"أمازون".. من متجر للكتب إلى موقع لكل شيء 

شعار أمازون أمام شاشة كمبيوتر تعرض الصفحة الرئيسية للموقع في فرنسا. - AFP
شعار أمازون أمام شاشة كمبيوتر تعرض الصفحة الرئيسية للموقع في فرنسا. - AFP
القاهرة-الشرق

أعلنت شركة "أمازون" الأميركية، الثلاثاء، إطلاق "صيدلية آمازون"، أحدث خدمات عملاق التسوق الإلكتروني التي يخترق بها أسواقاً جديدة، ليستحق عن جدارة لقب "متجر كل شيء". لكن الموقع الشهير لم يبدأ مشواره منتصف تسعينات القرن الماضي على هذا النحو، بل انحصر تخصصه آنذاك في بيع وتوصيل الكتب فقط، قبل أن يتحول إلى إمبراطورية تجارية.  

الانطلاق من مرآب 

ويعود تأسيس موقع "أمازون" الفعلي إلى عام 1994، على يد جيف بيزوس، في مرآب متواضع بمدينة سياتل الأميركية، من دون مقر رسمي وبرأس مال قدّره موقع "سي إن إن" في أحد تقاريره بـ 10 آلاف دولار.

تخصص الموقع آنذاك في بيع الكتب فقط، وشحنها إلى المتسوقين أينما كانوا وخلال فترة قصيرة، تمكن من لفت أنظار القراء، فنشطت حركة المبيعات ومن ثم الشحن إلى 50 ولاية أميركية خلال شهر واحد.  

توقعات سلبية 

وعلى الرغم من نشاط بيزوس وفريقه، ظل تقييم المحللين للتجربة سلبياً، ورجحوا فشلها وتداعيها سريعاً، خصوصاً إذا تحولت متاجر الكتب الشهيرة آنذاك إلى البيع إلكترونياً، ما قد يضع الشركة في موقع حرج، بحسب وصف موقع الموسوعة البريطانية. وساهمت أرباح أمازون المحدودة خلال تلك الفترة في تعزيز رؤية المحللين.

وفي عام 1997 طرحت الشركة أسهمها للبيع لأول مرة مع تنبيه المستثمرين الجدد أن الشركة معرضة لخسائر تشغيلية كبيرة في المستقبل المنظور، بعض من المشترين لم يهابوا العبارة وجنوا ثمار ذلك لاحقاً.  

نجم صاعد   

منذ بدء تدشينه للمشروع، لم ير بيزوس، "أمازون" مجرد متجر كتب إلكترونية، بل شركة تكنولوجية متكاملة، تمهل في تشييد أجزائها على مدار ما يزيد على 25 عاماً ولكن بسرعة ملفتة، تعكس شعاره الشخصي "غيت بيغ فاست". لذا، وبحلول عام 1998، بدأ أمازون بيع سلع أخرى كالموسيقى والفيديو. وفي العام التالي، اتسعت رقعة معروضاته لتشمل أجهزة إلكترونية وأدوات منزلية وألعاب فيديو وألعاباً للأطفال وبرمجيات، إلا أن الملابس لم تصل إلى القائمة سوى لاحقاً في عام 2002.  

شخصية العام 

وفي ضوء النشاط الكثيف، لم تكن الألفية الجديدة لتحل قبل أن يرسخ بيزوس ذاته، وموقعه الناشىء كعنصر فارق في مجال التجارة الإلكترونية وعصر الإنترنت، حتى أنه اختير كشخصية العام في ديسمبر من عام 1999 من قبل مجلة "تايم" الأميركية الشهيرة، والتي وصفته آنذاك بـ"ملك التجارة الإلكترونية"، ولم يكن قد تخطى الـ 35 من عمره حينها.  

قائمة مشتريات

في حين كان زوار الموقع ومستخدموه سعداء بالتسوق عبر صفحاته، كان أمازون يستمتع بالتسوق بدوره لدعم إمبراطوريته، إذ استحوذ في البداية على عدد من شركات التسوق،  بينها شركة "جويو" الصينية في عام 2004، وشركة "أوديبل" للكتب الصوتية في عام 2008، ثم موقع "زابوس" المتخصص في بيع الأحذية، فضلًا عن شركة "هول فودز" المتخصصة بالأغذية.  

شراء المواقع والصحف 

وتعمقت "أمازون" كذلك في ما يخص المشتريات التكنولوجية، فاستحوذت على موقع "تويتش" المتخصص في بث ألعاب الفيديو وتواصل اللاعبين، إضافة إلى شركة "كيفا سيستم" المتخصصة في روبوتات الشحن والتخزين والتي تحولت لاحقاً لتحمل اسم أمازون فتُصبح "أمازون روبوتيكس"، ومن بين الاستحواذات الأشهر، شراء صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقابل 250 مليون دولار في عام 2013.  

شركة التكنولوجيا   

القدرة على الشراء والاستحواذ لم تمنع بيزوس من تحقيق حلمه في تحويل "أمازون" إلى شركة تكنولوجيا منذ تأسيسها، بل كثف استثماراته في مجال التكنولوجيا على مدار أعوام، ما مكنه من إصدار عدد من المنتجات الخاصة، بينها أجهزة القارئ الإلكتروني "كندل"، الذي طُرح في الأسواق للمرة الأولى في عام 2007، ثم الجهاز اللوحي متعدد الأغراض ومنخفض التكلفة "كندل فاير" في عام 2011، والذي تُقدر الموسوعة البريطانية أنه شكل في عام  2012 نسبة 50% من الأجهزة المبيعة التي تستخدم نظام تشغيل "أندرويد" للهواتف.  

وفضلاً عن منجزات تكنولوجية أخرى، كهاتف أمازون المحمول وآليكسا المُساعد الشخصي الافتراضي، استثمرت الشركة بشكل مُبكر في الحوسبة الافتراضية عبر إتاحة خدمات "أمازون" للويب، التي تتيح خدمات وواجهات برمجة للتأجير، يستخدمها الأفراد والشركات، ومن بينها بعض المنافسين، مثل "نيتفليكس".  

ومن المتوقع أن يُحدث اقتحام "أمازون" الأخير لمجال توزيع الأدوية والمستحضرات الدوائية ارتباكاً في السوق، بدأت ملامحه تظهر بعد هبوط أسهم شركتين منافستين هما: "سي في إس كورب" و"وولغرينز".