تفوقت الهواتف الذكية التي تنتجها شركة "أبل" الأميركية على نظيرتها التي تعمل بنظام "أندرويد"، إذ باتت تُشكل أكثر من نصف الهواتف الذكية المُستخدَمة في الولايات المتحدة، ما يمنح الشركة ميزة كبيرة على منافسيها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الجمعة، وصلت "أبل" إلى نسبة 50%، وهي أعلى حصة تحصل عليها منذ إطلاقها في عام 2007، لأول مرة في الربع المنتهي في يونيو الماضي، وفقاً لبيانات من مؤسسة "كاونتربوينت للأبحاث"، موضحةً أن الأجهزة المستخدمة الأخرى تشمل حوالي 150 علامة تجارية تستخدم نظام التشغيل "أندرويد" الذي طورته "جوجل"، بما في ذلك الأجهزة التي تنتجها شركتا "سامسونج" و"لينوفو".
وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، كان التحرك يتم باستمرار "من الأجهزة التي تعمل بنظام (أندرويد) نحو نظام (iOS)، وهذه محطة مهمة كبيرة يمكن أن نراها تتكرر في البلدان الغنية الأخرى في جميع أنحاء العالم"، بحسب مدير مركز أبحاث "كاونتربوينت" جيف فيلدهاك.
تنافس غير مسبوق
وبينما يستعد الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك للكشف عن جهاز "آيفون 14" الجديد، الأربعاء، فإن هذا الإنجاز الجديد الذي حققته الشركة يُشير إلى أنها باتت في وضع تنافسي غير مسبوق، رغم الانتقادات المستمرة بأنها فقدت ميزتها الابتكارية.
ومن المتوقع أن تكشف "أبل" عن هاتفها الذكي الجديد في أول مؤتمر لها منذ تفشي جائحة كورونا، في كاليفورنيا، والذي يتوقع المحللون أن يأتي بكاميرات بمواصفات أفضل، وأن يصبح المكان المخصص في الشاشة لتثبيت المستشعرات (نوتش) أصغر حجماً.
واستطاع "آيفون"، في عهد كوك، أن يجعل "أبل" الشركة الأكبر في العالم، برأس مال سوقي يقدر بـ2.5 تريليون دولار.
إمبراطورية أبل
ويقول بِن وود، وهو محلل في مركز "CCS Insight" البريطاني: "أخذ كوك ما سلّمه ستيف جوبز إياه وبنى منه إمبراطورية، وذلك لأن أي شخص يشتري جهاز آيفون من المحتمل أن يمنح الشركة بعض المال عن طريق شراء التطبيقات أو الدفع مقابل استخدام (iCloud) أو سماع الموسيقى أو إجراء معاملات على تطبيق (Apple Pay)، وهو نموذج لم يتمكن أي شخص آخر من تكراره حتى الآن".
ومع وصول انتشار أجهزة "آيفون" إلى مرحلة التشبع، أدخل كوك خدمات أخرى في مجالات السينما والتلفزيون والإعلانات والدفع الإلكتروني واللياقة البدنية والصحة، مستفيداً من القاعدة العالمية التي تستخدم الجهاز على مستوى العالم، والتي تجاوزت مليار شخص في عام 2020، والنتيجة كانت الحصول على مجموعة متنوعة من عائدات هذه الخدمات التي تنمو باستمرار وتقدم هوامش ربح تصل لـ70%، وهو ما يُمثل ضعف الأرباح التي تحققها مبيعات الأجهزة نفسها.
وبلغ عدد الأشخاص الذين يدفعون رسوماً لهذه المجموعة من الخدمات 860 مليوناً في الربع المنتهي في يونيو الماضي، وهو ما يقارب ضعف عدد مشتركي منصات "نتفليكس" و"ديزني-بلس" مجتمعتين.
ولدى "أبل" فرصة كبيرة لزيادة حصتها في السوق، رغم أن الأجهزة التي تعمل بنظام "أندرويد" لا تزال هي المهيمنة في بقية دول العالم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تنوع هذه الأجهزة وانخفاض تكلفتها.
اقرأ أيضاً: