شركات كبرى تلجأ إلى "قراصنة المعلوماتية" لمعالجة نقاط الضعف

عضو في مجموعة تحالف "ريد هاكر" في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين. - AFP
عضو في مجموعة تحالف "ريد هاكر" في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين. - AFP
هلسنكي-أ ف ب

تلجأ كبرى الشركات، في ظلّ تعاظم خطر القرصنة وتوافر الأكسسوارات الموصولة بالإنترنت والمطروحة في الأسواق، إلى "قراصنة معلوماتية"، لمهاجمة أنظمتها ورصد نقاط ضعفها ومعالجتها.

ويحقق هؤلاء الخبراء في القرصنة المعلوماتية عائدات طائلة، إذ باتت مهامهم أكثر شيوعاً مع انتشار "إنترنت الأشياء"، الذي يوسّع نطاق هذا المجال، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".

وقالت كيرين إلازاري، خبيرة القرصنة الأخلاقية والمختصة في مجال الأمن السيبراني، خلال مؤتمر لشركة الهواتف العالمية "نوكيا" في فلندا، إن "شركات الطيران والهيئات الكبرى مثل البنتاغون والمصارف وعمالقة التكنولوجيا، باتت تعرض برامج مكافآت تُعرف بباغ باونتي (غنيمة رصد أوجه الخلل)".

 أرباح طائلة 

وقال براش سمية، مهندس الحلول الأمنية في منصة "هاكر وان" للقراصنة، إن المنصة تضم حالياً 800 ألف عضو"، مشيراً إلى أنه خلال عام 2020، قدّم الزبائن مكافآت مالية بلغت مستوى قياسياً عند 44 مليون دولار.

وبين سمية، أن"مهندساً معلوماتياً واحداً في لندن يكلّف سنوياً نحو 95 ألف دولار"، لافتاً إلى أن العالم الرقمي "لا يقتصر على الحواسيب والهواتف فقط".

ويمكن أن تكون العائدات التي يجنيها قراصنة المعلوماتية كبيرة جداً، فقد تخطّى 200 من "مصطادي نقاط الخلل" عتبة 100 ألف دولار من المكافآت منذ بدء تعاونهم مع المنصّة، وتجاوز 9 منهم عتبة المليون. وتقدّم "آبل" التي أطلقت برنامجها الخاص في هذا الصدد مكافآت قد تتخطّى المليون دولار.

وفي عام 2016، غزت برمجية "ميراي" الخبيثة 300 ألف جهاز، من بينها طابعات وكاميرات موصولة بحواسيب، مستخدمة بياناتها للتعرض لمواقع إعلامية وحكومية عدة وأخرى لشركات.

وأعلنت "نوكيا" في أكتوبر الماضي، أنها رصدت ارتفاعاً بنسبة 100% في خروقات البرمجيات الخبيثة للأكسسوارات الموصولة.

كورونا وارتفاع الخروقات

 وأدى رواج العمل من بعد في خضم جائحة كورونا، التي فرضت مبادئ جديدة، إلى ارتفاع الاشتراكات في "هاكر وان" بنسبة 59%، ما أدى إلى زيادة المكافآت بواقع الثلث. 

ولجأت السلطات الفرنسية والبريطانية على سبيل المثال إلى خبراء قرصنة أخلاقية، لتفحص التطبيقات المخصّصة لتتبع تفشي الفيروس.

وأشار سمية إلى أنه على الرغم من أن تقنية الجيل الخامس تعد أكثر أمناً من سابقاتها، لكنها أكثر تعقيداً.

وفي الاتحاد الأوروبي وسائر أنحاء العالم، تزداد التشريعات المرتبطة بالأمن السيبراني صرامة، وتُشدَّد الغرامات والعقوبات على خلفية انتهاك البيانات.

وتؤكد سيلكي هولتمانز، الخبيرة في أمن شبكة الجيل الخامس لدى "أدابتيف موبايل"، أن "الشركات كانت تواجه سابقاً، صعوبات لاستقطاب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، لكن مستوى الأمن بات اليوم ميزة لجذب المزيد من الزبائن وخفض تكاليف التأمين".