"تنبض وتتعرق".. شركة ناشئة تطور نظاماً يجعل الروبوتات أقرب للبشر

روبوت ذكي يرتدي قبعة "سانتا كلوز" في أحد مستشفيات موسكو الروسية - REUTERS
روبوت ذكي يرتدي قبعة "سانتا كلوز" في أحد مستشفيات موسكو الروسية - REUTERS
القاهرة-الشرق

انتعشت سوق الروبوتات الذكية بشكل كبير تزامناً مع سطوع نجم الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما دفع بعض الشركات إلى محاولة جعل هذه الآلات أقرب للبشر من خلال منْحها تفاصيل مثل التعرق والشعور بالقلق والمشاعر المختلفة.

ويعمل رائد الأعمال الأميركي تيدي وارنر من خلال شركته الناشئة Intempus على تطوير تقنيات جديدة تُزود الروبوتات بوظائف جسدية افتراضية تحاكي المشاعر الإنسانية المعقدة، كالشعور بالفرح أو نوبات القلق والخوف.

تركز الشركة الناشئة على بناء روبوتات تمتلك ذكاء عاطفياً. وفي مقابلة مع موقع TechCrunch، قال وارنر إن مشروعه يستند إلى تزويد الروبوتات بسمات جسدية بشرية مثل معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة للجسم، والتعرق، بهدف تقليد استجابات الإنسان الجسدية عند التعرض لمشاعر مثل التوتر أو الفرح أو القلق، ما يجعل تفاعلهم مع البشر أكثر طبيعية وراحة للإنسان.

تغيرات فسيولوجية للروبوتات

وأشار وارنر إلى أن الفكرة جاءته خلال عمله السابق في شركة Midjourney المتخصصة في توليد الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث كُلّف فريقه آنذاك ببناء نموذج يُعرف بـ"نموذج الذكاء العالمي" (World AI)، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يحاكي طريقة اتخاذ البشر للقرارات في العالم الواقعي.

غير أن وارنر لاحظ وجود فجوة كبيرة بين قدرات البشر والروبوتات، إذ قال: "الروبوتات اليوم تنتقل من الملاحظة إلى الفعل مباشرة، من النقطة A إلى النقطة C، بينما يمتلك البشر خطوة وسيطة هي الحالة الفسيولوجية، التي تلعب دوراً حاسماً في تشكيل سلوكنا وردود أفعالنا".

ومضى يقول: "الروبوتات لا تشعر بالمرح، ولا تختبر الضغط النفسي، وهذا ما يجعلها مختلفة بشكل جوهري عن الكائنات الحية".

ولسد هذه الفجوة، ربط وارنر نفسه وعدداً من أصدقائه بجهاز كشف الكذب لجمع بيانات التعرق والاستجابة الجسدية في حالات التوتر والفرح، واستخدم هذه البيانات في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه تزويد الروبوتات بما وصفه بـ"التركيبة العاطفية".

وبحسب وارنر، فإن منْح الروبوتات هذه الاستجابات سيجعل تفاعلها مع البشر أكثر طبيعية وأقل غرابة، إذ أن التواصل البشري يرتكز على مزيج معقد من الإشارات الجسدية والعاطفية.

وبينما قد يرى البعض في هذه الفكرة قفزة تكنولوجية واعدة، فإن آخرين قد يعتبرونها خطوة مقلقة نحو منح الآلات طابعاً إنسانياً قد يُثير تساؤلات أخلاقية.

وتعززت هذه المخاوف بعد إعلان وارنر حصوله على زمالة Thiel Fellowship، التي يمنحها الملياردير بيتر ثيل لعدد من الشباب سنوياً لتمويل مشاريعهم الريادية.

ومنذ انطلاق شركته في سبتمبر الماضي، أنشأ وارنر بنية بحثية متقدمة ضمن Intempus، وتمكّن من توقيع اتفاقيات شراكة مع سبعة شركاء، ويعمل حالياً على توظيف موظفين جدد لتوسيع الفريق.

كما بدأ في إجراء تجارب حية أمام العملاء لاختبار الروبوتات المزودة بتقنية "الاستجابة الشعورية"، مشيراً إلى أنه لا يمانع مستقبلاً في تصميم روبوتات خاصة بشركته.

وأردف وارنر بالقول: "أملك مجموعة من الروبوتات، وكل منها يُعبّر عن مشاعر مختلفة. أريد أن يتمكن أي شخص من دخول الغرفة والشعور فوراً بأن هذا الروبوت سعيد، أو أن ذاك يشعر بالقلق. إذا نجحت في نقل هذا الانطباع الغريزي، فأنا أعتبر أنني أنجزت مهمتي".

تصنيفات

قصص قد تهمك