اليونسكو تحذر من "قرصنة الأفكار" عبر الشرائح الدماغية

سيدة ترتدي خوذة لمسح النشاط الدماغي. 17 يوليو 2023 - UNESCO
سيدة ترتدي خوذة لمسح النشاط الدماغي. 17 يوليو 2023 - UNESCO
القاهرة -الشرق

حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" من التطور المتسارع في سوق التقنيات العصبية، والطفرة التي يشهدها العالم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرة أنها تشكل خطراً محققاً على الإنسان وحقوقه وخصوصية أفكاره وصحته العقلية.

وأعلنت المنظمة، خلال مؤتمر دولي عقدته الأسبوع الماضي، تطوير إطار عمل أخلاقي يضمن مواجهة أي مخاطر للتقنيات العصبية تشكل انتهاكاً محتملاً لحقوق الإنسان.

وقالت جابرييلا راموس، مدير قطاع العلوم البشرية والاجتماعية بالمنظمة، في بيان، إن العالم يسير على طريق يسهل خلاله فك شفرات الإشارات الدماغية والاطلاع على أفكار البشر والتلاعب بآليات عمل العقول، ما يجعل من الممكن السيطرة على الأفكار والمشاعر والنوايا.

والتقنيات العصبية تتمثل في الشرائح والأنظمة الحاسوبية التي يتم زراعتها داخل المخ البشري، وهي تسهل قراءة وتحليل وفهم الإشارات الدماغية وتحويلها إلى إشارات رقمية يمكن للحواسيب فهمها، وبالتالي تسمح للبشر بالتحكم في الأجهزة الإلكترونية بمجرد التفكير.

أغراض صحية

وبدأت شركات عدة، إجراء اختبارات سريرية على البشر، لكن جميعها كان محصوراً في زراعة الشرائح بشكل مباشر في أدمغة مرضى من المصابين بأمراض تؤثر بشكل جزئي أو كامل على حواسهم ، خاصة ما يتعلق بحركة الجسم أو حاستي السمع والبصر.

ونجحت شركة "ساينكرون"، العام الماضي، في زرع أول جهاز في مريض أميركي، لتتفوق على شركة "نيورالينك" الممولة بشكل رئيسي من الملياردير إيلون ماسك، والتي حصلت أخيراً على موافقة على بدء إجراء التجارب السريرية، بحسب "بلومبرغ".

وزرعت "ساينكرون" جهازاً بحجم 1.5 بوصة في دماغ مريض بالتصلب الجانبي الضموري في مركز "ماونت سيناي ويست" الطبي في نيويورك.

والهدف من زرع الجهاز، هو السماح للمريض بالتواصل، حتى بعد فقد القدرة على الحركة، من خلال استخدام أفكاره لإرسال رسائل البريد الإلكتروني والنصوص.

وأشار التقرير إلى أن "سينكرون" زرعت بالفعل الجهاز في 4 مرضى في أستراليا، وتمكنوا من استخدام الأجهزة لإرسال رسائل عبر تطبيق واتساب، والتسوق عبر الإنترنت.

الـذكاء الاصطناعي يقرأ العقل

وأفادت دراسة، في مطلع مايو الماضي، بأن باحثين في جامعة تكساس نجحوا في تخمين جملة كاملة استمع إليها شخص ما بدقة فائقة، من خلال تحليل صور الرنين المغناطيسي الوظيفي الخاصة بعقله عبر نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وذكرت الدراسة، أن النموذج اللغوي الضخم LLM المستخدم في تحليل صور الرنين المغناطيسي، تم تدريبه مسبقاً على قاعدة بيانات لصور الرنين المغناطيسي العملي الخاصة بثلاثة متطوعين، ومن ثم تمكن النموذج من تحديد الجملة التي استمع إليها أحد المبحوثين لمرة واحدة بدقة فائقة،  من خلال مسح نشاطه الدماغي عبر صور الرنين المغناطيسي الخاصة بدماغه فقط.

وتلك هي المرة الأولى التي يمكن تخمين جملة صوتية عبر تحليل النشاط الدماغي من خلال مسح صور الرنين المغناطيسي فقط، وسبق إنجاز هذه المهمة من خلال إضافة أقطاب كهربائية مباشرة داخل المخ لقياس النشاط الدماغي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات