تخطط شركة أبل لنقل إنتاج حواسيب ماك بوك إلى فيتنام للمرة الأولى في تاريخها، وذلك بحلول منتصف العام المقبل.
وذكر موقع نيكاي آسيا في تقرير إلى أن هذه الخطوة تعد واحدة من محاولات الشركة الأميركية لتنويع مراكز إنتاج أجهزتها خارج الصين، لتفادي تأثير تصاعد الخلاف السياسي التجاري بين واشنطن وبكين.
وأوضح التقرير أن أبل ناقشت مسألة بدء تصنيع جزء من أجهزة ماك بوك في فيتنام مع شركة فوكسكون التايوانية في مايو الماضي، بحسب ما نقل "نيكاي آسيا" عن مصادر مطلعة على الأمر.
يُذكر أن أبل على مدار السنوات الماضية، بدأت في اختيار مراكز تصنيع جديدة لمنتجاتها خارج الصين، ولكن المنتج الأخير الذي لم تتمكن من إخراجه من الصين كان حواسيب ماك بوك، نظراً لتعقيدات عملية في عملية التصنيع.
تنويع مراكز الإنتاج
في أغسطس الماضي، نشر "نيكاي آسيا" تقريراً يكشف فيع عن تفاصيل لمفاوضات أبل مع بعض الشركات لتصنيع ساعاتها الذكية والحواسيب الشخصية (ماك)، في فيتنام لأول مرة، في ظل اتجاه الشركة لتنويع مراكز إنتاج أجهزتها بعيداً عن الصين.
وذكر التقرير أن شركتي "لاكسشير بريسيشن" و"فوكسكون" بدأتا بالفعل الإنتاج التجريبي للساعات، بهدف بدء إنتاج جهاز اللياقة الذكي من أبل خارج الصين لأول مرة.
وأشار الموقع إلى أن إنتاج حواسيب "ماك" ما زال متركزاً في الصين بتكلفة تنافسية للغاية، موضحاً أن مكونات الحواسيب الشخصية أصبحت أكثر ثباتاً وانتظاماً من حيث تصميمها، وبالتالي أصبح نقل تصنيعها إلى خارج الصين أكثر سهولة، ولكن يبقى عنصر التكلفة تحدياً تعمل "أبل" على مواجهته خلال الفترة المقبلة.
وخرج تقريرآخر، أكد على تسريع الشركة الأميركية خططها لنقل جزء من عملياتها الإنتاجية إلى خارج الصين، الدولة المهيمنة منذ فترة طويلة على سلاسل التوريد، إلى دول آسيوية أخرى مثل الهند وفيتنام، بسبب ارتفاع حدة الاحتجاجات في مصنع "فوكسكون" بالمنطقة التي تعرف باسم "آيفون سيتي"، وهي بمثابة مدينة ضخمة داخل مدينة تشنجتشو الصينية.
وتعرّض مصنع شركة "فوكسكون" لاضطرابات أواخر نوفمبر الماضي، إذ أظهرت مقاطع مصورة عمالاً مستائين من الأجور وقيود كورونا بموجب سياسة "صفر كوفيد"، ما دفع الشركة، التي توظف ما يزيد عن 300 آلاف عامل، إلى عرض مبلغ 1400 دولار للموظفين لترك وظائفهم.
وجهة جديدة
ووفقاً لشركة أبحاث السوق "Counterpoint Research"، فإن مصنع "فوكسكون" لإنتاج هواتف "آيفون" أنتج وحده حوالي 85% من تشكيلة هواتف "برو"، لكن الشركة تتطلع إلى تقليل الاعتماد على الشركة.
وتحولت فيتنام أخيراً إلى وجهة جديدة تقصدها أبل لتصنيع بعض منتجاتها الذكية، وعلى رأسها "آيباد"، بعد أن واجه إنتاج الأجهزة اللوحية عقبات عدة، جراء استمرار تطبيق إجراءات الغلق الكامل في مصانع شركائها في شنغهاي الصينية، وهو ما تسبب في اضطرابات كبرى سلاسل التوريد.
على الرغم من خطوات "أبل" الجدية نحو اتخاذ فيتنام مركزاً لتصنيع أجهزتها الذكية، إلا أن عمليات الإنتاح تجري ببطء ملحوظ، نتيجة الاضطرابات المرتبطة بجائحة كورونا، وسلاسل التوريد الطويلة.
يذكر أن "فوكسكون" حصلت العام الماضي على ترخيص إنشاء مصنع جديد بقيمة 270 مليون دولار في فيتنام، وعلى الأغلب سيكون مخصصاً لتصنيع أجهزة آيباد وماك بوك الحاسوبية.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة رويترز، فإن مُصنعة آيفون ستعتمد على شركة Fukang Technology لإنشاء وتطوير مصنعها الجديد، والذي سيقع في مقاطعة باك جيانج الفيتنامية.
ومن المخطط للمصنع الجديد أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 8 ملايين جهاز سنوياً، تتنوع بين الأجهزة اللوحية والحاسوبية الشخصية.