تدرس شركة ميتا عقد شراكة مع الشركة المصنعة للنظارات الذكية "ماجيك ليب" تمتد لعدة سنوات، في محاولة لتعزيز جهودها في مجال تطوير تقنيات الميتافيرس.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، فإن ميتا تدرس حالياً العديد من الطرق لتتمكن من الاستفادة من خبرات "ماجيك ليب" الطويلة في مجال صناعة نظارات الواقع المعزز، إما من خلال الحصول على تراخيص لاستخدام تقنياتها، أو من خلال استخدام إمكانياتها الصناعية للمشاركة في تصنيع منتجات ميتا للواقع المعزز داخل أميركا الشمالية، بعيداً عن الصين.
وتنتج “ماجيك ليب”مكوناتها الخاصة، بما في ذلك العدسات عالية التطور والبرامج المرتبطة بها، وهي تقنيات أساسية قد تكون مطلوبة لبناء النظارات الذكية، والتي تراها ميتا أداة رئيسية لدخول الميتافيرس.
ومع ذلك، قال أشخاص مطلعون على المحادثات، إنه من غير المتوقع أن تسفر الشراكة عن إطلاق نظارة جديدة تحت علامتيّ الشركتين التجارية.
وأشار موظفان سابقان في "ماجيك ليب"، إلى أن أكبر إمكانياتها تتمثل في تقنية "التوجيه الموجي Waveguide"، وهي التقنية التي تسمح لعدسات النظارات بعرض عناصر رقمية مجسمة تتوافق مع أبعاد العالم الحقيقي أمامه لتظهر واقعية.
استثمار طويل الأجل
يأتي اهتمام ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، المستمر بالواقع المعزز والافتراضي في الوقت الذي تستعد فيه شركة أبل للكشف عن نظارتها الجديدة للواقع المختلط Mixed Reality الشهر المقبل، خلال مؤتمرها للمطورين WWDC 2023.
وتراهن كل من ميتا وأبل على أن نظارات الواقع المعزز، لتكون المنصة الثورية القادمة التي تحل محل الهواتف الذكية.
وتواجه ميتا، التي تبلغ قيمتها السوقية 612 مليار دولار، ضغوطاً متزايدة من جانب المستثمرين جرّاء إصرار مؤسسها ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج على استثمار قرابة 10 مليارات دولار سنوياً لتطوير تقنيات الميتافيرس، رغم أنه مؤمن بأن تلك الاستثمارات المليارية قد تستغرق سنوات طويلة لتؤتي ثمارها.
وفيما تمر ميتا بوقت صعب تشهد فيه إعادة هيكلة وتسريح حوالي 20 ألف موظف، إلى جانب الركود في سوق الإعلانات، شدد زوكربيرج على أن الشركة مستمرة في استثماراتها داخل سوق الميتافيرس، خلال إعلان الشركة لنتائجها الفصلية عن الربع الأول من العام الجاري، والذي شهد كذلك الإعلان عن تجاوز إجمالي خسائر قطاع تطوير تقنيات الميتافيرس 13 مليار دولار خلال 2022.
وتأسست شركة "ماجيك ليب" في عام 2010 ومقرها فلوريدا، وهي من بين الشركات الناشئة الأكثر تمويلاً في مجال الواقع المعزز، إذ أحدث خروجها للنور ضجة في السوق التقني، ونجحت في حصد استثمارات فاقت قيمتها 3.5 مليار دولار في جولات تمويلية متعددة، بقيادة شركات كبرى مثل جوجل وعلي بابا وكوالكوم.