غضب المطورين وحملة "الإظلام التام".. ماذا يجري داخل منصة ريديت؟

يترقب مستخدمو منصة "ريديت" الاجتماعية تحول أكثر من 8000 مجتمع نقاشي Subreddit على المنصة إلى الوضع الخاص، بحيث لن يكون مسموحاً لأي مستخدم النشر أو التعليق على أي منشور داخل تلك المجموعات النقاشية، ما لم يكن مشتركاً فيها، وفق قرار لإدارة المنصة يدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو المقبل.

ونُظم منذ الإعلان عن ذلك التحديث، حملة اعتراض لأصحاب تلك المجموعات تحمل اسم Going Dark، ستستمر لمدة 48 ساعة، بدأت الاثنين الماضي وتستمر حتى الأربعاء، إلا أن بعض المجموعات مثل مجتمع r/Music، والتي يبلغ عدد المشتركين فيها قرابة 32 مليون مشترك، هددت بأن تستمر في تطبيق حملة "الإظلام التام" لأجل غير مسمى، لحين تراجع ريديت عن قراراتها.

تضع الحملة الجديدة، استقرار منصة ريديت على المحك، إذ تعتمد المنصة بشكل رئيسي في عملها على فكرة المجموعات النقاشية "سبريديت"، والتي يقوم مستخدمو المنصة بإنشاء وإدارة أغلبها بشكل تطوعي ودون مقابل.

يُذكر أن خمسة مجموعات نقاشية من أصل أكثر 10 Subreddit على المنصة من حيث عدد المشتركين فيها، تشارك في حملة الاعتراض الجديدة، وهي  r/gaming وr/aww وr/Music وr/todayilearned وr/pics.

ما هي القرارات الجديدة؟

موجة الغضب التي ضربت جمهور مديري مجموعات ريديت تقف وراءها مجموعة من القرارات الجديدة التي أعلنتها إدارة الموقع الاجتماعي في منتصف أبريل الماضي، أهمها تحديد مقابل مالي سيدفعه مطورو تطبيقات الطرف الثالث مقابل الوصول لواجهة بيانات المنصة Data API.

وأشارت المنصة إلى أن الوصول المجاني إلى واجهتها البرمجية لاستخدام بياناتها سيصبح محدوداً، بحيث يتمكن المطورون من الحصول على بيانات بمعدل يصل إلى 100 طلب بيانات في الدقيقة الواحدة بشكل مجاني، وهو معدل منخفض للغاية.

وحددت ريديت سعر 24 سنتاً شهرياً لكل ألف اتصال يقوم به تطبيق من تطبيقات الطرف الثالث مع واجهة ريديت البرمجية، أي أقل من دولار واحد شهرياً عن كل مستخدم من مستخدمي التطبيق، بحسب ستيف هوفمان المدير التنفيذي للمنصة.

أشار هوفمان في منشور عبر مجموعة r/reddit، إلى أن الخطوة الجديدة تحاول جعل ريديت قادرة على الاستثمار في تطوير البنية التحتية، لتتمكن من توفير أدوات وإمكانيات أفضل لمنشئي المجموعات النقاشية وإتاحة تجربة مميزة لمستخدمي المنصة، ويعتمد ذلك على جعل المنصة الاجتماعية "ذات عائد ذاتي مستدام".

غضب المطورين

شرارة الغضب الأولى بين المطورين جاءت من كريستوفر سليج، مطور تطبيق Apollo أحد أشهر تطبيقات الطرف الثالث لاستخدام ريديت، بعد نشره تدوينة على الموقع الاجتماعي نهاية مايو الماضي تفيد بأنه سيحتاج إلى دفع قرابة 20 مليون دولار سنوياً إلى ريديت، كي يتمكن من الحصول على البيانات اللازمة لتشغيل تطبيقه بشكل طبيعي.

أوضح "سليج" أن المطورين سيحتاجون لدفع قرابة 12 ألف دولار لكل 50 مليون طلب بيانات ترسله تطبيقاتهم إلى واجهة استخدام ريديت، مشيراً إلى أن تطبيقه "أبوللو" قام بحوالي 7 مليارات طلب في أبريل، وذلك سيساوي بسياسات تسعير ريديت الجديدة قرابة 1.7 مليون دولار.

يذكر أن شبكة "ريديت" منذ إطلاقها في 2005 لم تحصل على إصدار مخصص للهواتف الذكية، واستمرت متوفرة بشكل رسمي في صورة موقع ويب حتى 2016 عند إطلاق تطبيق الهواتف، ولكن المطورين نقلوا تجربة ريديت لهواتف مستخدمي المنصة عبر تطبيقات الطرف الثالث، والتي تعتمد على أدوات وواجهات برمجية توفرها لهم المنصة الاجتماعية.

لذا، فإن مطوري تطبيقات الطرف الثالث يرون قرارات ريديت الجديدة بمثابة ظلم لهم، من منصة ساندوها لتصل إلى ملايين المستخدمين على الهواتف الذكية قبل وصول تطبيق رسمي لها، مشيرين إلى أن "ريديت" أصبحت أكثر مادية وتبحث بنهم عن الأرباح، حتى وإن كان ذلك على حساب مجتمع مستخدميها والمطورين.

تعليق ريديت

وحصل موقع "ذا فيرج" على نسخة من الرسالة التي أرسلها "هوفمان" لعموم الموظفين الثلاثاء، تعليقاً على حملة الاعتراضات ضد المنصة، أشار خلالها إلى أنه تواصل مع عدد كبير من المشاركين في الحملة، مؤكداً أنهم سيقومون بإعادة فتح مساحاتهم النقاشية على المنصة بحلول الأربعاء.

وأشاد المدير التنفيذي بقدرة فريق ريديت على العمل على مدار الساعة للحفاظ على البنية التحتية للمنصة الاجتماعية كي تتمكن من العمل بشكل طبيعي وجيد، وسط عدم الاستقرار الناتج عن تحول الآلاف من مساحات "Subreddit" إلى الإغلاق.

وشدد هوفمان على أن منصته الاجتماعية مصممة على تنفيذ قراراتها وتغييراتها المعلنة مسبقاً "رغم الضوضاء التي تسببت فيها تلك التغييرات حتى الآن"، مشيراً إلى أن المنصة اعتادت إحداث الجلبة مع أي تغييرات تجريها، مركزاً على أن الهدف الرئيسي من التغييرات هو تحقيق التطور اللازم للخدمة على المدى الطويل.

وأشار بشكل مباشر إلى أنه على الرغم من إعلان تطبيقي "أبوللو" و"ريديت إز فان" إيقاف خدماتهما لأجل غير مسمى بحلول 30 يونيو قبل تطبيق السياسات التسعيرية الجديدة، بجانب تطبيقين آخرين، إلا أنه متفائل بشأن مستقبل تطبيقات الطرف الثالث الخاصة بريديت، موضحاً أن المنصة في خضم نقاشات موسعة مع عدد من التطبيقات الأخرى.

كذلك حذر هوفمان عموم الموظفين من ارتداء أي ملابس تحمل شعار ريديت في الأماكن العامة حفاظاً على سلامتهم الشخصية.

اقرأ أيضاً: