شكا عدد من موظفي تطبيق مشاركة مقاطع الفيديو الصيني "تيك توك" من تأثير الشركة الأم "بايت دانس" في الصين على عمليات التطبيق داخل الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن ذلك يأتي رغم أن الجهات القائمة على التطبيق أمضت السنوات الثلاث الماضية في محاولة إقناع المشرعين الأميركيين بأن بوسعهم العمل في الولايات المتحدة بشكل مستقل عن الشركة الأم في الصين.
لكن بعض الموظفين أفصحوا عن عدم تأكدهم من ذلك، بعد تحركات جرت مؤخراً في حركة الموظفين، بحسب الصحيفة.
ومنذ بداية العام، انتقلت سلسلة من المديرين التنفيذيين رفيعي المستوى من "بايت دانس" إلى "تيك توك"، إذ تولوا بعض الوظائف العليا في عمليات جني الأرباح لتطبيق مشاركة الفيديو الشهير. وانتقل البعض إلى الولايات المتحدة من مقر "بايت دانس" في بكين.
وتولى المسؤولون التنفيذيون في "بايت دانس" أدواراً في الإشراف على مساحات من أعمال "تيك توك" الإعلانية، بالإضافة إلى الموارد البشرية وتحقيق الدخل وتسويق الأعمال والمنتجات المتعلقة بمبادرات الإعلان والتجارة الإلكترونية. وتم جلب بعض فرق العمل من بكين.
قلق الموظفين
وأثارت هذه التحركات قلق بعض موظفي "تيك توك" المقيمين في الولايات المتحدة، الذين اشتكوا داخلياً إلى مديري التطبيق رفيعي المستوى، وفقاً لما نقلته "وول ستريت جورنال" عن موظفين حاليين وسابقين مطلعين على المناقشات.
ويقول موظفو "تيك توك" إنهم قلقون من أن تظهر تلك التعيينات أن "بايت دانس" تلعب دوراً في عمليات تيك توك أكبر مما كشف عنه التطبيق علناً.
وفي وقت سابق من هذا العام، أبلغ أحد الموظفين عن تنقلات بين قيادات التطبيق إلى موظفي السناتور تيد كروز من تكساس، حيث يوجد مكتب "تيك توك"، على أمل أن يحقق فريق الجمهوريين في الشكوى، وفقاً لأشخاص مطلعين على الشكوى.
ولم ترد متحدثة باسم كروز على طلبات من الصحيفة للتعليق.
وقال متحدث باسم "تيك توك" إن الشركة لم تقلل من علاقتها مع "بايت دانس". وأضاف أنه "في مؤسسة عالمية كبيرة، ليس من غير المألوف أن يعمل الموظفون على منتجات مختلفة أو في مواقع متعددة على مدار حياتهم المهنية".
وواجه "تيك توك" تدقيقاً من السلطات الأميركية بسبب مخاوف من أن تمارس الحكومة الصينية ضغوطاً عليه للحصول على بيانات بشأن مستخدميه أو استخدام التطبيق لنشر الدعاية، وهي مخاوف نفاها "تيك توك" مراراً.
وأنشأ "تيك توك" مقرات إقليمية خارج الصين، بما في ذلك في كيلفر سيتي في كاليفورنيا، وأقام شراكة مع "أوراكل" تسمى "بروجيكت تكساس" لتخزين بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة ومراقبة خوارزمية التطبيق.
وحاولت إعلانات "تيك توك" التلفزيونية تمييزها عن جذورها الصينية، من خلال عرض شخصيات أميركية بالكامل.
وفي عام 2021، أعطت "تيك توك" بعض الموظفين الجدد تعليمات أوضحت فيها كيفية إبعاد التطبيق عن "بايت دانس" في وسائل الإعلام، وفقاً للوثائق التي اطلعت عليها الصحيفة.
واعتادت "بايت دانس" على اتباع نهج عدم التدخل بشكل أكبر في بعض مجالات التطبيق. وفي عمليات جني الأرباح في تيك توك، بدأ الموظفون الأميركيون في عام 2021 بتلقي المزيد من المسؤوليات، وتقديم المزيد من المدخلات بشأن القرارات الاستراتيجية للتطبيق.
وفي اجتماعات شاملة في عام 2021، عندما سأل الموظفون المديرين التنفيذيين عن كيفية فصل الوحدة الأميركية عن الصين، أجاب المديرون أنهم يخططون لرفع مستوى صنع القرار للموظفين المقيمين في الولايات المتحدة، وفقاً للموظفين الحاليين والسابقين.
وقال متحدث باسم "تيك توك" إن قرارات الشركة يتخذها قادة كل وحدة أعمال، وقال إن موظفي تيك توك لا يفقدون استقلاليتهم.
ويتولى المسؤولون التنفيذيون من "بايت دانس"، الذين يعملون الآن في "تيك توك"، أدواراً مؤثرة تتعلق بكيفية عمل التطبيق وجني الأموال.
وتولى تشينج لان، وهو مسؤول تنفيذي عمل على النسخة الصينية من "تيك توك" تسمى Douyin لما يقرب من 5 سنوات، في مايو القسم الذي يلبي احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعلن مع "تيك توك". وهذا القسم في طريقه لتوليد ما يقرب من 20% من إيرادات إعلانات "تيك توك" هذا العام، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها الصحيفة.
وفي الوقت نفسه، يتعامل "ويليام سون" مع الموارد البشرية لكثير من أمور كسب المال في أعمال "تيك توك". وإليز تشنج هي الآن مسؤولة عن استراتيجية تحقيق الدخل في "تيك توك". وعمل كلاهما في "بايت دانس" لعدة سنوات وشغلا الآن وظائف رفيعة المستوى في "تيك توك".
إعادة تنظيم
ودمج "تيك توك" أيضاً بعض فرقه، تحت قيادة "بايت دانس" الجديدة، في عمليات إعادة تنظيم تركت الموظفين في حيرة من أمرهم، خاصة أن "تيك توك" لا تشارك مخططها التنظيمي مع الموظفين.
وقال المتحدث باسم "تيك توك" إنه يتم إبلاغ الموظفين، عند انضمامهم، بأن الشركة ليس لديها مخطط تنظيمي.
كما أثار موظفون قضايا اعتبروها محبطة لهم، إذ تم إبلاغ فريق منهم في سان خوسيه مؤخراً بأنهم سيحتاجون إلى العمل لمدة 12 ساعة في اليوم لتحقيق تقييم مرض، لأنهم يقارنون بالموظفين في الصين الذين يعملون لساعات أطول، وفقاً لبعض الموظفين الحاليين والسابقين المطلعين على الوضع.
لكن متحدث باسم "تيك توك" قال إن هذه ليست سياسة الشركة.
ويقول موظفون آخرون إنهم يكافحون في الاجتماعات التي أصبحت فيها اللغة الصينية هي اللغة الافتراضية لدى بعض فرق العمل في الولايات المتحدة، على الرغم من أن الرئيس التنفيذي لشركة بايت دانس، ليانج روبو، أخبر الموظفين داخلياً أن الاجتماعات في الشركة يجب أن تتم باللغة الإنجليزية.