بسبب قيود واشنطن.. شركات صينية تدرب نماذج الذكاء الاصطناعي بالخارج

صورة توضيحية تظهر هاتفاً ذكياً يحمل شعار شركة الرقائق إنفيديا فوق لوحة رئيسية لحاسوب. 6 مارس 2023 - REUTERS
صورة توضيحية تظهر هاتفاً ذكياً يحمل شعار شركة الرقائق إنفيديا فوق لوحة رئيسية لحاسوب. 6 مارس 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

قررت كبرى الشركات الصينية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الخارج، للوصول إلى رقاقات شركة "إنفيديا" وتجنب الإجراءات الأميركية التي تهدف إلى الحد من تقدمها في مجال التكنولوجيا المتقدمة.

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، عن مصادر لم تسمها قولها إن شركتيْ "علي بابا" و"بايت دانس" من بين الشركات التي تُدرّب أحدث نماذجها اللغوية الكبيرة في مراكز بيانات بجميع أنحاء جنوب شرق آسيا.

وكانت هناك زيادة مُطردة في التدريب في المواقع الخارجية بعدما تحركت إدارة الرئيس دونالد ترمب في أبريل الماضي، لتقييد مبيعات H20، أشباه الموصلات المُخصصة لشركة "NVIDIA" في الصين فقط.

وأوضحت المصادر أنه عادةً ما تُوقّع الشركات الصينية اتفاقية إيجار لاستخدام مراكز بيانات خارجية تملكها وتُشغّلها جهات غير صينية، إذ يتوافق هذا مع ضوابط التصدير الأميركية، إذ ألغى ترمب في وقت سابق من العام الجاري "قاعدة الانتشار" التي سبق وضعها في عهد سلفه جو بايدن لسد هذه الثغرة.

وشهدت تجمعات مراكز البيانات ازدهاراً كبيراً في سنغافورة وماليزيا، مدفوعةً بالطلب الصيني، إذ أن العديد من هذه المراكز مُجهّزة بمنتجات "NVIDIA" المتطورة، على غرار تلك التي تستخدمها شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى لتدريب حاملي شهادات الماجستير في القانون.

وقال أحد مُشغّلي مراكز البيانات في سنغافورة: "من البديهي أن نأتي إلى هنا. نحتاج إلى أفضل الرقاقات لتدريب أحدث النماذج، وكل ذلك متوافق مع القانون".

استثناءات

على مدار العام الماضي، أصبح نموذجا Qwen من علي بابا وDoubao من بايت دانس من بين أفضل نماذج LLM أداءً حول العالم. كما أصبح Qwen مُعتمدًا على نطاق واسع خارج الصين من قِبل المُطوّرين لكونه نموذجاً "مفتوح المصدر مُتاحاً بالمجان".

ومن الاستثناءات شركة Deep Seek، المُصنّعة لنماذج الذكاء الاصطناعي عالية الجودة ومنخفضة التكلفة، والتي يجري تدريبها محلياً. 

وذكرت مصادر مطلعة أن الشركة بنت مجموعة كبيرة من شرائح "NVIDIA" قبل سريان حظر التصدير الأميركي، كما تعمل الشركة بشكل وثيق مع شركات تصنيع الشرائح المحلية، بقيادة "هواوي"، لتحسين وتطوير الجيل القادم من شرائح الذكاء الاصطناعي الصينية.

ولدى "هواوي" فريق مهندسين متمركز في مقر شركة Deep Seek في هانجتشو، إذ تعتبر الشركة شراكتها مع Deep Seek جهداً استراتيجياً لتطوير أنظمتها الخاصة بأشباه الموصلات والبرمجيات، والمقرر اعتمادها في تدريب الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء البلاد.

ويتطلب تدريب حاملي شهادة الماجستير في القانون (LLM) قوة حاسوبية هائلة لمعالجة مجموعات البيانات الضخمة، ما يدفع معظم الشركات الصينية إلى تفضيل منتجات "إنفيديا" المتقدمة لهذه المهمة.

ومع ذلك، تتجه هذه الشركات بشكل متزايد نحو استخدام الرقاقات الصينية المصنعة محلياً لأغراض "الاستدلال"، عندما تستجيب أنظمة الذكاء الاصطناعي لطلب المستخدم، وهو ما يمثل حصة متزايدة من إجمالي أحمال عمل الذكاء الاصطناعي.

وإلى جانب التدريب، تستخدم شركات التكنولوجيا الصينية أيضاً مراكز بيانات في جنوب شرق آسيا لخدمة عملائها في الخارج، حيث تسعى "علي بابا" و"بايت دانس" إلى زيادة حصتهما في سوق الحوسبة السحابية العالمية، كما تعمل الشركات الصينية على توسيع نطاق الوصول إلى مراكز البيانات في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط.

وأحد القيود هو عدم السماح لشركات التكنولوجيا الصينية العملاقة بنقل البيانات الخاصة خارج البلاد، وهذا يعني أنه لتخصيص نموذج ذكاء اصطناعي بناءً على بيانات محددة يقدمها عميل محلي، يجب أن يبقى التدريب في الصين.

تصنيفات

قصص قد تهمك