استعدادات لتوفير خدمات "روبوت التوصيل" في أنحاء اليابان

روبوت طورته شركة يابانية يسير في أحد شوارع العاصمة طوكيو. 18 يناير 2023 - AFP
روبوت طورته شركة يابانية يسير في أحد شوارع العاصمة طوكيو. 18 يناير 2023 - AFP
كاناجاوا-أ ف ب

يمشي روبوت صغير رباعي العجلات بين المارة في مدينة يابانية، وهو يُردد عبارة "عفواً، سأمر".. وإذا لم يكن الأمر مجرد تجربة حالياً، فهو لن يبق على هذا النحو طويلاً، إذ اعتباراً من أبريل، سيتيح تعديل قانون السير لروبوتات التوصيل تقديم خدماتها في كل أنحاء البلاد.

وقال هيساشي تانيجوتشي، رئيس شركة "زي إم بي" لتصنيع الروبوتات، والتي تتخذ من طوكيو مقراً، إن المسار ما زال طويلاً قبل رؤية روبوتات التوصيل منتشرة في أنحاء اليابان.

وأضاف أن الروبوتات "دخلت حديثاً إلى مجتمعات البشر"، لذا من المهم أن تكون "لطيفة ومحبوبة" حتى تكتسب ثقتهم.

وتختبر "زي إم بي" منذ سنوات في طوكيو روبوتات التوصيل التي ابتكرتها بالشراكة مع مجموعات كبيرة منها "جابان بوست".

ويشبه روبوت "زي إم بي" المُسمى "ديلي رو"، لعبة كبيرة مع عيون مستديرة صممت بطريقة تترك انطباعاً جيداً لدى المارة.

وأشار تانيجوشي إلى أن "جميع الأطفال في الحيّ يدركون اسم الروبوت".

نقص في اليد العاملة

ويُعد الشعب الياباني مسناً، إذ تتخطى أعمار 30% من اليابانيين الـ65 سنة، فيما يقطن عدد كبير من  كبار السن مناطق ريفية غير مكتظة يصعب الحصول فيها على السلع الأساسية.

ومن الواضح أن التراجع الحاد في عدد السكان طاول المدن أيضاً، وفيما تواجه خدمات التوصيل نقصاً في اليد العاملة، جرى اللجوء إلى التسوق الإلكتروني بصورة كبيرة منذ انتشار جائحة كورونا.

وقال داي فوجيكاوا، وهو مهندس في شركة "باناسونيك" اليابانية العملاقة للتكنولوجيا التي تختبر أيضاً روبوتات توصيل في طوكيو وفوجيساوا الواقعة جنوب غرب العاصمة، إن "النقص في اليد العاملة في مجال خدمات التوصيل يمثل تحدياً مستقبلياً".

وأضاف: "نأمل أن تُستخدم الروبوتات في أداء المهمة في المناطق التي تُظهر حاجة إليها".

وبدأت دول عدة من بينها المملكة المتحدة والصين اعتماد روبوتات مماثلة تتولى مهمة التوصيل، إلا أن اليابان تبدي قلقاً من خطر تعرض الروبوتات لحوادث اصطدام أو سرقة.

وتفرض القواعد اليابانية على الروبوتات سرعة قصوى تبلغ 6 كيلومترات في الساعة، ما يعني أن "احتمال التعرض لإصابة حادة في حالة وقوع حادث اصطدام منخفض نسبياً"، بحسب يوتاكا أوشيمورا، أستاذ الهندسة الروبوتية في "معهد شيبورا للتكنولوجيا" في طوكيو.

وأوضح: "إذا نزل الروبوت من على الرصيف، واصطدم بسيارة بفعل تداخل بيانات الموقع المثبتة فيه والمكان الفعلي، فلن يكون ذلك بالمشكلة البسيطة".

"اعتماد تدريجي"

تُؤكد "باناسونيك" أن روبوتها "هاكوبو" يُمكنه أن يدرك بصورة مستقلة متى عليه التوقف أو تجاوز عقبة ما.

وعلى غرار "ديلي رو"، لا يعمل "هاكابو" بشكل منفرد، فداخل مركز التحكم في فوجيساوا، يتولى أحد الموظفين مراقبة 4 روبوتات في الوقت ذاته عبر مجموعة من الكاميرات.

وأوضح داي فوجيكاوا من شركة "باناسونيك" أنه يتم تنبيه الروبوت أوتوماتيكياً في حال كان "عالقاً أو عاجزاً عن التحرك بسبب عائق ما"، ومن شأن الموظفين التدخل في هذه الحالة.

وعندما يكون الروبوت في منطقة عالية الخطورة كالتقاطعات مثلاً، فـإن "هاكابو" مبرمج لإرسال صور إلى مركز التحكم تظهر إشارات المرور بالوقت الفعلي، ثم ينتظر التعليمات.

وشملت التجارب على "هاكابو" حتى اليوم توصيل أدوية ومواد غذائية إلى سكان فوجيساوا ووجبات خفيفة إلى قاطني طوكيو، فيما يدخل الروبوت أحياناً في محادثات محدودة مع الزبائن.

وقالت ناوكو كاميمورا عقب استلامها دواء معالج للسعال من "هاكابو" في أحد شوارع طوكيو: "يمكن التسوق براحة مع الروبوتات. وحتى عندما لا تشتري شيئاً، لن يراودك شعور بالذنب".

وقال الموظف في وزارة الاقتصاد والتجارة والمالية المسؤولة عن عمل روبوتات التوصيل هيروكي كاند: "لا نتوقع تغييراً جذرياً في المستقبل القريب، لأن هناك وظائف بشرية معرضة للخطر".

وأضاف: "أعتقد أن اعتماد الروبوتات على نطاق واسع سيحدث تدريجياً".

لكن في المقابل رأى يوتاكا أوشيمورا أنه "حتى أبسط المهام التي يقوم بها الإنسان قد تكون صعبة على الروبوت".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات