أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الاثنين، عن سعي شركته The Boring Company للعمل على مشروع جديد عبارة عن شبكة "هايبرلوب"، وهو مفهوم لنظام نقل عالي السرعة عبارة عن دمج أنابيب منخفضة الضغط، خالية من الهواء، تربط بين محطتين، وداخل هذا الأنبوب كبسولات ركاب تندفع بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة، لا تحتك بجدران الأنبوب بفعل حقل مغناطيسي يولّده مُحرِّك كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية.
وبحسب ما غرّد به "ماسك" على تويتر، فإن المشروع الجديد Hyperloop، يعتمد على ربط المدن بشبكة أنفاق تحت الأرض، تسمح للركاب بقطع مسافات أقل من 3200 كيلومتر بسرعات فائقة.
وأوضح ماسك أن مشروعه الجديد سيكون حلاً عملياً للتنقلات داخل المدن مع تجنب التكدسات المرورية، وكذلك التنقل بأمان خلال الظروف الجوية الصعبة وحالات الطوارئ، مشيراً إلى أن العواصف لا تصل أبداً إلى باطن الأرض، لأنها تؤثر فقط على ما هو فوق السطح، بينما "لن تلاحظها حتى تحت الأرض".
وكان ماسك أعلن الأسبوع الماضي، أن "ذا بورينج كامباني" تلقت استثمارات جديدة بقيمة 675 مليون دولار، في دورتها الاستثمارية الثالثة، لتصل قيمتها إلى 5.7 مليار دولار.
وأشار إلى أن الشركة ستستخدم الدعم المالي الجديد لتوسيع فريقها في قطاعات الهندسة والتشغيل والإنتاج، إلى جانب الإسراع في عمليات البحث والتطوير الخاصة بآلة الحفر الجديدة للشركة، والتي تحمل اسم Prufrock.
ويقدم الإصدار الحالي من آلة "برفروك"، وهو Prufrock-2، قدرة على الحفر بمعدل حفر ميلٍ واحدٍ أسبوعياً، أما الجيل القادم Prufrock-3 فستقدم حفراً بمعدل 7 أميال يومياً.
وأعلنت شركة ماسك أن اختبار Hyperloop على نطاق واسع سيبدأ في وقت لاحق من العام الجاري 2022.
إحياء فكرة قديمة
ويبدو أن "ماسك" قرر أن يعيد طرح فكرته القديمة "هايبرلووب"، التي كان قد قدمها من قبل للعالم في أغسطس 2013، وتعتمد على استخدام نظام نقل للبضائع والركاب بسرعات عالية على متن قطارات، لا تحتاج إلى الحركة على مسارات لتقليل الاحتكاك، وذلك من خلال الاعتماد على تقنية الطفو المغناطيسي Magnetic Levitation، وكذلك باستخدام وسائد من الهواء Air Cusions، ما يحافظ على السرعة الفائقة للحركة.
وبحسب الورقة البحثية، التي نشرها "ماسك" توضيحاً لفكرته في ذلك الوقت، فإنه إلى جانب التخلص من عامل الاحتكاك، يقدم "الهايبرلووب" إمكانية التحرك في فضاء معزول عن الهواء، ما يقلل عنصر مقاومة الهواء للحركة إلى أدنى مستوياته، وبالتالي فإن الطاقة المطلوبة لإتمام الحركة ستكون ضئيلة للغاية، إلى جانب أن الحركة ستحدث بسرعات عالية تصل إلى 760 ميلاً في الساعة.
وكانت رؤية ماسك لفكرة "الهايبرلووب" تعتمد على مد النظام بالكامل بالطاقة الكهربائية المطلوبة من خلال استخدام الطاقة الشمسية، بحيث يكون "الهايبرلووب" بذلك بديلاً سريعاً وعملياً وكذلك نظيفاً وآمناً على البيئة.
وبالتزامن مع كشفه للفكرة في 2013، كانت ولاية كاليفورنيا تدرس مشروعاً لتطوير شبكتها للسكك الحديدية السريعة بقيمة 70 مليار دولار، وهو ما انتقده ماسك في ذلك الوقت، مشيراً إلى أن تكلفة تنفيذ "الهايبرلووب" في ذلك الوقت في كاليفورنيا ستبلغ حوالي 6 مليارات دولار فقط، مع تقديم تجربة تنقل أفضل للركاب وأكثر سرعة وأماناً على البيئة مقارنة بالسكك الحديدية التقليدية.
ولكن في ذلك الوقت، لم يكن لدى ماسك الوقت الكافي للعمل على فكرة "الهايبرلووب"، فكان وقته بالكامل مقسم بين شركتيه "تيسلا" للسيارات الكهربائية و"سبيس إكس" المتخصصة في خدمات استكشاف الفضاء، لذلك دعا عموم المستثمرين والمطورين والمهندسين والمصممين للعمل على فكرته ليتم تطويرها بالإمكانات اللازمة، وبدء تنفيذها على أرض الواقع.
وبالفعل ظهرت عشرات الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال، وأشهرهم شركة Virgin Hyperloop One، ولكن حتى الآن لم يخرج نظاماً متكاملاً يقدم فكرة "الهايبرلووب" للركاب على أرض الواقع، وجميع المحاولات ظلت مجرد اختبارات تجريبية.
اقرأ أيضاً: