حققت شركة هواوي هذا العام عوائد كبيرة، عبر ترخيص تقنياتها المختلفة للعديد من الشركات التقنية، ليكون العام الثاني على التوالي للشركة الصينية تتمكن فيه من تحقيق ذلك.
ونقلت وكالة رويترز عن ستيفن جيزلر، مدير تنظيم الملكية الفكرية بهواوي، على أن الشركة وقعت وجددت حوالي 20 شراكة لترخيص براءات اختراعها للشركات الأخرى خلال العام الحالي.
وتضمنت تلك الشركات العديد من مصنعي السيارات، ومن بينهم مرسيدس بنز وأودي وبورشه وبي إم دبليو، وأغلبهم من الشركات غير الأميركية.
وأوضح "جيزلر" أن ترخيص هواوي لبراءات اختراعها وتقنياتها المتطورة المختلفة يفتح باباً للشركة لتحقيق عوائدا على استثماراتها في قطاعات البحث والتطوير لديها، مما يجعلها قادرة على الاستمرار في الابداع والبحث والتوصل لتقنيات حديثة ومتطورة.
وقال إن عملية بيع تراخيص التقنيات لا تخضع للعقوبات والقيود الأميركية المفروضة على هواوي، لأن تلك التقنية يتم إعلانها بشكل علني وليست حكراً على أي طرف.
يُذكر أن شركات سامسونج وأوبو، وحديثاً نوكيا عقدت مؤخراً شراكات مع هواوي لاستخدام تقنياتها المختلفة.
وأوضح تقرير رويترز أن هواوي حصدت عوائد بقيمة 1.2 مليار دولار في قطاع ترخيص تقنياتها المختلفة للشركات الأخرى بين 2019 و2021، مما يجعل الشركة الصينية حديثة عهد في هذا المجال مقارنة بشركة نوكيا التي حققت 1.59 مليار دولار من بيع التراخيص لتقنياتها خلال 2021 فقط.
خطط بديلة
وتعد خطوة ترخيص براءات الاختراع والتقنيات المختلفة للغير إحدى الخطط البديلة التي اتبعتها هواوي خلال السنوات الأربع الماضية، لتتمكن من التحايل على القيود التجارية المفروضة عليها من جانب الولايات المتحدة منذ عام 2019، وأدت لحرمانها من الحصول على أي مكونات لهواتفها الذكية من تصنيع شركات أميركية، أو يدخل في تصنيعها أي تقنيات من تطوير شركات أميركية.
ودفعت العقوبات هواوي إلى الخروج من المنافسة داخل السوق العالمي للهواتف الذكية، بعد أن كانت قد تربعت على عرشه مطلع 2019، سابقة بذلك غريمتها الكورية الجنوبية سامسونج.
الحظر الأميركي حرم هواتف هواوي من استخدام حزمة تطبيقات جوجل وكذلك نظام تشغيلها أندرويد، مما اضطر العملاق الصيني لتطوير بدائله الخاصة، والتي تمثلت في نظام تشغيل للهواتف الذكية ومختلف أجهزة إنترنت الأشياء، وهو نظام HarmonyOS، إلى جانب حزمة تطبيقات Huawei Mobile Services.
في 2020، قررت واشنطن تشديد القيود على هواوي، وحظرت أي تعاملات لمصنعي الشرائح الذكية مع الشركة الصينية، ولكنها تمكنت من تخطي الأزمة، عبر تطويرها لتقنيتها الخاصة بتصميم وتصنيع آلة متطورة تتيح استخدام تقنية النقش الضوئي EUV Lithography، والتي يتم الاعتماد عليها للحفر على شرائح السيليكون الذكية، وهي أساس تصنيع المعالجات والرقائق التي تدخل في جميع الإلكترونيات حالياً.
وتعتبر تقنية هواوي الجديدة دفعة قوية للصين في سوق الشرائح الإلكترونية، خاصة وأن بكين لديها عملاق جديد في تصنيع شرائح السيليكون وهو شركة SMIC، والتي بإمكانها الاستفادة من براءات اختراع هواوي الجديدة، لتتمكن من منافسة المسيطرين على السوق وهم التايوانية TSMC والكورية الجنوبية سامسونج.