انطلقت فعاليات معرض "جيتكس جلوبال" الدولي للتقنيات الحديثة الاثنين، بمركز دبي التجاري العالمي، وتضمنت فعالياته ملتقى هو الأول من نوعه مخصص للذكاء الاصطناعي، استعرضت فيه عدداً من الشركات أدواتها وابتكاراتها التي استخدمت موجة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتطورة.
تنوعت استخدامات الشركات للذكاء الاصطناعي التوليدي بين تقديم أدوات للمساعدة الشخصية لتنظيم البيانات وكتابة النصوص بمختلف اللغات مهما تنوعت اللهجات، إلى جانب ذلك حاولت بعض الشركات استخدام النماذج والأدوات الذكية في تطوير مساعدين شخصيين أذكياء بهيئة بشرية، بل وصل الأمر إلى حد تصميم تعبيرات الوجوه ونبرات الأصوات لتقترب من الأداء البشري.
روبوتات Unblock
استعرضت شركة Unblock الناشئة تقنياتها لتطوير جيل جديد من مساعدي الذكاء الاصطناعي فائقي التطور، إذ تتيح الشركة لعملائها من قطاع الأعمال إنشاء مساعدين برمجيين مدربين على بياناتهم الخاصة، ما سيجعلهم قادرين على تحليل البيانات والحصول على نتائج سريعة وإجابات وافية عن منتجاتهم ومختلف تفاصيل أعمالهم.
وأوضح إيلي ويشسيل، أحد مؤسسي الشركة لـ"الشرق"، أن الروبوتات البرمجية Unblockers، التي تقدمها شركته تتيح خيارات مختلفة لعملائها من حيث مصادر المعلومات المستخدمة لتدريب مساعديهم الأذكياء، مثل خدمات التخزين السحابية كخدمة جوجل درايف، وخدمات إنشاء جداول البيانات، إضافة إلى مختلف خدمات إدارة قواعد البيانات.
وأشار ويشسيل إلى أن خدمات الشركة تعتمد على مجموعة متنوعة من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتخصصة في التعامل مع النصوص، مثل نموذج GPT من شركة OpenAI، وكذلك نماذج Llama 2 من شركة ميتا، كذلك يمكن للعملاء اختيار استخدام نماذجهم الذكية الخاصة بهم.
ومن ناحية الخصوصية والتكلفة، تقدم Unblock خدماتها عبر تشغيل النماذج الذكية على خوادمها أو محلياً على خوادم العملاء، إلى جانب تقديم خدماتها بنظام تسعير يعتمد على الدفع شهرياً مقابل طبيعة الخدمات التي يستخدمها العميل، بغض النظر عن عدد الموظفين المستفيدين من الخدمة.
مساعدون بهيئة بشرية
كذلك استخدمت العديد من الشركات، الذكاء التوليدي لتطوير مساعدين أذكياء بنزعة أقرب للبشر، فقد تعاونت شركتا Kagool و Knowlly لإنشاء روبوتات ذكية رقمية لخدمة عملاء القطاع الخاص والمؤسسات في القطاع الحكومي.
ويمكن لهذه الهيئات تقديم خدماتها للمستخدمين عبر الإجابة عن استفساراتهم وتقديم المعلومات المطلوبة، وذلك اعتماداً على البيانات المتوفرة لدى الشركات والهيئات عن خدماتهم ومنتجاتهم المختلفة.
وأوضح المهندس محمد شريف، أحد مؤسسي شركة Knowly، أن الشركتين اعتمدتا على شركة OpenAI لاستخدام قدرات نموذجها الجديد GPT-4V في الرؤية والاستماع والتحدث، ما يجعل الروبوتات الذكية المطورة بمنصتهما أكثر تفاعلية مع المستخدمين، وأن تقدم ردوداً مسموعة وتعبيرات وجه معبرة، عوضاً عن الاقتصار على الردود النصية المكتوبة.
وعقدت الشركات شراكة مع حكومة أبو ظبي لتطوير مساعد ذكي يتفاعل مع المواطنين لتقديم خدماتها الحكومية في مختلف هيئاتها الخدمية، مع تزويده بإمكانية فهم ردود فعل متلقي الخدمات من المواطنين، ومن ثم يستطيع نظام التفاعل تعديل ردود الروبوت وطريقة الحديث وفقا لتلك الردود.
كذلك قدمت شركة GEWAN الإماراتية حزمة خدمات فريدة جديدة باسم GEPICS 64، تتضمن إنشاء نسخة رقمية من صورة واحدة لأي شخص، وستجعله يتحدث بلغات متنوعة من بين 50 لغة مختلفة.
إضافة إلى خدمة إنشاء تطبيقات مطورة بالذكاء الاصطناعي Al Apps ، وكذلك إنشاء روبوتات برمجية بهيئة بشرية Al Avatar Assistant وكذلك مساعد ذكي رقمي بجسم بشري كامل قادر على التحدث بأي نصوص يكتبها المستخدم بأي لغة تدعمها منصة الخدمات الذكية.
أكثر من 50 لهجة
قدمت شركة Intella تطبيقاً مختلف كلياً للذكاء الاصطناعي، فقد حاولت معالجة مشكلة تراجع دقة نماذج الذكاء الاصطناعي عند تحويل الكلام المنطوق باللهجات العربية المختلفة إلى نصوص، إذ قام الفريق بتدريب نموذجه الذكي علي 30 ألف ساعة من الحديث بأكثر من 50 لهجة عربية.
وأوضح مارك الجوهري، مدير قطاع تطوير الأعمال بالشركة، أن نموذجهم الخاص يتفوق على قدرات نماذج شركات كبرى مثل ميتا و OpenAI وجوجل، وأرجع تفوقه إلى حجم وتنوع المحتوى العربي المستخدم في عملية التدريب.
وأشار الجوهري، في تصريحاته إلى "الشرق"، إلى أن الشركة تسعى نحو تحسين تعامل نموذجها مع بعض التفاصيل للهجات العربية، مثل دقة كتابة الهمزات والتعامل مع الهاء والتاء المربوطة.
"إنتيلا" تستهدف تقديم خدماتها لقطاع الأعمال لدعم المنتجات والأدوات التي تسهل الكتابة بالصوت، وكذلك تزويد الفيديوهات العربية بالنصوص المرفقة Subtitles، وكذلك تسهيل تحليل مكالمات مراكز خدمة العملاء، لتحليل أداء الموظفين وقياس مدى رضاء العملاء، مع الوقوف على تحليلات لأهم الموضوعات والشكاوى الواردة بالمكالمات.
بالفعل تتعاون الشركة مع عدد من العملاء من كبری الشركات، مثل شركة "فودافون"، وكذلك منصة "المنتور" لتقديم المحتوى التعليمي المصور.