تكافح "سناب شات"، وهي شبكة اجتماعية "قديمة" نسبياً، من أجل تحقيق شعبية تتخطى نطاق مستخدميها المخلصين، خصوصاً لاستقطاب المعلنين والمؤثرين، في معضلة يتعين على المنصة حلها لبلوغ مستوى الربحية.
وقدمت "سناب شات"، الأربعاء، استراتيجيتها لجذب المزيد من صناع المحتوى، وتشجيع المستخدمين على اللجوء إلى الاشتراكات المدفوعة، وإقناع المعلنين والشركات بإمكانيات الواقع المعزز.
وقال إيفان شبيجل، الذي شارك في تأسيس "سناب" عام 2011: "يستخدم 750 مليون شخص تطبيق سناب شات شهرياً، وتتراوح أعمارهم بين 13 و34 عاماً في أكثر من 20 دولة".
وأضاف: "سئم الناس من مسابقات الشعبية على الشبكات الاجتماعية. لقد سئمنا من أن نكون جميلين ومثاليين في كل صورة، سئمنا من السباق على علامات الإعجاب، سئمنا المعلومات المضللة. نريد فقط الاستمتاع مع أصدقائنا وعائلتنا".
وافتتح المؤسس المؤتمر السنوي للشركة بهذه الأرقام، التي تعكس وضعاً مريحاً لها بالمقارنة مع منافسيها على صعيد معدل الاستخدام.
أدوات جديدة
وتقاوم "سناب شات" جزئياً ظاهرة "تيك توك"، التي تحاكيها "إنستجرام" من خلال التركيز على مقاطع الفيديو القصيرة والمسلية التي ينشرها صانعو المحتوى، وتقديمها للمستخدمين لتصفحها بنهم.
ويفتح "سناب شات" تلقائياً عند إطلاق الكاميرا، ما يتيح للمستخدم تصوير نفسه أو بيئته، مع فلاتر أو بدونها، للنشر الخاص أو العام.
وتستهدف الأدوات الجديدة بشكل أساسي المستخدمين، مع تنسيقات جديدة للقصص وخريطة أكثر دينامية.
وسيكون روبوت الدردشة الخاص بالتطبيق "ماي إيه آي"، الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، قادراً على التخصيص، وسيختبر 3 ملايين مشترك في "سناب شات بلاس"، الصيغة المدفوعة التي أطلقتها الشبكة الصيف الماضي، قريباً قدراتها البصرية، إذ سيستجيب البرنامج للصور التي يتم إنشاؤها تلقائياً.
ووسّعت "سناب" القدرة على استقاء إيرادات عبر الشبكة، ليطال عدداً أكبر من صناع المحتوى، وحسّنت فرصهم في أن يكتشفهم الجمهور.
كما أطلقت الشبكة أخيراً "أريس"، وهي مجموعة برامج للمتاجر الإلكترونية الراغبة في دمج أدوات الواقع المعزز، مثل تجهيزات الملابس الافتراضية.
وقال نائب رئيس "سناب شات" جاك برودي، إن "صنّاع المحتوى يمكنهم حقاً الإفادة من هذه الثقافة التي طورناها (...)، والتي تتيح لهم أن يكونوا على طبيعتهم"، من دون الحاجة إلى التخلي عن المنصات الأخرى.
لكن بالنسبة لمعظم المؤثرين، فإن "سناب شات" ليس ضرورياً، على ما تقول أليساندرا أنجيليني، مؤسسة خدمة "إنفلور"، التي تربط العلامات التجارية بصناع المحتوى.
وأوضحت أنجيليني، أن "سناب شات لا تدرّ علينا الكثير من المال، يحصل المؤثرون بشكل أساسي على مداخيلهم بفضل إنستجرام وتيك توك".
"لا إيرادات كافية"
على عكس شبكة "ميتا" المالكة لتطبيقات "فيسبوك" و"إنستجرام" و"واتساب"، لم تنجح "سناب شات" يوماً في تسجيل إيرادات إعلانية كافية لتحقيق ربح سنوي.
وفي عام 2022، تضاعف صافي خسائر الشركة ثلاث مرات، مسجلاً 1.43 مليار دولار، من هنا، اتخذت الشبكة التي تتخذ مقراً لها في كاليفورنيا إجراءات مكثفة بهدف تنويع أنشطتها، بعد تسريح 20% من قوتها العاملة الصيف الماضي (أكثر من 1200 شخص).
وفي هذا الصدد، قالت جاسمين إنبرج من شركة "إنسايدر إنتلجنس": "مع ذلك، يجب أن يكون التطبيق حريصاً على عدم الابتعاد كثيراً عن أصوله، وغرضه الأساسي كخدمة للمراسلة".
وبحسب المحللة، يجب أن تنجح المنصة في التوفيق بين "الحس المجتمعي والتبادلات الخاصة"، وهو ما طورته منذ إنشائها، وبين الحاجة إلى إنشاء المزيد من "المساحات العامة" المربحة.
وكانت "سناب شات" أول شبكة اجتماعية تعتمد نسق "Stories" في عام 2013، وهي صور أو مقاطع فيديو سريعة الزوال، قبل أن تنسخها أكثرية الشبكات المنافسة، كما تعد رائدة في الاتصال المرئي والواقع المعزز.
وبحسب المحللة لدى "كريتيف ستراتيجيز" كارولينا ميلانيسي، فإن اليوم "لا أحد يتحدث عن سناب شات حتى على صعيد الجانب التنظيمي للمنصات، فإن الأمر كله يتعلق بفيسبوك وتيك توك".