ليس ماسك.. من هو الشخص "الأكثر تأثيراً" في تطوير "تسلا"؟

زاك كيركهورن مدير تسلا المالي مع إيلون ماسك - @tesla.com
زاك كيركهورن مدير تسلا المالي مع إيلون ماسك - @tesla.com
القاهرة-الشرق

كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن زاك كيركهورن، المدير المالي لشركة "تسلا"، هو الشخص الأكثر تأثيراً داخل عملاق صناعة السيارات الكهربائية، على الرغم من كونه يفضل الابتعاد عن الأضواء.

ففي غضون أربع سنوات فقط من تولي منصبه، تمكن كيركهورن من زيادة قيمة "تسلا" من 50 مليار دولار، إلى نصف تريليون دولار.

وحساب كيركهورن على تويتر يتابعه 36 شخصاً فقط، وهو غير متاح للجمهور، في حين يتابع مدير "تسلا" التنفيذي إيلون ماسك 137 مليون شخص.

ويعتمد ماسك بشكل كبير على كيركهورن لتحقيق رؤيته في تحويل "تسلا" إلى أكبر شركة صناعة سيارات في العالم.

وتهدف "تسلا" إلى بيع 20 مليون سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2030، مما يشكل حوالي ربع مبيعات السيارات الجديدة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، تواجه الشركة تحديات في توسيع نطاق منافستها في هذا المجال.

إدارة "تسلا" في الظل

وذكر تقرير "وول ستريت جورنال" أن نجاح زاك كيركهورن، يعزى إلى اتباعه نهجين رئيسيين: إدارة صارمة وجماعية، والتواصل المستمر مع إيلون ماسك. وهاذين العاملين هما ما جعله يبرز عن العديد من المديرين التنفيذيين السابقين في "تسلا".

ويشعر كيركهورن بالراحة في تنفيذ رؤى ماسك، خلف الكواليس داخل الشركة.

ومنذ توليه منصب المدير المالي في "تسلا"، نجح كيركهورن في تعزيز كفاءة التصنيع في الشركة إلى أقصى حد. وفي الواقع، تمكنت "تسلا" من تحقيق 15 ربعاً متتالياً من الأرباح، وحققت أرباحاً تشغيلية بنسبة 16.8٪ العام الماضي، متفوقة بفارق كبير على منافسيها.

وقال كورت كيلتي، الذي شغل منصب مدير تطوير البطاريات في "تسلا" سابقاً، إنه "على الرغم من تحقيق كيركهورن نتائج مذهلة في الشركة، إلا أنه لم يكن يسعى أبداً للظهور في الأضواء والحصول على شهرة".

وتوجد بعض العوامل المشتركة بين ماسك وكيركهورن التي ساعدتهما في بناء تفاهم شخصي وتعاون ناجح. فكلاهما درس في جامعة بنسلفانيا، حيث درس الملياردير الأمريكي الفيزياء والاقتصاد، وبعد فترة من ذلك، درس كيركهورن الهندسة والاقتصاد أيضاً.

معرفة تقنية عميقة

ويتمتع  زاك كيركهورن بمعرفة تقنية عميقة، بالإضافة إلى حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال. هذا أعطاه الأدوات اللازمة لتحقيق أهداف الشركة في زيادة مبيعات السيارات، وتخفيض تكاليف الإنتاج وتعزيز الكفاءة، وفقاً لما ذكره بعض الموظفين السابقين في "تسلا".

وتحسنت نسبة تكاليف الإنتاج والنفقات العامة مقارنة بالإيرادات لدى "تسلا" بحوالي 5٪ في العام الماضي، مقارنة بنسبة 13٪ في عام 2018. وهذا تحسن كبير عند مقارنته بنسبة الكفاءة في شركة "فورد موتور"، التي بلغت نحو 7٪ في عام 2022.

وتعكس العلاقة بين كيركهورن، البالغ من العمر 38 عاماً، وماسك، البالغ من العمر 51 عاماً، الديناميكية التي كانت بين الرئيس التنفيذي الحالي لشركة أبل تيم كوك، والرئيس التنفيذي السابق ستيف جوبز.

وبينما أحدث ماسك ثورة في صناعة السيارات من خلال تجاربه الجريئة والمخاطرة، التي غالباً ما غيرت الوضع الحالي، اكتسب كيركهورن سمعة طيبة في تحقيق الدقة والكفاءة في العمليات التشغيلية.

خليفة محتمل

على الرغم من عدم وجود رجل ثانٍ صريح في قيادة "تسلا"، إلا أن كيركهورن يقوم بالعديد من المهام اليومية بشكل يشبه مدير العمليات، وفقاً لتصريحات مسؤولين سابقين في الشركة.

تم مناقشة إمكانية تعيين كيركهورن كخليفة محتملة لماسك كرئيس تنفيذي لـ"تسلا" من قبل أعضاء مجلس الإدارة، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.

وظهر اسم كيركهورن قبل محاكمة ماسك العام الماضي، بشأن حزمة امتيازات مالية في "تسلا".

وواجه الملياردير الأميركي دعوى قضائية من قبل أحد المساهمين، يعارض اتفاقية الامتيازات التي تمت الموافقة عليها في عام 2018، وتقدر قيمتها بحوالي 44 مليار دولار بأسعار الأسهم الحالية.  ولم يتم البت في القضية حتى الآن. وأشار الشخص إلى أن بعض أعضاء مجلس الإدارة يشكون في أن "ماسك" قد لا يتنحى عن منصبه قريباً.

وعلى الرغم من الثقة المتزايدة من قبل مجلس إدارة "تسلا" في كيركهورن وثقة ماسك نفسه فيه، أعلن الأخير في عام 2021 أنه ليس لديه أي خطط محددة بشأن خليفته المحتملة. ومع ذلك، أظهر المستثمرون اهتماماً أكبر بعد استحواذ ماسك على تويتر، ومن المتوقع أن يتغير الوضع بعد تعيين مدير تنفيذي لشبكة "تويتر.

لحظة تألق لكيركهورن 

وشهد كيركهورن لحظة تألق خلال مؤتمر إعلان نتائج "تسلا" الفصلية في مارس الماضي، إذ استغل اللقاء مع المستثمرين للتركيز على إدارة التكاليف، وتخفيض تكاليف الإنتاج للسيارة الشهيرة موديل 3. وأشار إلى أن القدرة على إدارة التكاليف هي ما يحدد بين البقاء والفشل في هذه الصناعة، وهذا العمل.

في الوقت الحالي، يقود كيركهورن حملة واسعة لتحويل "تسلا" إلى شركة صناعة سيارات شاملة في السوق، وتشمل جهوده تقديم سيارة تكون تكلفتها نصف تكلفة إنتاج نموذج "موديل 3".

من الجدير بالذكر أن "تسلا" لم تطلق سيارة جديدة منذ ثلاث سنوات، وهي فترة طويلة في صناعة السيارات.

وظهرت خبرة كيركهورن داخل "تسلا" منذ سنوات، إذ كان جزءاً من فريق صغير تم تكليفه في عام 2014 بالتفاوض على صفقة مع "باناسونيك" لإنشاء مصنع بطاريات مشترك. وتحملت "تسلا" تكاليف البناء، في حين قدمت "باناسونيك" خبرتها.

وسافر كيركهورن وكورت كيلتي، مدير سابق في تطوير البطاريات في "تسلا"، إلى موريجوتشي باليابان، للتوصل إلى اتفاق.

وعلى الرغم من اختلاف التوقعات والأولويات بين "تسلا" و"باناسونيك" في البداية، لعب كيركهورن دوراً حاسماً في التوصل إلى اتفاق تاريخي.

وأسفر الاتفاق عن إنشاء مصنع في نيفادا يعمل بالتعاون بين فرق "تسلا" و"باناسونيك" لإنتاج بطاريات تستخدمها سيارات "تسلا" حالياً.

وخلال تلك الفترة، تناول فريق كيركهورن مسألة توريد المكونات وما إذا كان ينبغي لتسلا الاعتماد على الموردين للحصول على بعض المكونات الرئيسية، أم أنه يجب على الشركة أن تقوم بصنعها داخلياً.

وكان أحد المكونات المهمة المطروحة للنقاش هو الليثيوم، الذي يُستخدم في بطاريات "تسلا". ووفقاً لمصادر مطلعة على هذه المناقشات، فإن التحليل المالي الذي قام به كيركهورن وفريقه، كان حاسماً في إقناع "تسلا" بالانخراط في عمليات استخراج الليثيوم، والدخول في هذا السوق الجديد.

وسيط بين ماسك وموظفيه

رغم أنه كان معروفاً داخل الشركة، إلا أن تعيين كيركهورن في منصب المدير المالي في بداية عام 2019 كان مفاجئاً للمستثمرين في وول ستريت.

وشهدت أسهم "تسلا" انخفاضاً بنسبة 5٪ عند إعلان تعيين كيركهورن خلفاً لديباك أهيوجا، المدير المالي السابق لـ"تسلا" وأحد المقربين من ماسك. ولكن الآن، أصبح كيركهورن الشخصية المهمة في اجتماعات المستثمرين لإعلان نتائج الشركة الفصلية.

يتمتع كيركهورن بسمعة طيبة في التعامل مع ماسك، الذي يعتبر منفصلاً وصارماً في تعامله مع الناس. كما يعتبر وسيطاً ماهراً بين ماسك وموظفيه، إذ يقوم بتقسيم الأهداف البعيدة المرسومة من قبل ماسك إلى أهداف أصغر وأكثر قابلية للتحقيق.

ووفقاً لجي بي ستراوبل، الذي كان يشغل منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا في "تسلا" لأكثر من عقد من الزمن قبل رحيله في عام 2019، فإن استعداد كيركهورن لمواجهة الأخبار السيئة بشكل صريح وسريع، أكسبه ثقة ماسك.

تردد بشأن البيتكوين 

على رغم حماس كيركهورن في استثمارات "تسلا"، إلا أنه شعر بالإحباط من تركيز ماسك الكبير على استثمار الشركة في عملة البيتكوين، وشراءها بقيمة 1.5 مليار دولار في بداية عام 2021.

وكان كيركهورن يشعر بالتردد في الاحتفاظ بالعملة المشفرة في محفظة الشركة، وفقاً لمصادر مطلعة. وفي العام الماضي، قامت الشركة ببيع معظم عملات البيتكوين التي كانت بحوزتها، محققة أرباحاً تقدر بحوالي 192 مليون دولار من استثماراتها في العملات المشفرة، وفقاً لتقارير لجنة الأوراق المالية والبورصات.

ويذكر جي بي ستراوبل أن كيركهورن يتمتع بمعرفة شاملة بمختلف جوانب الشركة، بدءاً من الموظفين وصولاً إلى أحدث التقنيات التي تستخدمها الشركة. وقال إنه "كان يلهم الآخرين لأنه غالباً ما كان على حق في آرائه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات