بعد 4 سنوات من التجميد، يعود تطبيق "يِك ياك" (Yik-Yak) مرة أخرى إلى متجر "آبل" للتطبيقات، للمستخدمين حصرياً من الولايات المتحدة، مع وعود من قبل القائمين عليه، بأن يمتد نطاقه هذه المرة للمستخدمين حول العالم في أقرب فرصة.
ويعتبر القائمون على التطبيق أن "المجتمع العالمي يستحق مساحة يستطيع أفراده فيها، أن يكونوا صادقين ومتساوين وقادرين على التواصُل مع الأشخاص على مقربة منهم"، وفقاً لبيان إعادة إطلاق التطبيق مرة أخرى.
ويعتمد التطبيق في السابق على المجهولية في النشر والمراسلة، كما ارتبط اسمه بحوادث التنمر الإلكتروني، ونشر خطاب الكراهية، لكن على الصعيد الآخر يعتزم مطوره العودة برؤية طموحة.
الإطلاق الأول
أُطلق تطبيق "يِك ياك" لأول مرة عام 2013، بوصفه تطبيق قائم على الموقع الجغرافي، إذ يتيح التواصل بين الأشخاص في نطاق نصف قطر طوله 5 أميال، تُعرف في قاموس التطبيق بمصطلح Yaks، ويمكّن التطبيق المستخدمين من التصويت للمحتوى بالإعجاب أو عدم الإعجاب.
الخاصية الأخرى التي تميّز بها التطبيق كانت المجهولية، والتي جعلته شائعاً على وجه الخصوص لدى شريحة طلاب الجامعات وفي الحرم الجامعي، وفقاً لمنصة "ذا فيرج"، إذ وصل التطبيق لأوج شعبيته عام 2014، ووصلت قيمته السوقية 400 مليون دولار.
وبالتزامن مع ذيوع صيت التطبيق، كانت تطبيقات أخرى تحتفي بإمكانية مشاركة محتوى مع تجهيل هوية صاحبه، مثل تطبيقات "ويسبر"و "نيربي"، وقد عمل على تطوير التطبيق في المرة الأولى زميلان في جامعة فرومان بولاية كارولينا الجنوبية، تايلر درول، وبروكس بافنجتون.
تراجُع الشعبية
وفي عام 2015، شهد "يِك ياك" موجة من تراجع الشعبية، لم تتوقف قبل أن تودي بالتطبيق في 2017، وكان عنوانها "حوادث التنمُّر الإلكتروني، وانتشار خطاب الكراهية، التي حفزتها خاصية النشر المجهول".
وخلال تلك الفترة، كان "يِك ياك" حديث طلاب المدارس الثانوية والحرم الجامعي في الولايات المتحدة، إذ حظرت العديد من المدارس والجامعات الواحدة تلو الأخرى التطبيق داخل نطاقها، على خلفية حوادث تحرش أو تنمر، ونشر خطاب عنصري عبره.
وقد نشرت منصة "هافنجتون بوست" أواخر عام 2014 افتتاحية عنوانها "لماذا ينبغي أن يحظر الحرم الجامعي الخاص بك يِك ياك؟"، ووصفت فيها التطبيق بأنه يشبه التدوين على أبواب دورات المياه، إذ يتمثل وجه الشبه في أنها عديمة الفائدة، ومصدر لمحادثات غير مثمرة، وقبيحة تماماً.
ووفقاً لـ تك رانش، أقدم الثنائي القائمان على التطبيق على بعض الإصلاحات، منها فرض بعض السياجات الجغرافية داخل التطبيق على المدارس الثانوية، غير أنها لم تثمر تماماً.
وبحسب "نيويورك تايمز"، في نهاية 2016، سرح الثُنائي 60% من العاملين لديهم، وفي منتصف 2017، باعا حقوق الملكية الفكرية وعقود الموظفين لشركة أخرى، نظير مليون دولار فقط.
حُلة جديدة
ومنذ بيع حقوق الملكية، لم يعد التطبيق للواجهة، قبل فبراير من العام الجاري، عندما تناقلت وسائل إعلام معنية بالتقنية انتقال التطبيق إلى مُلاك آخرين.
وقد أعيد إطلاق التطبيق على متجر "آبل" في الخامس عشر من أغسطس الحالي، بحُلة تكاد تماثل القديمة في كافة الخصائص، سوى أنها تولي اهتماماً كبيراً لسياسة النشر ومكافحة خطاب الكراهية.
ووفقاً لبيان إعادة الإطلاق، كان إطلاق منصة خالية من التسميات المجتمعية، هو الدافع لفريق "يكِ ياك" الجديد لإعادة الإطلاق، فيما انتقدت تغريدات على "تويتر" إعادة إطلاقه في التوقيت الحالي، إذ تزخر مواقع التواصل الاجتماعي بالمحتوى السام.
وأكد الفريق الجديد كذلك التزامه تجاه خلو التطبيق في حلته الجديدة من عيوب الماضي، إذ يُعد انتهاك المستخدم لقواعد النشر مرة واحدة سبيله للحظر التام من التطبيق.