إدارة بايدن "منقسمة" بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي   

الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان يدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي. واشنطن.  16 مايو 2023 - REUTERS
الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان يدلي بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي. واشنطن. 16 مايو 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

انقسم مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن كيفية تنظيم أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، وظهرت خلافاتهم خلال اجتماع مجلس التجارة والتكنولوجيا بين واشنطن والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع في السويد، وفقاً لـ"بلومبرغ".

وقال أشخاص شاركوا في المناقشات، إن بعض مسؤولي البيت الأبيض ووزارة التجارة يؤيدون الإجراءات القوية التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، لمنتجات الذكاء الاصطناعي مثل برنامجي "Chat GPT" و"دال-إي".

وفي الوقت نفسه، يقول مسؤولو الأمن القومي الأميركي والبعض في وزارة الخارجية، إن التنظيم المشدد لهذه التكنولوجيا الناشئة سيضع البلاد في وضع تنافسي غير متكافئ.

وترك هذا التنافر الولايات المتحدة من دون استجابة متماسكة خلال اجتماع مجلس التجارة والتكنولوجيا بين واشنطن وبروكسل، لبحث خطة الاتحاد الأوروبي لإخضاع الذكاء الاصطناعي التوليدي لقواعد إضافية.

وسيجبر الاقتراح مطوري أدوات الذكاء الاصطناعي على الامتثال لمجموعة من اللوائح القوية، مثل مطالبتهم بتوثيق أي مواد محمية بحقوق الطبع والنشر تستخدم لترويض منتجاتهم، وتتبع كيفية استخدام هذه المعلومات عن كثب.

وقارنت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، الأربعاء، التطورات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه بعد تدارك الأمر كان يجب أن يكون هناك المزيد من ضبط النفس في تطويرها. وأضافت خلال اجتماع مجلس التجارة والتكنولوجيا أن "المخاطر أعلى بكثير" في الذكاء الاصطناعي.

وقالت ريموندو: "لمجرد أنك تستطيع القيام بشيء ما، لا يعني أنه يجب عليك القيام به. وبينما نكتشف فوائد الذكاء الاصطناعي، آمل أن نكون جميعاً منفتحين حقاً بشأن التكاليف، وأن نجري تحليلاً لما إذا كان ينبغي علينا القيام بذلك".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي آدم هودج في بيان، الثلاثاء، إن إدارة بايدن ليست منقسمة وتعمل عبر الحكومة "لتقديم نهج متماسك وشامل للمخاطر والفرص المتعلقة بالذكاء الاصطناعي".

وأضاف أن الولايات المتحدة "تقود هذه القضايا منذ فترة طويلة قبل أحدث منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدية".

وذكرت بلومبرغ أنه يمكن القول إن الكيفية التي يقرر بها الاتحاد الأوروبي تنظيم الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية من النقاش في واشنطن.

ولأنه من غير المرجح أن يمرر الكونجرس قواعد ملزمة بشأن الذكاء الاصطناعي، سيكون التكتل الأوروبي أول من يملي كيفية قيام عمالقة التكنولوجيا، بما في ذلك شركة مايكروسوفت وشركة ألفابت المالكة لجوجل بتطوير النماذج الأساسية التي تدعم الحدود التالية للذكاء الاصطناعي.

والسؤال المطروح على الجهات التنظيمية هو من الذي يجب أن يتحمل المسؤولية عن المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا، مثل انتشار المعلومات الخاطئة أو انتهاكات الخصوصية. وستضيف قواعد الاتحاد الأوروبي المقترحة إلى متطلبات إعداد التقارير للشركات التي تطور نماذج مستخدمة في روبوتات المحادثة، مثل "أوبن إيه آي".

وقالت ميشيل جيودا، مديرة معهد كراش للدبلوماسية التكنولوجية ومساعدة وزير الخارجية الأميركي سابقاً للشؤون العامة العالمية في إدارة الرئيس دونالد ترمب، إن إحدى المهام الأساسية لمجلس التجارة والتكنولوجيا ستكون تعزيز الثقة بين الحلفاء لتعزيز الابتكار ومواكبة التقدم الصيني.

وأضافت: "السياق هو أن الابتكار في الذكاء الاصطناعي لا يحدث في فراغ.. كل هذا يحدث في هذا الصراع في القرن الحادي والعشرين بين الديمقراطية والاستبداد. ولديك التكنولوجيا كساحة معركة رئيسية".

مخاطر عالية 

وحتى وقت قريب، كان لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إجماع تقريبي على تنظيم الاستخدامات بدلاً من التكنولوجيا نفسها، مع التركيز على المجالات عالية المخاطر، مثل البنية التحتية الحيوية وإنفاذ القانون.

وتم تكريس هذا النهج في إطار عمل الولايات المتحدة غير الملزم لأنظمة الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن المقترحات الأولية للمفوضية الأوروبية لقانون الذكاء الاصطناعي لتنظيم التكنولوجيا. وركز اجتماع المجلس الأخير في ديسمبر على مخاطر الاستخدام النهائي أيضاً.

ومع ذلك، فإن إصدار برنامج "شات جي بي تي" جعل المخاطر الأوسع نطاقاً أكثر وضوحاً. وأثارت صورة مزيفة منتجة بالذكاء الاصطناعي على ما يبدو هذا الشهر لانفجار بالقرب من البنتاجون، فزع الأسواق الأميركية.

وقالت نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية مارجيت فيستاجر للصحافيين في مجلس التجارة والتكنولوجيا: "أوروبا مهمة، لكن هذا أكبر من أوروبا". وأوضحت أنه بالشراكة مع الولايات المتحدة "يمكننا دفع شيء يجعلنا جميعاً أكثر راحة مع حقيقة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، موجود الآن في العالم ويتطور بسرعات مذهلة".

واقترح البرلمان الأوروبي قواعد جديدة تستهدف على وجه التحديد النماذج الأساسية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

واتفق المشرعون في اللجنة في وقت سابق من هذا الشهر، على أنه يجب أن يكون هناك مزيد من التدقيق على الشركات التي تطور نماذج الأساس هذه. ومعظم هذه الشركات، بما في ذلك "مايكروسوفت" و"جوجل"، مقرها في الولايات المتحدة.

استياء 

وانتقدت صناعة التكنولوجيا إدارة بايدن لعدم بذل المزيد من الجهد للدفاع عن الشركات الأميركية في مواجهة ما تعتبره تمييزاً تجارياً. ومع التغييرات المقترحة من الاتحاد الأوروبي، تحذر الصناعة من أن قانون الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينتقل من نقطة مضيئة للتعاون، إلى مثال آخر على استهداف أوروبا للتكنولوجيا الأميركية.

ويمكن أن يحصل قانون الذكاء الاصطناعي المعدل على تصويت في البرلمان في يونيو، قبل المفاوضات النهائية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة.

وقال دراجوس تودوراش، أحد المعدين الرئيسيين لمشروع القانون في البرلمان، بعد اجتماعه مع مسؤولين أميركيين: "إنهم يعتبرون تحركاتنا للتعامل أيضاً مع الذكاء الاصطناعي التوليدي خطوة جيدة".

ولا يوافق بعض المسؤولين الأميركيين على ذلك، محذرين من أن تقييد نماذج الأساس يمكن أن يضر بالقدرة التنافسية للولايات المتحدة، وفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن الأشخاص المشاركين في المناقشات.

وعبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، عن قلق الشركات بشأن التجاوز التنظيمي عندما اقترح أن شركته يمكن أن تسحب المنتجات من السوق الأوروبية، إذا كان من الصعب جداً اتباع القواعد.

ورد مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون، واتهم فيها ألتمان "بمحاولة الابتزاز".

وقال ألتمان في وقت لاحق، إنه سيعمل على الامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي. ويلتقي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس.

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يناقش اللوائح، وهناك مسؤولون أوروبيون يعتقدون أن البرلمان قد ذهب بعيداً جداً، وفقاً لبعض المصادر.

وسيتم ذكر الذكاء الاصطناعي التوليدي في استنتاج مجلس التجارة والتكنولوجيا، بحسب مسودة حصلت عليها "بلومبرغ". وتؤكد الوثيقة على الالتزام عبر الأطلسي بنهج قائم على المخاطر، ولكنها تسلط الضوء أيضاً على حجم الفرص والحاجة إلى معالجة المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، لأعضاء مجلس الشيوخ، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن أن تشكل "لحظة فاصلة" في تاريخ البشرية، لذا فإنه يرى أن صانعي السياسات وقادة الصناعة، بحاجة إلى العمل معاً "لتحقيق ذلك".

وعبر مؤسس  OpenAI، عن مخاوفه من أن يكون تطور الذكاء الاصطناعي سبباً في إلحاق "ضرر كبير للعالم"، قائلاً: "إذا حدث خطأ في هذه التكنولوجيا، فقد تسوء الأوضاع تماماً".

وأكد ألتمان أنه يرغب في العمل مع الحكومة لمنع حدوث ذلك، لكنه لم يعرض إبطاء أو إيقاف طرح وتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات