تواجه الولايات المتحدة "أزمة عاجلة"، فيما يتعلق بجهود مكافحة أنشطة القرصنة الإلكترونية، وذلك جرّاء نقص كبير في الخبراء المهرة الذين يمكن توظيفهم بهذا المجال، حسب ما ذكر موقع "أكسيوس".
وقال الموقع الأميركي في تقرير الخميس، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل على تسريع الجهود لشغل قرابة 600 ألف وظيفة شاغرة في مجال الأمن السيبراني في القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أن تلك الشواغر تعيق الجهود المبذولة لحماية البنية التحتية الرقمية.
يأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات السيبرانية، باستخدام برامج "الفدية" التي استهدفت منشآت مهمة للبنية التحتية للحكومة، والشركات هذا العام.
وبرزت القضية بشكل متكرر في جلسات لمجلسي الشيوخ والنواب، لكنها لم تحظ باهتمام شعبي يذكر حتى وقت قريب.
قدامى المحاربين
وذكر الموقع أن شركات خاصة مثل شركة البرمجيات "GuidePoint Security"، ومقرها ولاية فيرجينيا، تبحث عن سبل لملء الوظائف الشاغرة، إذ تقوم بتدريب قدامى المحاربين الذين يتركون الجيش لشغل وظائف في مجال الأمن السيبراني، لكن مسألة توظيف عناصر جديدة تستغرق بعض الوقت.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية جين إيسترلي، أمام لجنة بمجلس النواب للأمن الداخلي: "يستغرق إدخال الأشخاص إلى الحكومة الفيدرالية وقتاً طويلاً".
وأضافت أنه من الضروري النظر في أمر أولئك الذين لديهم مهارات تقنية عالية، ولكنهم قد يفتقرون إلى الخلفية التعليمية التقليدية، أو سنوات من الخبرة الرسمية في هذا المجال.
وبحسب "أكسيوس"، تشغل النساء 20% فقط من جميع وظائف الأمن السيبراني، و3% فقط من القوى العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات في الحكومة الفيدرالية تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
600 ألف وظيفة
وتُظهر قاعدة بيانات لتتبع الوظائف، تموّلها وزارة التجارة، أنه يوجد ما يقرب من 600 ألف فرصة عمل في المجال السيبراني متاحة بالولايات المتحدة.
وأطلقت وزارة الأمن الداخلي مؤخراً، أداة توظيف فيدرالية تهدف إلى جذب المواهب الشابة المتنوعة.
وفي الوقت الراهن، توجد بوزارة الأمن الداخلي نحو 1500 وظيفة شاغرة متعلقة بالأمن السيبراني، ما يؤثر على جهود الوكالة لحماية البلاد، بحسب "أكسيوس".
وكشفت مراجعة لمجلس الشيوخ عن أن الوكالات الرئيسية بالحكومة الفيدرالية، لا تزال تفشل في تلبية معايير الأمن السيبراني الأساسية.
مشاركة القطاع الخاص
وأفاد "أكسيوس"، بأن القطاع الخاص يشارك الكيانات الحكومية أيضاً لإيجاد شبكة أوسع من العناصر التي يمكن الاستعانة بها في هذا المجال عبر مجموعة من الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية.
وأوضح أن شركة مايكروسوفت على سبيل المثال، شاركت في ذلك الجهد من خلال توفير منهج مجاني للأمن السيبراني لكل الكليات المجتمعية العامة.
وعلى نحو مماثل تعمل مؤسسة "أنظمة التعليم السيبراني لأمن البنية التحتية العامة"، وهي منظمة غير ربحية، على توفير فرص خبرة عملية لطلاب الجامعات، لمراقبة البيانات في الوقت الفعلي على شبكات الحكومة المحلية.
ونقل الموقع عن سيمون بيتريلا، الرئيس التنفيذي لتدريب القوى العاملة وتطويرها بشركة "سايبر فيستا" الأميركية، قولها: "الطريقة الوحيدة التي نجحتُ بها في العثور على المواهب وتحديدها هي العثور على شخص رأيت أنه يمتلك الموهبة والمعايير الأولية، مع تدريبه على المهارات التقنية".
منافسة على المواهب
ولفت "أكسيوس" إلى أن الكيانات الحكومية المحلية والفيدرالية كانت تواجه منافسة تقليدية مع شركات القطاع الخاص، لدرجة أنه كانت هناك ما يشبه حرب عروض لاستقطاب المواهب.
لكن الموظفين الحكوميين يواجهون أيضاً متطلبات تتعلق بالتحريات عن خلفياتهم الجنائية، وأخلاقياتهم، مما كان يشكل تحديات إضافية في عملية التوظيف.
من جهته قال سام أولياي وهو مدير في شركة "جارتنر ريسيرش": "على الصعيد المحلي، من الصعب على الكثير من هذه الوكالات المحلية أن تقوم بالتوظيف لأن متطلبات الراتب غير موجودة".
وأضاف: "يعرف الأشخاص أنهم إذا عملوا في وكالة محلية، فسيتعين عليهم القيام بأعمال متنوعة ومكثفة وهذا ليس أمراً جذاباً دائماً".
شراكة دولية
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الشهر الماضي، أنها ستتشارك مع إسرائيل لمكافحة برمجيات "الفدية" الخبيثة، فيما دشن الجانبان فريق عمل مشترك معني بأمن الفضاء الإلكتروني.
وأضافت الوزارة أن نائب وزير الخزانة والي أديمو ،التقى وزير المالية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، والمدير العام للمديرية الوطنية للفضاء الإلكتروني في إسرائيل، ويجال أونا، خلال الشهر الماضي لإقامة شراكة ثنائية.
وحشد البيت الأبيض جهود 30 دولة لمكافحة هجمات "برامج الفدية"، وأنواع أخرى من الجرائم الإلكترونية المتكررة بشكل متزايد، بما في ذلك الاستخدام غير المشروع للعملات المشفرة.
هجمات متكررة
واستهدف هجمات "برامج الفدية" العديد من المؤسسات حول العالم خلال العام الحالي، ويشمل ذلك العمليات التشغيلية للبنية التحتية للعديد من المرافق الحيوية مثل المستشفيات وخطوط الأنابيب.
وأغلب الهجمات التي يُعتقد أنها جاءت بالأساس من روسيا وشركات أخرى في أوروبا الشرقية، كانت موجهة إلى الولايات المتحدة.
وقدّم الرئيس الأميركي جو بايدن، لنظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الصيف، قائمة تضم 16 قطاعاً حيوياً للبنية التحتية التي من المفترض أن تكون محظورة على القراصنة.
ولكن منذ ذلك الاجتماع، تعرضت مستشفيات وشركات أميركية تعمل في قطاع الإمدادات الغذائية، لهجمات من عصابات "برامج الفدية"، التي يعتقد خبراء أمن سيبراني أنها تعمل خارج روسيا.
اقرأ أيضاً: