سجلت السلطات الأمنية في الولايات المتحدة وبريطانيا، أخيراً، تزايداً ملحوظاً في البلاغات المزيفة، والاتصالات الصامتة، وطلبات الإغاثة غير الحقيقية، نتيجة قيام شركتي "جوجل" و"أبل" بتطوير ميزة تسمح لمستخدمي الهواتف، الاتصال بالطوارئ بشكل أسرع.
وبرزت هذه الظاهرة، بحسب وسائل إعلام أميركية محلية، عندما ارتفع معدل مكالمات الطوارئ "الخاطئة" خلال مهرجان "Bonnaroo Music Festival"، الأسبوع الماضي بولاية تينيسي، حيث سجّلت مقاطعة كوفي، زيادة في مكالمات الطوارئ بمعدل 5 أضعاف المتوسط، وذلك يعود إلى التقاط مستشعرات هواتف "iPhone" وساعات "أبل" إشارات مشابهة لحوادث اصطدام السيارات، ناتجة عن حركة الجمهور.
وطالب مدير مركز اتصالات المدينة "Coffee County 911"، سكوت ليدوك، الجمهور بإيقاف ميزة اكتشاف الحوادث في هواتف "iPhone 14" بشكل مؤقت، لمنع حدوث مكالمات الطوارئ الخاطئة، موضحاً أن ذلك "قلّل من عدد المكالمات الزائفة التي تلقاها المركز بنسبة 40% إلى 60%".
وكانت "أبل" أطلقت ميزة التقاط الحوادث العام الماضي، بالتزامن مع إصدار هواتف "iPhone 14" وإصداراتها الحديثة من الساعات، حيث تعمل الخاصية على اكتشاف الحوادث والتنبيه عند وقوعها، كما تسمح بإجراء مكالمة طوارئ تلقائياً، في حال عدم الرد على التنبيه خلال 60 ثانية.
وتعد الميزة جزءاً من جهود "أبل" لتحسين وتسهيل خدماتها للاتصال بالنجدة في حالات الطوارئ.
يذكر أن تلك الواقعة ليست الأولى، إذ قدمت بعض أقسام شرطة بالولايات المتحدة، العديد من الشكاوى منذ العام الماضي، بسبب ارتفاع معدل مكالمات الطوارئ "المزيفة"، نتيجة التقاط هواتف "iPhone" اهتزازات شديدة تعرض لها المستخدمون، خلال القيام بأنشطة معتادة، خاصة ركوب عربات الملاهي.
من جانبها، حاولت الشركة الأميركية تحسين دقة الميزة مع تحديثات iOS 16.1.2 وiOS 16.3.1، ولكن يبدو أن "أبل" لا تزال تواجه مشكلات عدة في دقة المستشعرات لالتقاط الحوادث الحقيقية والتمييز بينها.
ميزة مزعجة
وامتدت الشكاوى أيضاً إلى بريطانيا، إذ تعاني السلطات منذ العام الماضي، من ارتفاع مكالمات الطوارئ "الصامتة" التي يتم استقبالها عبر طلبات الاستغاثة على رقم الطوارئ 999، نتيجة مكالمات غير مقصودة يقوم بها مستخدمو هواتف "Android"، منذ وصول ميزة "Emergency SOS"، والتي تمكن المستخدم من الاتصال بالطوارئ من خلال الضغط على زر تشغيل الهاتف 5 مرات متتالية.
وبحسب تقرير نشره موقع "The Verge"، فإن قوات إنفاذ القانون في اسكتلندا ومقاطعات إنجليزية عدة، أكدت الاارتفاع الملحوظ في معدل مكالمات الطوارئ "الصامتة" بين أكتوبر 2022 وفبراير 2023، بالتزامن مع الفترة التي بدأت خلالها شركة "جوجل" توسيع نطاق ميزة الطوارئ لعموم هواتف "Android".
بدورها، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، إلى أن بعض موظفي استقبال مكالمات الطوارئ يستغرقون قرابة 20 دقيقة للتأكد من أن المكالمة "الصامتة"، ليس وراءها شخص يحتاج إلى مساعدة، أو غير قادر على الحديث نتيجة ظروف صحية أو أن الأوضاع المحيطة به لا تسمح بذلك.
وغرد المجلس الوطني للشرطة البريطانية في يونيو الجاري، مطالباً مستخدمي "Android" بضرورة تجنب الأشياء التي يمكن أن تتسبب في إجراء مكالمة الطوارئ من دون قصد.
يذكر أن الميزة قدمتها "جوجل" للمرة الأولى عبر هواتف "Pixel"، بصحبة إصدار "Android 12" عام 2021، ومن وقتها ارتفعت مكالمات الطوارئ غير المقصودة. ولكن أخيراً ومع توفير الميزة لعموم هواتف "Android"، زادت حدتها وأصبحت تشكل تحدياً للشرطة في الحفاظ على الأمن والسلامة العامة.
ونصحت الشركة الأميركية مستخدمي هواتف "Android" بضرورة تعطيل الميزة من داخل إعدادات هواتفهم، لحين وصول التحديثات البرمجية مستقبلاً.
اقرأ أيضاً:
