نشرت شركة "فيسبوك"، الأربعاء، إعلاناً مدفوعاً على صفحة كاملة في كل من "وول ستريت جورنال"، و"نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، انتقدت خلاله سياسة شركة "آبل" الجديدة الخاصة بنظام تشغيل هواتفها الذكية، في ما يخص جمع البيانات والإعلانات الموجهة، وتأثيره السلبي في الشركات الصغيرة والمتوسطة.
من أجل 10 ملايين شركة
وجاء الإعلان تحت عنوان "نحن نتصدى لآبل من أجل الشركات الصغيرة في كل مكان"، مشيراً إلى وجود نحو 10 ملايين شركة تستخدم منصات فيسبوك الإعلانية على مختلف منصاته الاجتماعية، لتحقيق أهدافها في الوصول إلى جمهورها المستهدف، أو الوصول إلى الخبرات البشرية المناسبة لتنضم إلى فريق عملها، أو خلق تواصل بين مختلف الأفراد ممن تجمعهم اهتمامات مشتركة في مجال معين.
أصوات معارضة
وذكر الإعلان، أن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة أعلنت اعتراضها على التغييرات التي تنوي "آبل" تطبيقها بداية من العام المقبل، في ما يخص حصول تلك الشركات على بيانات شخصية من أجهزة المستخدمين تتمثل في الرقم الإعلاني "IDFA"، اختصاراً لـ"Identifier For Advertising"، والذي تعتمد عليه الشركات في استهداف المستخدمين.
ويتطلب التغيير الجديد في سياسات "آبل"، أن يوافق المستخدم يدوياً على حصول كل تطبيق يطلب هذا الرقم، وبذلك يقلل من قدرة التطبيقات على الحصول على توجيه الإعلانات، خاصة أن تلك العملية كانت تتم بشكل تلقائي، وفي حال اعترض المستخدم، فعليه الدخول إلى الإعدادات لغلق تلك الميزة لتطبيق معين.
ويقول "فيسبوك" في إعلانه، إن 44% من الشركات الصغيرة والمتوسطة اعتمدت على أدواته الإعلانية لبداية أعمالها، أو لتوسيع نطاق عملها خلال فترة جائحة كورونا. ومن دون استخدام الإعلانات الموجهة، ستتراجع عائدات تلك الشركات بنسبة 60% عن كل دولار يستثمرونه في توسيع أعمالهم.
وانتهى الإعلان باعتراف "فيسبوك"، بأن التغييرات الجديدة ستضر بمصالح الشركات الكبرى مثل "فيسبوك"، إلا أن تأثيراتها ستكون كارثية بالنسبة لصغار الشركات، وهو ما دفع الشركة إلى تبني هذا الموقف المساند لتلك الشركات، في وجه "آبل"، وفقاً لتعبيره.
"فيسبوك" تشن حرباً
وفي بيان رسمي، أعلنت شركة "فيسبوك"، أن سياسات "آبل" الجديدة تعتبر منافية لكافة معايير التنافسية، خاصة أن منصة "آبل" الإعلانية لن تخضع للتغييرات نفسها التي ستخضع لها تطبيقات الشركات المنافسة، مثل "فيسبوك" و"غوغل"، ما يميز منصة "آبل"، ويعطيها أفضلية لدى المعلنين.
وبالتزامن مع ذلك، أطلقت "فيسبوك" موقعاً إلكترونياً يحمل اسم "Speak Up for Small Business"، تتلخص فكرته في عرض التعديلات التي ستجريها "آبل" على أنظمة تشغيلها، إلى جانب استعراض مقاطع مصورة لأصحاب شركات صغيرة يتحدثون حول مخاوفهم من تأثير تلك التعديلات في أعمالهم.
وإضافة إلى ذلك، أعلنت "فيسبوك" استعدادها لتقديم الدعم الكامل لشركة "Epic Games" مطورة لعبة فورتنايت الشهيرة في صراعها القضائي ضد "آبل"، إذ منعت "آبل" اللعبة من متجرها الإلكتروني، بعد أن طورت نظاماً خاصاً بها للدفع المباشر، وهو ما يحرم "آبل" من نسبة 30% من أي عملية شراء تتم داخل اللعبة.
الجولة الثانية
تأتي هذه المواجهة بين "فيسبوك" و"آبل"، لتكون الجولة الثانية بينهما في أقل من شهر، فالأولى بدأت عندما انتقدت شركة "واتساب"، المملوكة لـ"فيسبوك"، سياسة "آبل" الجديدة الخاصة بإلزام كافة التطبيقات الموجودة على متجرها الإلكتروني بالإفصاح عن البيانات التي تجمعها، إذ تُوضع علامات توضيحية على صفحة هذه التطبيقات في المتجر.
دفاع آبل
استماتت "آبل" في الدفاع عن قراراتها المتعلقة بخصوصية المستخدمين طوال الفترة الماضية، وأكدت رئيسة قطاع الخصوصية في الشركة جاين هورفاث، أن التغييرات الجديدة تأتي استجابة من جانب الشركة لمخاوف وشكوك المستخدمين، من تتبعهم على الإنترنت من دون موافقتهم، سواء من خلال عملية بيع بياناتهم للمنصات الإعلانية أو تجار البيانات، وفقاً لتقرير "بلومبرغ".
وقالت جاين، إن مديري "فيسبوك" أثبتوا نياتهم في ما يخص حرصهم الدائم على جمع أقصى قدر ممكن من البيانات حول مستخدمي التطبيقات، لإنشاء ملفات تفصيلية بكل ملامح شخصية وحياة المستخدمين.
وخلال فعاليات المؤتمر الأوروبي للخصوصية وحماية البيانات في بروكسل، الأسبوع الماضي، قال رئيس قطاع تطوير البرمجيات في آبل، كرايغ فيديرغي: "من الواضح أن بعض الشركات مستعدة لفعل أي شيء لإيقاف ميزة App Tracking Transparency الجديدة، حفاظاً على قدرتهم على الوصول إلى بيانات المستخدمين باستمرار".
