الذكاء الاصطناعي ينقل محركات البحث إلى "عصر جديد"

شعار جوجل وكلمات الذكاء الاصطناعي في صورة توضيحية. 4 مايو 2023 - REUTERS
شعار جوجل وكلمات الذكاء الاصطناعي في صورة توضيحية. 4 مايو 2023 - REUTERS
سان فرانسيسكو -أ ف ب

باتت محركات البحث عبر الإنترنت التي تسيطر عليها جوجل، أداة يستخدمها الجميع في يومياتهم، ولم تشهد أي تغييرات مهمة منذ إطلاقها قبل 25 عاماً، إلا أنّ طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تغيّرها بشكل جذري.

ويقول مدير المنتجات لدى Software AG، ستيفان سيج، إن "الناس بدأوا يدركون إلى أي مدى يستخدمون جوجل، ليس للبحث عن مواقع إلكترونية، بل للرد على أسئلة" يطرحونها.

والتطور في هذا المجال، سريع لدرجة أن عمليات البحث التقليدية بالكلمات المفاتيح وقوائم الروابط الإلكترونية التي تحيل إليها باتت تبدو قديمة مقارنة مع الأحاديث التي يجريها ملايين الأشخاص مع واجهات للذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT الذي تطوره Open AI وBard الذي تطوره جوجل.

وقد أطلقت مايكروسوفت هذا المسار من خلال إدماج روبوت المحادثة ChatGPT في محركها البحثي "بينج".

"يعمل نيابة عنكم"

وبإمكان محرك "بينج" بنسخته الجديدة التي أتيحت لعامة المستخدمين اعتباراً من الأسبوع الماضي بعد فترة تجريبية استمرت ثلاثة أشهر، الرد مباشرة على أسئلة المستخدمين، مع تقديم ملخص وافٍ عن المعلومات المتوافرة تتبعه روابط وأفكار مقترحة للتحادث مباشرة مع روبوت الدردشة.

ويمكن لهذا الروبوت وضع جداول مقارنة بين منتجين، أو اقتراح مخطط للأنشطة، أو صياغة تقويم أو المساعدة في التحضير لمقابلة عمل، على سبيل المثال.

وقالت نائبة رئيس جوجل لشؤون الهندسة، كايثي إدواردز، الأربعاء، إن المستخدمين لم يعودوا بحاجة لوضع كلمات مفتاحية خلال عمليات البحث، إذ سيتولى محرك البحث "جلّ العمل نيابة عنكم".

وقدمّت إدواردز الشكل الجديد للمنصة المركزية عبر الإنترنت، والشبيهة بتلك العائدة لمنافستها مايكروسوفت، إذ تقوم الإجابات المقدمة من النظام الآلي على بضع مقاطع مكتوبة، مع إمكانية تحديد النتائج بدقة أكبر مع أسئلة إضافية.

وهذه النسخة من محرك البحث التابع لجوجل، المدعمة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ستتاح تدريجاً للمستخدمين في الولايات المتحدة في بادئ الأمر.

وأوضحت نائبة رئيس جوجل المكلفة بمحرك البحث، إليزابيث ريد، "نحاول جعل العملية طبيعية وفطرية أكثر، لتكون بالسهولة عينها لطرح سؤال على صديق يتمتع بخبرة في المجالات كافة".

وقد بدأت الشركتان العملاقتان في قطاع التكنولوجيا بإضافة أدوات للذكاء الاصطناعي التوليدي في خدماتها المختلفة، من الحوسبة السحابية إلى الأدوات المكتبية، لجعل روبوتات الدردشة هذه بمثابة "الملّاح" في سباقات السيارات، وفق التعبير المستخدم من مايكروسوفت.

ويوضح الكاتب جون باتيل، صاحب المشاريع في مجال الإعلام، أن "البحث سيُجزأ إلى مليون جزء وسيُدمج في واجهات عدة بعيداً عن حصره في هذا الموقع المركزي الأحادي الذي بات عليه جوجل".

مهام متعددة

لكن فيما يتفاعل كل موقع إلكتروني وتطبيق مع المستخدمين والمستهلكين من خلال روبوت دردشة يتمتع بقدرة على الحديث كإنسان محترف ومقنع، ستزداد صعوبة التمييز بين الصالح والطالح من النتائج.

ويقول جون باتيل "هل ستثقون بعميل في وكالة سفر إلكترونية ليقدّم لكم الخيار الأفضل لكم؟ كلا".

ويضيف "من هنا، ثمة حاجة لأن أجد عبقرياً خاصاً بي، يكون مساعدي الشخصي، للتفاوض مع الخدمات. فإذا كانت المواجهة بيني وبين الذكاء الاصطناعي حصراً، فسأخرج خاسراً".

وتتيح "ريبليكا" و"أنيما" وخدمات أخرى بالفعل أنظمة "مرافقة" قائمة على الذكاء الاصطناعي، على شكل روبوتات محادثة تعمل كأصدقاء افتراضيين.

لكن جون باتيل يحلم بأن يكون لديه "عبقري"، يجمع معلومات في كل مكان على هاتفه الذكي، وجهاز الكمبيوتر الخاص به، والتلفزيون، وسيارته للإجابة على أسئلته وتنفيذ المهام التي يحتاج إليها.

ومن بين هذه المهام مثلاً، شراء أفضل مكنسة كهربائية بناءً على الذوق الشخصي والعادات الاستهلاكية والعروض الترويجية الحالية، بعد محادثة قصيرة، بدلاً من إجراء بحث طويل وشاق عبر الإنترنت.

مثل هذه النماذج اللغوية، المدربة على البيانات الشخصية، ستؤتي ثمارها بالضرورة لضمان سرية هذه المعلومات التي تُستخدم حالياً لاستهداف مستخدمي الإنترنت بالإعلانات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات