تخطط الصين لإطلاق مركبة فضائية غير مأهولة إلى القمر، هذا الأسبوع، لجلب صخور من سطحه إلى الأرض، لتصبح أول دولة منذ أكثر من 44 عاماً، تحاول جمع عينات.
ويسعى المسبار الفضائي "تشانغ إي-5"، الذي سمي بذلك تيمناً بإلهة القمر عند قدماء الصينيين، لجمع مواد من شأنها أن تساعد العلماء في فهم المزيد عن أصول القمر وتكوينه.
وستمثل المهمة اختباراً لقدرة الصين على جمع عينات من الفضاء عن بُعد قبل تنفيذ مهام أخرى أكثر تعقيداً.
وإذا ما نجحت هذه المهمة، فستجعل من الصين ثالث دولة تحصل على عينات من سطح القمر، بعد عقود من تحقيق الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
ومنذ أن تمكن الاتحاد السوفييتي من الهبوط بمسباره "لونا-2" على سطح القمر عام 1959، مسجلاً أول إنجاز يصل فيه جسم من صنع البشر إلى جرم سماوي آخر، أطلقت مجموعة قليلة من الدول الأخرى، بما فيها اليابان والهند مهام إلى سطح القمر.
وفي برنامج "أبولو" وهو أول برنامج يحقق هبوط الإنسان على القمر، تمكنت الولايات المتحدة من إرسال 12 رائد فضاء إلى هناك في 6 رحلات فضائية خلال الفترة بين عامي 1969 و1972، جمعوا من على سطحه عينات بلغ وزنها 382 كيلوجراماً من الصخور والتربة القمرية.
وأطلق الاتحاد السوفييتي 3 مهام آلية ناجحة في سبعينيات القرن الماضي، كان آخرها مهمة "لونا 24" التي جلبت 170.1 غرام من العينات القمرية عام 1976.
ويسعى المسبار الصيني، الذي ينتظر إطلاقه خلال الأيام المقبلة، لجمع كيلوغرامين من العينات، من منطقة لم تهبط عليها مركبات في السابق، في سهل حمم ضخم يطلق عليه اسم "محيط العواصف".
وستساعد مهمة "تشانغ إي-5" في الإجابة عن أسئلة، مثل: المدة التي ظل فيها القمر نشطاً بركانياً من داخله، ووقت تبدد مجاله المغناطيسي المهم لحماية أي شكل من أشكال الحياة على سطحه من الإشعاعات الشمسية.
وحققت الصين أول هبوط لها على سطح القمر عام 2013. وفي يناير عام 2019، تمكن المسبار "تشانغ إي-4" من الهبوط على الجانب البعيد من سطح القمر، وهو أول مسبار فضائي يحقق ذلك على الإطلاق.