في ذكراه الـ10.. هل ندم "زوكربرج" على فصل ماسنجر عن فيسبوك؟

مارك زوكربرج، مؤسس فيسبوك ومديرها التنفيذي خلال جلسة استماع بالكونجرس الأميركي عام 2019 - AFP
مارك زوكربرج، مؤسس فيسبوك ومديرها التنفيذي خلال جلسة استماع بالكونجرس الأميركي عام 2019 - AFP
القاهرة-محمد عادل

منذ أيام قليلة، أكملت خدمة التراسل الفوري فيسبوك ماسنجر عشر سنوات، وعلى متنها أكثر من 1.3 مليار مستخدم، بحسب إحصاءات Statista، أي أن نحو 11% من سكان العالم يتراسلون يومياً بتبادل الرسائل النصية والصور والفيديوهات والملفات مباشرة عبر تطبيق الموبايل والموقع الإلكتروني للخدمة.

تعكس تلك الأرقام مدى أهمية الخدمة بالنسبة لإمبراطورية فيسبوك من بين التطبيقات الاجتماعية، إذ تعد أحد أهم مصادر الدخل للشركة الزرقاء، فهي مصدر غني ببيانات المستخدمين، التي تتيح التعرف على اهتماماتهم وتوجيه إعلانات تلائمها.

رسالة تنبيهية كان يظهرها فيسبوك لمستخدميه في 2014 ليشجعهم على تحميل تطبيق ماسنجر - Facebook
رسالة تنبيهية كان يظهرها فيسبوك لمستخدميه في 2014 ليشجعهم على تحميل تطبيق ماسنجر - Facebook

لم تكن بدايات ماسنجر في صورة تطبيق مستقل، وإنما ظلت الخدمة لأربع سنوات عبارة عن ميزة داخل تطبيق فيسبوك، إلى أن اتخذ عملاق التواصل الاجتماعي قراراً في 2014 بفصل ماسنجر عن تطبيقه، ليصبح مستقلاً بذاته. كان الهدف آنذاك توسيع وإثراء تجربة مستخدميه، الذين بلغ عددهم في ذلك الوقت 200 مليون مستخدم نشط شهرياً.

وقد كان القرار بمثابة خطوة قوية من جانب فيسبوك لدخول عالم التراسل الفوري بشكل رسمي، حيث كان يجرى في ذلك الوقت تبادل نحو 15 مليون رسالة يومياً عبر ماسنجر، وكان سوق المحادثات الفورية في مراحله الأولى للتكون، مع وجود العديد من المنافسين الأقوياء مثل خدمات "وي تشات" و"لاين" و"سكايب"، فضلاً عن "واتساب" الذي باغتته فيسبوك بصفقة استحواذ لا يمكن رفضها بقيمة 19 مليار دولار في أكتوبر من العام نفسه.

لذلك بدا قرار تقديم ماسنجر كخدمة تراسل منفصلة ومنصة مستقلة بذاتها صائباً حينها، من حيث الأهداف التي اتُخذ من أجلها وكذلك من حيث التوقيت، ولكن يبدو أن أولويات العملاق الأزرق قد تغيرت.

تحويل الدفة

على الرغم من الإقبال والاعتماد الكبير من جانب المستخدمين على تطبيق ماسنجر للهواتف الذكية للتواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر المحادثات النصية والمكالمات الصوتية والفيديو، إلا أن فيسبوك بدأ يختبر في 2019 إعادة نسخة من ماسنجر بمزايا محدودة إلى داخل تطبيقه العام، بحيث يتمكن المستخدم من متابعة التواصل مع يهتم لأمرهم، إلى جانب استهلاك المحتوى بأشكاله المختلفة.

وفي ذلك الوقت، أطلق فيسبوك بياناً مقتضباً نشره موقع تيك كرانش حول محاولات الشركة لتحسين تجربة التراسل داخل التطبيق العام، مع التزامها بالحفاظ على استمرار تقديم خدمة ماسنجر المستقلة، والأكثر ثراء للمستخدمين.

ولكن مع إعلان مارك زوكربرج، مؤسس فيسبوك ومديره التنفيذي، عن مخطط الشركة لإنشاء منصة موحدة تجمع مختلف خدمات الشركة، من إنستجرام وماسنجر وواتساب، بدأت الرؤية تتضح حول التجربة التي تسعى إليها الشركة الزرقاء، من حيث تقديم قناة واسعة للتراسل السريع والمباشر بين المستخدمين، خلال استهلاكهم للمحتوى عبر المنصات المختلفة، ما سيزيد من فترة بقائهم داخل إمبراطورية خدمات فيسبوك، وهو الوقت الذي سيتحول إلى بيانات تخدم قطاع الإعلانات، الذي يدر أرباحاً بمليارات الدولارات.

تطبيقات فيسبوك وأنستغرام وماسنجر وواتساب - AFP
تطبيقات فيسبوك وإنستجرام وماسنجر وواتساب - AFP

وهذا تماماً مع أكده كونور هايس، مدير إدارة ماسنجر بفيسبوك، بالتزامن مع لجوء الشركة إلى إتاحة ميزة التراسل وإجراء المكالمات داخل فيسبوك لعدد محدود من المستخدمين بالولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي، حيث أشار هايس إلى أن الاختبار الجديد يهدف لتقليل عمليات تنقل المستخدمين بين تطبيقات فيسبوك وماسنجر، وذلك بالتزامن مع تغير نظرة الشركة إلى ماسنجر، على أنها خدمة وليست تطبيقاً منفصلاً، بحسب ما نشرته بلومبرغ.

ووصف هايس ماسنجر بأنه المنصة المشتركة التي تجمع المستخدمين، بغض النظر عن الخدمة التي يستهلكون المحتوى من خلالها.

وتعد خطوة إعادة فيسبوك لنسخة خفيفة من ماسنجر إلى داخل التطبيق العام، استراتيجية جديدة من العملاق الأزرق لزيادة حصة ماسنجر السوقية في عالم التراسل الفوري، وخاصة في ما يتعلق بقطاع المراهقين، الذين لا تتجاوز نسبتهم 2% من مستخدمي ماسنجر، بحسب تقرير Review42.

تصنيفات