فريق أسترالي يبتكر بالذكاء الاصطناعي نظاماً للإيقاع بـ"محتالي المكالمات"

صورة تعبيرية عن محاكاة أصوات البشر عبر روبوت ذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي. 9 يونيو 2023 - AFP
صورة تعبيرية عن محاكاة أصوات البشر عبر روبوت ذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي. 9 يونيو 2023 - AFP
القاهرة -الشرق

ابتكر خبراء الأمن السيبراني في جامعة ماكواري في أستراليا، نظام محادثات متعددة اللغات باستخدام "روبوت" بهدف إبقاء المحتالين منخرطين في مكالمات مزيفة طويلة، ما يساعد في تقليل عدد الأشخاص الذين يخسرون مليارات الدولارات سنوياً بسبب الاحتيال الهاتفي.

وأفادت ورقة بحثية بأن النظام الجديد يستخدم الذكاء الاصطناعي لإجراء مناقاشات هاتفية بلغات وأسلوب طبيعي أقرب للبشر، ما يضيع وقت المتصلين المحتالين.

ويحمل النظام الجديد اسم "آباتي" (Apate)، نسبة إلى إلهة الخداع في اليونان، ويتولى النظام خداع المحتالين من خلال استخدام استنساخ صوتي مقنع لإغرائهم بإجراء محادثات.

وقال المدير التنفيذي لمركز الأمن السيبراني في الجامعة، دالي كافار، إنه يتم تشغيل عمليات الاحتيال عبر الهاتف من قبل مجموعات الجريمة المنظمة، موضحاً أنه في الوقت الحالي يتم القبض على عدد قليل فقط من المجرمين، ونادراً ما يتم استرداد الأموال"، وفقاً لموقع TechXplore.

وحصدت عمليات الاحتيال الهاتفي 3.1 مليار دولار من الأستراليين في 2022، وفقاً لإحصائيات مؤسسة ACCC.

جاءت الفكرة إلى كافار أثناء تناول الغداء مع عائلته، عندما اتصل أحد المحتالين، وأجرى معه حواراً ساخراً لمدة 40 دقيقة قبل أن يغلق الخط.

وأضاف كافار: "أدركت أنه على الرغم من أنني أهدرت وقت المحتال حتى لا يتمكنوا من الوصول إلى الأشخاص الضعفاء، إلا أن هذا كان يعني أيضاً فقدان 40 دقيقة من حياتي الخاصة لن أعود إليها".

وبدأ كافار يفكر في كيفية "أتمتة" العملية برمتها، واستخدام معالجة اللغة الطبيعية لتطوير "روبوت" يمكنه إجراء محادثة قابلة للتصديق مع المحتال، مشيراً إلى أن فريقه لديه براءات اختراع معلقة لهذه التكنولوجيا عالية الفعالية.

المدير التنفيذي لمركز الأمن السيبراني بجامعة ماكواري في أستراليا دالي كافار - techxplore.com
المدير التنفيذي لمركز الأمن السيبراني بجامعة ماكواري في أستراليا دالي كافار - techxplore.com

خداع المحتالين

بدأ فريق البحث العمل ببناء قاعدة بيانات ضخمة من عمليات احتيال هاتفي حقيقية، مع تحليل طريقة المحتالين وأساليبهم في الايقاع بضحاياهم، وتحديد أشكال الهندسة الاجتماعية التي يستخدمها المحتالون للتحايل على الضحايا وسرقة أموالهم.

ودرب الفريق "الروبوت" على قاعدة بيانات من محتوى مكالمات الاحتيال الهاتفي، ورسائل البريد الإلكتروني النصية التي يرسلها المحتالون لضحاياهم، ومنشورات من الشبكات الاجتماعية، وبذلك يصبح الروبوت لديه القدرة على ارتجال الردود.

وأشار كافار إلى أن الفريق استخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص وإنشائها، إلى جانب محاكاة أصوات البشر بالذكاء الاصطناعي، وتدريب "الروبوت" على التحدث بأي لغة وأي لهجة.

وأوضح أن النظام يمكنه أن يخدع المحتالين ويقنعهم بأنهم يتحدثون إلى بشر حقيقيين، لذلك يقضون الوقت في محاولة خداعهم، ولكن دون فائدة.

تجربة عملية

فريق البحث يجري حالياً تجارب على مكالمات الاحتيال المباشرة، وإعادة توجيه المكالمات المخصصة للضحايا إلى نموذج الاختبار الأولي، من خلال نشر مجموعة أرقام هاتفية يؤدي الاتصال بها للوصول مباشرة إلى أحد "الروبوت"، استناداً إلى أن نشر الأرقام في كل مكان على شبكة الإنترنت، يزيد من احتمالات تعرضها لاستقبال مكالمات احتيالية.

وأسفرت التجارب عن نجاح "الروبوت" في التفاعل بشكل جيد مع بعض المواقف الصعبة التي لم يسبق لها التدرب عليها، مثل طلب المحتالين معلومات معينة، لكن "الروبوت" كان يتكيف مع الموقف ويقدم ردوداً معقولة للغاية.

وتعلم "الروبوت" كيفية سحب المكالمات لتحقيق الهدف الأساسي، وهو إبقاء المحتالين على الخط لفترة أطول تصل إلى 40 دقيقة، بينما يبلغ المتوسط الحالي إلى 5 دقائق.

وأشار كافار إلى أن شبكات تقديم خدمات المحمول بدأت حجب مكالمات الاحتيال ومكالمات "الروبوت"، ما يجعل "آباتي" من أهم العوامل التي يمكن أن يكون لها دور مميز في مكافحة الاحتيال الهاتفي.

وقال: "إذا انتهى المطاف ببرامج الدردشة الاحتيالية بالتحدث إلى (روبوت) المحادثة المدافعة عن الاحتيال بدلاً من سرقة الأموال من أشخاص حقيقيين، فسأعتبر ذلك بمثابة فوز كبير".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات