دخلت مصر رسمياً، الأربعاء، عصر الجيل الخامس 5G من شبكات المحمول، في خطوة من المقرر أن تُحدث نقلة نوعية في عالم الاتصالات من خلال توفير سرعات إنترنت أعلى، وزمن استجابة أقل، إضافة إلى دعم تطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، وغيرها.
ولا تقتصر 5G على تحسين تجربة الهواتف الذكية فحسب، بل تمهد الطريق لتقنيات المستقبل مثل السيارات ذاتية القيادة، والجراحة عن بُعد، والمدن الذكية، وإنترنت الأشياء IoT.
وفي مارس الماضي، قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عمرو طلعت، إنه سيتم إطلاق خدمات الجيل الخامس لشركات المحمول الأربع في مصر خلال النصف الأول من العام الجاري، بهدف تعزيز جودة خدمات الاتصالات، ودعم متطلبات التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
وتعمل في السوق المصرية 4 شركات لتشغيل شبكات الهاتف المحمول، هي "أورانج مصر" التابعة لمجموعة "أورانج" الفرنسية، و"فودافون مصر" التابعة لمجموعة "فودافون" البريطانية، و"اتصالات مصر" التابعة لـ"اتصالات الإماراتية"، و"وي" المملوكة للشركة المصرية للاتصالات الحكومية، بإجمالي عملاء يُقدّر بنحو 104 ملايين شخص.
وأعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات المصري أن خدمات الجيل الخامس ستتوفر مجاناً لعموم المستخدمين عبر الأجهزة التي تدعم تشغيلها فور إطلاقها رسمياً.
وتتضمن مزايا الجيل الجديد لخدمات الاتصالات سرعات أعلى لنقل البيانات، وزمن استجابة أقل، إلى جانب زيادة سعة الشبكات اللاسلكية على استيعاب حجم البيانات المتداول على متنها، ما يوفر خدمات مستقرة حتى في الأماكن المكتظة بالمستخدمين.
سرعة فائقة
وتُعتبر مضاعفة سرعة نقل البيانات عبر شبكات الاتصالات، الميزة الرئيسية التي تقدمها خدمات شبكة الجيل الخامس، إذ تبدأ من 10 جيجابايت وتصل إلى 20 جيجابايت في الثانية الواحدة.
وينعكس ذلك في سرعة تحميل أكبر للملفات بمختلف أشكالها، أو مشاركتها على شبكة الإنترنت عبر التطبيقات والخدمات الرقمية المختلفة.
زمن استجابة أقل
ومع الجيل الجديد من خدمات المحمول سيحظى المستخدمون بنقل لحظي للبيانات، وهو ما يجعل بعض التطبيقات والخدمات الآنية، مثل التحكم في ألعاب الفيديو عبر الإنترنت والواقع الافتراضي، ليقدّم تجربة أكثر ثراء بشكل غير مسبوق.
فيما يصل معدل تأخير نقل البيانات إلى 1 مللي ثانية، ما يجعل التجارب أقرب للتفاعلية الفورية في الوقت الفعلي Real Time.
سعة أكبر
ستتوافق خدمات الجيل الجديد مع الكثافة السكانية المرتفعة في مصر، حيث تتيح شبكات 5G إمكانية إتاحة استقرار فائق لخدمات المحمول لعدد كبير من المستخدمين في آن واحد.
وترفع خدمات شبكات 5G عدد الأجهزة المتاح توصيلها بالشبكات في آن واحد، تصل لنحو مليون جهاز لكل كيلومتر مربع، وذلك بمعدل 100 ضعف مقارنة بالجيل الرابع لشبكات المحمول.
إنترنت الأشياء IoT
قد تجذب الهواتف الذكية اهتمام المستخدمين عندما يتعلق الأمر بخدمات الجيل الخامس المتطورة، ولكن ما يغفل البعض عنه هو أن شبكات 5G تأتي كذلك بطفرة على مستوى الخدمات المقدمة للأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت، والتي لم تعد قاصرة فقط على الهواتف.
السعة الكبيرة المتاحة لاستيعاب اتصال عدد كبير من الأجهزة بالشبكات اللاسلكية يتيح اتصال عدد كبير من الأجهزة الذكية، مثل الأجهزة المنزلية والقابلة للارتداء Wearables مثل الساعات والنظارات الذكية، وكذلك أجهزة الرعاية الصحية المتطورة، وجميعها يتواصل معاً بشكل سلس وسريع، عبر إتاحة اتصالها بالإنترنت بسرعات فائقة مع الجيل الجديد 5G.