وقعت شركة UBTech Robotics، إحدى أبرز شركات تصنيع الروبوتات في الصين، عقداً ضخماً لنشر روبوتات بشرية عند معابر حدودية بين الصين وفيتنام، في خطوة تمثل قفزة نوعية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات على أرض الواقع، تماشياً مع توجه بكين لتوسيع الاعتماد على الأنظمة المؤتمتة في القطاعات الحيوية.
وأفاد موقع ساوث تشاينا نورنينج بوست، بأن المشروع الذي تبلغ قيمته 264 مليون يوان (نحو 37 مليون دولار)، يشمل التعاون مع مركز متخصص في الروبوتات البشرية في مدينة فانجتشينجاج الساحلية الواقعة في منطقة جوانجشي ذاتية الحكم جنوبي الصين، والتي ترتبط بحدود مباشرة مع فيتنام.
ويمثل هذا التعاون خطوة أولى في مشروع تجريبي واسع النطاق يستهدف نشر الروبوتات عند الحدود بهدف تنفيذ مجموعة من المهام المرتبطة بإدارة حركة المسافرين، والتفتيش الأمني، والعمليات اللوجستية، إلى جانب تقديم خدمات تجارية في مواقع العبور الحيوية.
كيف ستدير الروبوتات حدود الصين؟
النموذج المعتمد في هذا المشروع هو الروبوت الصناعي من طراز Walker S2، الذي أطلقته الشركة، في يوليو الماضي، وجرى الترويج له باعتباره "أول روبوت بشري في العالم قادر على استبدال بطاريته بنفسه"، ما يمنحه القدرة على العمل بشكل شبه متواصل على مدار الساعة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر.
وتُخطط UBTech لاستخدام هذا الطراز المتطور من الروبوتات في تنفيذ عدد من المهام المعقدة عند النقاط الحدودية، مثل إرشاد وتوجيه المسافرين، وتنظيم حركة تدفق الأشخاص، وتسيير دوريات آلية، فضلاً عن تولي مسؤوليات لوجستية مثل مناولة البضائع والخدمات ذات الطبيعة التجارية.
ومن المنتظر توسع نطاق مهام هذه الروبوتات ليشمل إجراء عمليات تفتيش دقيقة في منشآت صناعية لإنتاج ومعالجة مواد مثل الفولاذ والنحاس والألمنيوم، ما يفتح الباب أمام استخدامات متعددة لهذه التقنيات المتقدمة في القطاع الصناعي.
وتوقعت الشركة أن تبدأ عمليات تسليم الروبوتات ضمن هذه المبادرة اعتباراً من ديسمبر المقبل، مشيرة إلى تلقيها طلبات إجمالية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار يوان حتى الآن، بشراء سلسلة روبوتات Walker، التي بدأت شحنها إلى الأسواق، الشهر الجاري، ما يعكس الإقبال المتزايد على هذا النوع من الحلول الذكية في الصين وخارجها.
وفي تصريحات خاصة للموقع الصيني، قال مدير العلامة التجارية في شركة UBTech، مايكل تام، إن الشركة تستهدف تسليم 500 روبوت صناعي بحلول نهاية العام الجاري، مع خطط طموحة لرفع الإنتاج بمعدل 10 أضعاف، العام المقبل، تمهيداً للوصول إلى إنتاج 10 آلاف وحدة سنوياً بحلول عام 2027.
وأضاف تام أن الشركة تسعى في الوقت ذاته إلى خفض التكاليف الإنتاجية لتوسيع نطاق انتشار الروبوتات البشرية في القطاعات المختلفة.
ويُنتظر أن يشكل هذا المشروع التجريبي نقطة تحول في استخدامات الروبوتات البشرية في المناطق الحدودية، للاستفادة من قدراتها التفاعلية الذاتية وتقنياتها الذكية المتقدمة لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز معايير الأمن والخدمة في نقاط العبور الدولية.









