
من جهتها، دعت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المغربية المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة إلى أن "ننظر إلى ما وراء العصر الرقمي، نحو العصر القادم الذي بدأ بالفعل في تشكيل اقتصادنا ومؤسساستنا ومجتمعنا، هذا العصر هو عصر الذكاء الاصطناعي".
وأضافت السغروشني في كلمة أمام المشاركين: "التحول الرقمي لم يعد خياراً بل هو رافعة أساسية للتنمية".
وبخصوص الذكاء الاصطناعي الذي يخصص له هذا المعرض حيّزاً مهماً، قالت إن "عصر الذكاء الاصطناعي هو هنا بالفعل، ويتحرك بسرعة".
وتحدثت عن "فجوة البيانات والنماذج، لأن 95% من بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي العالمية تتجاهل اللغات والسياقات الثقافية الإفريقية".
واعتبرت أن "هذه الفجوات ليست تقنية فقط، بل جيوسياسية، وهي تستدعي اتخاذ إجراءات استراتيجية وجماعية عاجلة".
تسريع التحول الرقمي
من جهته، قال محمد الإدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، إن هذه الدورة "حرصت على إدراج محور (سبورتيك) ضمن محاورها الأساسية، للتفكير المشترك حول سبل تسريع التحول الرقمي في ضوء التحديات المستقبلية الكبرى، وفي مقدمتها الاستحقاقات القارية المقبلة"، مشيراً إلى احتضان المغرب لكأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.
ويشارك في هذا المعرض مستثمرون ورواد تكنولوجيا من إفريقيا والدول العربية وممثلون عن مختلف القارات، ويهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي والرقمي في إفريقيا.
ويُعتبر أضخم معرض تكنولوجيا في المغرب وإفريقيا من حيث حجم المشاركين وتنوعهم وتوزيعهم على المؤسسات والأنشطة والاختصاص.
وتشارك في هذه الدورة نحو 650 مؤسسة حكومية، إلى جانب 350 مستثمراً، وما يزيد على 660 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن 45 ألف مشارك، و1400 عارض من 130 دولة.
