كشفت شركة "أمازون"، الثلاثاء، النقاب عن مجموعة "HQ2" التي تضم مباني مكتبية ومحلات تجارية تستوعب حوالي 13 ألف موظف شمالي ولاية فرجينيا، في أحدث علامة على أن شركات التكنولوجيا الكبرى أصبحت أكثر إبداعاً في التصاميم المكتبية بدلاً من التخلي عنها.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المجموعة تتكون من 3 مبانٍ مكتبية بتكلفة 2.5 مليار دولار ومكونة من 22 طابقاً ومباني تجزئة أصغر تحيط بها الغابات، ومدرج خارجي ومواقف تتسع لحوالي 950 مركبة.
وسيكون المحور الرئيس، وهو أطول برج في الموقع، عبارة عن هيكل يبلغ ارتفاعه 350 قدماً يُطلق عليه اسم "هيلكس"، لأنه يحتوي على ممرين لولبيين في الهواء الطلق تحيط بهما أشجار ونباتات تلتف إلى أعلى المبنى.
وفي حين تعهدت العديد من شركات التكنولوجيا بالسماح للموظفين بالعمل من المنزل، حتى بعد جهود احتواء وباء فيروس كورونا، استمرت شركات مثل "أمازون" و"فيسبوك" و"غوغل" في توسيع مكاتبها، من خلال الاستثمار بكثافة في عقارات المدينة الكبيرة، إذ تراهن تلك الشركات على أن المساحات المكتبية ستكون "جزءاً مهماً من ثقافة الشركة بعد انتهاء الوباء".
استثمار طويل الأجل
وقال جون شويتلر، نائب رئيس "أمازون" للعقارات والمرافق العالمية: "علينا أن نفكر في هذا على أنه استثمار طويل الأجل، سنبدأ في تسليم تلك المباني في عام 2025، لذا فإننا نعتقد أن العالم سيكون مكاناً أفضل بكثير مما هو عليه حالياً".
ولفت شويتلر إلى أن الشعبية المتزايدة للعمل عن بعد قد أثرت على خطط المباني، مشيراً إلى أن الشركة تتوقع أن يذهب بعض موظفيها إلى المكتب من حين لآخر.
وتابع: "تريد أمازون تصميم المباني بطريقة موفرة للطاقة والحصول على الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية، إن الكثير من المساحات الخضراء في الطوابق الأرضية ستكون مفتوحة للجمهور على مدار الساعة".
ومن المقرر أن تمر خطط المرحلة الثانية من مباني "أمازون" بعملية مراجعة عامة، إذ تأمل الشركة البدء بذلك في أوائل 2022، ويوجد زوج من المباني المكتبية لحوالي 12 ألفاً و500 موظف، قيد الإنشاء ومن المقرر الانتهاء من المباني الأولى من المرحلة الثانية في 2025.
ويعد مشروع "أمازون" الجديد الأحدث في سلسلة متنامية من مشاريع المكاتب الخارجية، حيث تبذل الشركات جهداً أكبر لتوفير بيئة عمل ممتعة وجذابة للموظفين المهتمين بالبيئة.
وقال ديل ألبيردا، مدير شركة الهندسة المعمارية المسؤولة عن المشروع، إن "هيلكس سيكون فرصة للأشخاص للذهاب حرفياً في نزهة في المدينة"، مضيفاً حول التصميم الداخلي للمبنى: "سيشعر المار من هناك كأنه في حديقة خضراء في منتصف الشتاء".
واختارت "أمازون" مدينة أرلينغتون في فرجينيا مقراً ثانياً بعد كوينز في نيويورك، بعد بحث مطول حظي بتغطية إعلامية جيدة، وتراجعت الشركة عن مشروع مماثل في نيويورك سابقاً، لكنها مضت قدماً في خططها في فرجينيا.
