تعمل شركة "Apple" الأميركية حالياً على تطوير مزايا البحث داخل أنظمة تشغيل هواتف "iPhone"، وحواسيب "Mac" خلال الفترة المقبلة، وفق تقرير لـ"بلومبرغ".
وقالت الوكالة إن فريق تعلم الآلة داخل أبل بقيادة مدير القطاع جون جياناندريا، يعمل على تطوير واستخدام المزايا الحالية الخاصة بالبحث داخل مختلف منتجات وخدمات الشركة في محاولة لتقديم تجربة بحث متطورة لمستخدمي أجهزة أبل.
أوضح التقرير أن فريق جياناندريا أسس محرك بحث متطور في إطار مشروع يطلق عليه داخلياً Pegasus والذي يعد الركيزة الرئيسية التي ستعتمد عليها أدوات ومزايا قادمة للعديد من منتجات الشركة في مجال البحث، مثل تطوير البحث على متن متجر "آب ستور".
يذكر أن أبل اهتمت مؤخراً بتطوير تجربة البحث على مختلف خدماتها، فأصبحت تقدم نتائج بحث دقيقة تلبي احتياجات المستخدم وتسهل عثوره على ما يبحث عنه، وذلك على مستوى خدمات مثل "أبل مابس"، وخدمة "أبل تي في" لبث المحتوى، وكذلك خدمة الأخبار "أبل نيوز"، بالإضافة إلى متجر أبل للتطبيقات.
وطورت الشركة أيضاً خلال السنوات الأخيرة محركها للبحث Spotlight، والذي يتيح البحث في الملفات عبر مختلف أجهزتها.
منظور أوسع
ويشير التقرير إلى أن اهتمام "أبل" الملحوظ بتطوير أدواتها وتقنياتها في مجال البحث أصبح يمتد خارج نطاق البحث عن الملفات داخل أجهزتها ليصل إلى البحث عبر الويب.
وأصبح محرك "سبوت لايت"، يظهر نتائج تتضمن مواقع ويب وبمجرد ضغط المستخدم على أحدها يمكنه الانتقال مباشرةً إلى ذلك الموقع لزيارته.
كما عززت "أبل" قدرتها على تقديم نتائج للبحث عبر الويب من خلال تطوير نظام فهرسة لمواقع الويب أطلقت عليه اسم Applebot، والذي يقترب في فكرة عمله مما تقوم به عناكب البحث لدى جوجل ومايكروسوفت والتي تكون مهمتها تصنيف مواقع الويب وأرشفتها لتسهيل الوصول إليها عندما يقوم المستخدمون بالبحث حول أي موضوع مرتبط بهذه المواقع ليسهل عرض نتائج البحث باسرع وقت ممكن.
واعتمدت الشركة على هذا النظام في تقديم نتائج بحث من الويب في شكل إجابات على تساؤلات المستخدمين إلى مساعدها الشخصي سيري أو كذلك عند بحثهم عبر سبوت لايت.
محرك بحث جديد؟
وسلطت "بلومبرغ" الضوء على قدرة شركة "أبل"، في قطاع البحث التي تؤهلها للدخول في منافسة مباشرة مع جوجل ومايكروسوفت في سوق محركات البحث للويب، وأوضحت أن أبل فضلت طوال سنوات طويلة الاعتماد بشكل رئيسي على محرك جوجل سيرش كخيار افتراضي للبحث على هواتف آيفون في مقابل الحصول على حصة سنوية متزايدة من عوائد جوجل من إعلانات البحث، تصل إلى 10 مليارات دولار كل عام.
يذكر أن جوجل حالياً تقف في مواجهة دعوى احتكار ضخمة تستهدف محركها للبحث حيث تتهمها الحكومة الأميركية باحتكار سوق خدمات البحث من خلال صفقات بقيمة مليارية تأتي في مقدمتها صفقتها مع أبل.
وفي تقرير سابق أوضحتها بلومبرج عن مايكروسوفت عرضت قبل شراء محركها البحث في بينج الا أن عملاق الآيفون استخدمت تلك الصفقة كورقة ضغط على جوجل في مفاوضاتهما لرفع حصة أبل من عوائد الإعلانات.
يذكر أن أبل تبحث حالياً ضم عدد كبير من المهندسين للعمل في صفوفها فريق تعلم الآلة على أدوات وتقنية للبحث مما يشير إلى أن الشركة الأمريكية قد تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتحسين وضعها في سوق خدمات البحث وكذلك تطوير مزايا جديدة تحسن من تجربة المستخدمين مع أدوات البحث داخل منتجاتها.
