مايكروسوفت وOpenAl على صفيح ساخن.. شراكة معقدة ومصالح متعارضة

علامتا مايكروسوفت وشات جي بي تي على شاشة عرض في تولوز بفرنسا. 23 يناير 2023 - AFP
علامتا مايكروسوفت وشات جي بي تي على شاشة عرض في تولوز بفرنسا. 23 يناير 2023 - AFP
القاهرة -الشرق

كشف تقرير جديد عن توتر العلاقة الوثيقة غير التقليدية بين شركتي مايكروسوفت وOpenAl، والتي تعد إحدى أقوى وأشهر الشراكات التقنية في الوقت الحالي، حيث تُعَدُّ تلك الشراكة أحد المحركات الرئيسية لثورة الذكاء الاصطناعي التي يعيشها العالم الآن.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها إن العلاقة بين الشركتين خلقت حالة من النزاع والتخبط وراء كواليس عمليات تطوير أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي، من حيث الإمكانيات والقدرات.

واستثمرت شركة مايكروسوفت مليارات الدولارات للحصول على فرصة الوصول المبكر إلى الإمكانيات الفائقة لقدرات نماذج الذكاء الاصطناعي التي يعمل عليها مطورو ومهندسو شركة أوبن إيه آي الناشئة، لكي تستطيع الشركة الأميركية العملاقة تحقيق الريادة في سوق الذكاء الاصطناعي وخدمات محركات البحث، أمام غريمتها جوجل.

وامتازت العلاقة بين مايكروسوفت وأوبن إيه آي بأنها علاقة مفتوحة تتيح الحرية للطرفين، لكنها في نفس الوقت تحقق الأهداف والمصالح. ففي الوقت الذي تستمتع فيه مايكروسوفت بقوة إمكانيات نماذج الشركة الناشئة، لا تصل إلى مرحلة التحكم الكاملة، فهي تمتلك 49% فقط من أسهم الشركة في صورة استثمارات مالية، وكونها المورد الوحيد للخدمات السحابية التي تستخدمها أوبن إيه آي لتدريب نماذجها الذكية.

كما أن الشركة الناشئة في الوقت الذي تستفيد من إمكانات وبنية مايكروسوفت التحتية العملاقة، وكذلك استثماراتها المالية الضخمة، تشعر بحريتها في اتخاذ القرارات وتحقيق الأرباح من خلال عقد شراكات مع شركات مختلفة، حتى وإن كانت تصنف من بين المنافسين لمايكروسوفت نفسها.

لكن في الوقت الذي يظهر فيه سام التمان، مؤسس ومدير أوبن إيه آي، وساتيا ناديلا، المدير التنفيذي لمايكروسوفت، يمتدحان التعاون المثمر والعلاقة الوثيقة بين الشركتين، يقول عدد من المصادر داخل مايكروسوفت بوجود حالة من عدم الرضا بين موظفي العملاق الأميركي بشأن إيقاف الاستثمارات في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بمايكروسوفت، في وقت تضيق فيه أوبن إيه آي الخناق عليهم للحصول على صلاحية الوصول إلى تفاصيل التقنية الدقيقة الخاصة بتطوير نماذجها الذكية.

تعارض المصالح

والعلاقة بين الشركتين معقدة لدرجة أن الشركات الأخرى تحصل على عروض مختلفة من جانب مايكروسوفت وأوبن آي، جميعها تتعلق بنفس المنتجات. فكلا الشركتين تبيعان تراخيص لاستخدام تقنيات النماذج الذكية مثل شات جي بي تي، مما يخلق حالة من التخبط لدى العملاء في قطاع الأعمال.

فشركة مايكروسوفت تقوم بالترويج لإمكانية الذكاء الاصطناعي التي يقدمها شات جي بي تي على متن باقات خدماتها السحابية التابعة لقطاع Azure، في الوقت نفسه تقوم أوبن آي بالترويج لإمكانيات شات جي بي تي التي يمكن للشركات والمطورين الحصول عليها عبر الدفع مقابل ترخيص استخدام الواجهة البرمجية للمنصة بشكل مباشر.

وفي الوقت الذي تتعاون فيه الشركتان لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي متفردة من حيث الإمكانيات، تقوم أوبن آي ببيع تقنيات إلى العديد من الشركات المطورة لمحركات البحث مثل "دوك دوك جو" والتي تعد شركة منافسة لمايكروسوفت في سوق محركات البحث، أمام محركها الذكي بنج شات.

لذلك، تتمكن مايكروسوفت من السيطرة على المنافسة داخل سوق محركات البحث بحرمان أي شركة، تطور مزايا تعمل بالذكاء الاصطناعي داخل محركاتها البحثية، من الحصول على إمكانية الاستفادة من أرشيف صفحات الويب الخاص ببينج، والذي تقوم مايكروسوفت خلاله بترتيب وتنظيم مليارات الصفحات من مواقع الويب بشكل منظم، بحيث يسهل على محركات البحث الوصول إليها لتلبية عمليات البحث التي يقوم بها المستخدمون.

مفاجأة وتحذير

أشار التقرير إلى أن العديد من مديري مايكروسوفت قد ساورتهم الشكوك خلال الربع الأخير من العام الماضي حول توقيت إطلاق شات جي بي تي، حيث فاجأت أوبن آي مايكروسوفت بقرارها الخاص ببدء مرحلة الاختبار العامة لمنصتها الحوارية الذكية في وقت لم تكن شركة البرمجيات الأمريكية قد استعدت بعد لتضمين إمكانيات داخل محركها البحثي بينج.

بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، كان موظفو مايكروسوفت قلقين حول سرقة شان جي بي تي للأضواء من بينج، بينما فريق آخر وجد أن وصول منصة أوبن آي بشكل مبكر قبل بينج إلى الأسواق سيفيد المحرك البحثي وسيتيح له فرصة الاستفادة من أخطاء المنصة الحوارية.

بحسب مصادر مطلعة، اقترحت أوبن آي على مايكروسوفت إبطاء عملية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل بينج، خاصةً فيما يتعلق بإستخدام نسخة غير رسمية من نموذج "جي بي تي 4" داخل محرك بحث مايكروسوفت لتقديم منصة "بينج شات". ففريق أوبن آي كان يرى أن التسرع في هذا القرار سيتسبب في تقديم معلومات مغلوطة وغير دقيقة لمستخدمي بينج، إلى جانب تقديم مستوى محدود لتجربة المستخدمين مع بنج شات، وذلك يتمثل في محدودية طول المحادثات المسموح بها.

يذكر أن شات جي بي تي وصل إلى معدل 200 مليون مستخدم شهرياً، بحسب إحصائيات شركة YipitData، كما حصلت المنصة الجديدة على عدد جلسات بحث تفوق ضعف ما يحققه محرك بينج للبحث يومياً.

وأكدت مايكروسوفت، الشهر الماضي، على أن محرك البحث بينج في طريقه مباشرة إلى منصة "شات جي بي تي" الحوارية الذكية ليزودها بقدراته البحثية عبر الإنترنت، وتلك الميزة بالفعل قد توفرت للمشتركين في باقة "شات جي بي تي بلس" المدفوعة.

ووضعت مايكروسوفت نماذج OpenAI في قلب جميع خدماتها ، مثل خدماتها المكتبية Microsoft 365 ومتصفحها للويب إيدج، وكذلك خدمتها للتواصل مايكروسوفت تيمز.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات