مؤسس OpenAI: الذكاء الاصطناعي "آمن بما يكفي"

صورة تعبيرية لشاشة تعرض شعار شركة OpenAI وفي الخلفية رئيس الشركة سام ألتمان خلال مؤتمر في فرجينيا، الولايات المتحدة، 20 نوفمبر 2023 - AFP
صورة تعبيرية لشاشة تعرض شعار شركة OpenAI وفي الخلفية رئيس الشركة سام ألتمان خلال مؤتمر في فرجينيا، الولايات المتحدة، 20 نوفمبر 2023 - AFP
سياتل-أ ف ب

دافع سام ألتمان مدير ومؤسس شركة OpenAI، الثلاثاء، عن الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تعتمده شركته في نموذجها معتبراً أنه "آمن بما يكفي"، وحضّ الفاعلين في القطاع على تحقيق تقدّم سريع في هذه التكنولوجيا، على الرغم من الجدل المُثار حالياً بشأن الشركة المُبتكرة لبرنامج ChatGPT.

وقال سام ألتما، في كلمة خلال مؤتمر "بيلد" السنوي لـ"مايكروسوفت"، الشركة المستثمرة الرئيسية في OpenAI، إن ChatGPT 4 "بعيد عن المثالية.. ولا يزال أمامنا عمل كثير، لكنّه يُعدّ عموماً قوياً بما يكفي وآمناً لعدد كبير من المستخدمين".

وبعد الإعلانات المبهرة لـ OpenAI، وجوجل عن أحدث ابتكاراتهما في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع المقبل، وقبل أسابيع من الإعلانات المرتقبة لـ"آبل" في يونيو، كان دور مايكروسوفت هذا الأسبوع لعرض ابتكاراتها في التكنولوجيا التي تُعدّ بمثابة ثورة صناعية جديدة.

لكنّ تراكم الجدل المثار بشأن الذكاء الاصطناعي خطف إلى حد ما الأضواء من شركة تكنولوجيا المعلومات الكبرى؛ التي تصف نفسها بـ"الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي".

وكان ألتمان توجّه، الثلاثاء، بالاعتذار إلى الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون، بعدما اتهمت OpenAI بأنها نسخت صوتها، واعتمدته لأداة المساعدة في ChatGPT.

وعلّقت الشركة صوت أداة المساعدة "سكاي" الذي ابُتكر بواسطة الذكاء الاصطناعي، واستُخدم خلال عرض قدرات نموذجها الجديد GPT4.0.

وقالت الممثلة، في بيان الاثنين، إنها رفضت استخدام صوتها، وقالت إنها "صدمت" من التشابه القوي.

وأضافت: "في سبتمبر الماضي، تلقيت عرضاً من سام ألتمان، الذي أراد اختياري لأكون صوت نظام ChatGPT بنسخة 4.0 الحالية.. قال إنه يعتقد أن صوتي سيريح الناس"، مؤكدة أنها "رفضت العرض".

وتابعت الممثلة قائلة: "عندما سمعتُ العرض التوضيحي، شعرتُ بالصدمة والغضب وعدم التصديق لأن ألتمان طوّر صوتاً يشبه صوتي بشكل مخيف لدرجة أن أصدقائي المقربين ووسائل الإعلام لم يتمكنوا من تسجيل أي فرق".

سلامة الذكاء الاصطناعي

وشجّع سام ألتمان آلاف المطورين الذين يتابعون المؤتمر على "الاستفادة" من هذه "الفترة المميزة"، "الأكثر إثارة للحماسة منذ ابتكار الهاتف المحمول، أو حتى الإنترنت"، وقال "إن المرحلة الحالية لا تشكل الوقت المناسب لتأجيل أفكاركم أو انتظار الابتكارات المقبلة".

وأشاد بأداء النموذج الجديد من ChatGPT، قائلاً إن "السرعة والتكلفة مهمان جداً. ومع GPT 4.0، نجحنا في خفض سعره إلى النصف ومضاعفة سرعته"، وأكد أن "النماذج ستصبح أكثر ذكاءً" في المستقبل، معتبراً أنّ "هذا الجانب هو الأكثر أهمية".

وينتاب عدد كبير من المراقبين والمسؤولين قلق إزاء السرعة الفائقة التي تنشر بها شركات التكنولوجيا الكبرى أدوات ذكاء اصطناعي متطوّرة ومشابهة للبشر بصورة أكبر، وتحتفي الشركات نفسها بالتقدم المتسارع الذي أحرزته، مؤكّدةً أن ما أُنجز حتى اليوم "ليس سوى البداية".

لكنّ المشهد تتخلله بعض الأصوات المعارضة مثل يان لايكه، الرئيس السابق لفريق OpenAI، المسؤول عن الإشراف على المخاطر المحتملة الطويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق، الذي يتمتع بقدرات معرفية مشابهة لتلك الخاصة بالبشر.

وتقدم لايكه باستقالته في الأسبوع الماضي، وكتب عبر منصة "إكس": "يجب أن تصبح OpenAI شركة تضع سلامة الذكاء الاصطناعي العام فوق كل الاعتبارات الأخرى"، وغادر الشركة أيضاً أحد مؤسسيها هو إيليا سوتسكيفر، وحلّت الشركة الفريق، ووزعت أعضاءه على فرق أخرى.

شراكة مايكروسوفت وOpenAI 

وأكد سام ألتمان، الثلاثاء، أنه سيتعامل بجدّية مع جانب السلامة لنماذج الذكاء الاصطناعي التي يزداد استخدامها على نطاق واسع، على الرغم من الغموض في عملها، وشبّه الوضع بتناول دواء، قائلاً إنّ "الشخص يرغب في التأكّد من أنه آمن".

وقال رئيس شركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، في كلمته الافتتاحية "أودّ أن أشكر أعضاء فريق OpenAI على شراكتهم، ومقاربتهم المسؤولة في ما يتعلق بالابتكار، مما يتيح للقطاع التقدّم".

وكانت مايكروسوفت كشفت النقاب، الاثنين، عن فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية تسمى Copilot Plus، تتميز بوجود أدوات ذكاء اصطناعي توليدي مدمجة مباشرة في "ويندوز"، نظام التشغيل الرائد عالمياً للشركة.

ويتوفر نظام ذكاء اصطناعي شبيه ببرنامج ChatGPT، تطلق عليه مايكروسوفت اسم Copilot، عبر منتجات الشركة، بما يشمل برنامجي "تيمز" و"أوتلوك" ونظام التشغيل ويندوز الخاص بها.

واعتبر الخبير في الذكاء الاصطناعي جاري ماركوس، أنّ أجهزة الكمبيوتر الجديدة تشكل "هدفاً كبيراً" لعمليات القرصنة الإلكترونية.

وكتب ماركوس عبر منصة "إكس" إنّ "الحكومة الأميركية اتهمت مايكروسوفت أخيراً بارتكاب أخطاء خطرة في مجال الأمن السيبراني، ساعدت مجموعة من المقرصنين الصينيين على اقتحام خوادمها للوصول إلى عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بعدد كبير من المسؤولين".

تصنيفات

قصص قد تهمك