أعلنت شركة OpenAI، مبتكرة برنامج ChatGPT، تشكيل لجنة إشراف جديدة، في حين أثارت استقالة مسؤولين فيها مخاوف بشأن رغبتها في الحدّ من المخاطر التي يُحتمل أن تنجم عن الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت الشركة أنّ اللجنة، التي سيكون مدير الشركة سام ألتمان أحد أعضائها، يُفترض أن تُباشر العمل عندما تبدأ OpenAI بتدريب نموذجها الجديد من الذكاء الاصطناعي الذي يُتوقَّع أن تتجاوز قدراته ChatGPT 4 الحالي.
وقالت الشركة في بيان: "فخورون بإنشاء وتوفير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة من حيث القدرات والسلامة.. وفي هذه المرحلة المهمة، نرحّب بإيجابية بالنقاش الواسع الذي تثيره".
ويجب على اللجنة، التي ستتألف من أعضاء في مجلس إدارة الشركة ومسؤولين فيها، أن تعمل خلال الأيام التسعين المقبلة، على تقييم وتعزيز مسألة السلامة والعمليات الراهنة المتعلقة بتطوير ذكاء اصطناعي متقدم.
تقييم بروتوكولات السلامة
وأكدت OpenAI أنها ستتلقى نصائح من متخصصين خارج الشركة خلال هذه الفترة، ومن بينهم مدير الأمن السيبراني السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي روب جويس، والمسؤول السابق في وزارة العدل جون كارلن.
وستقيّم اللجنة أيضاً بروتوكولات السلامة الموجودة أصلاً فيها، وستقدّم توصيات بشأن أي تحسينات أو إضافات ممكنة، وفي نهاية الأشهر الثلاثة، سيُعرَض تقرير اللجنة على مجلس الإدارة قبل نشره.
قبل أسبوع، دافع سام ألتمان مدير ومؤسس شركة OpenAI، عن الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تعتمده شركته في نموذجها، معتبراً أنه "آمن بما يكفي"، وحضّ الفاعلين في القطاع على تحقيق تقدّم سريع في هذه التكنولوجيا، على الرغم من الجدل المُثار حالياً بشأن الشركة المُبتكرة لبرنامج ChatGPT.
وقال سام ألتمان، في كلمة خلال مؤتمر "بيلد" السنوي لـ"مايكروسوفت"، الشركة المستثمرة الرئيسية في OpenAI، إن ChatGPT 4 "بعيد عن المثالية.. ولا يزال أمامنا عمل كثير، لكنّه يُعدّ عموماً قوياً بما يكفي وآمناً لعدد كبير من المستخدمين".
وبعد الإعلانات المبهرة لـ OpenAI، وجوجل عن أحدث ابتكاراتهما في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الأسبوع المقبل، وقبل أسابيع من الإعلانات المرتقبة لـ"أبل" في يونيو، كان دور مايكروسوفت هذا الأسبوع لعرض ابتكاراتها في التكنولوجيا التي تُعدّ بمثابة ثورة صناعية جديدة.
لكنّ تراكم الجدل المثار بشأن الذكاء الاصطناعي خطف إلى حد ما الأضواء من شركة تكنولوجيا المعلومات الكبرى؛ التي تصف نفسها بـ"الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي".
قلق من الذكاء الاصطناعي
وينتاب عدد كبير من المراقبين والمسؤولين قلق إزاء السرعة الفائقة التي تنشر بها شركات التكنولوجيا الكبرى أدوات ذكاء اصطناعي متطوّرة ومشابهة للبشر بصورة أكبر، وتحتفي الشركات نفسها بالتقدم المتسارع الذي أحرزته، مؤكّدةً أن ما أُنجز حتى اليوم "ليس سوى البداية".
لكنّ المشهد تتخلله بعض الأصوات المعارضة مثل يان لايكه، الرئيس السابق لفريق OpenAI، المسؤول عن الإشراف على المخاطر المحتملة الطويلة المدى للذكاء الاصطناعي الفائق، الذي يتمتع بقدرات معرفية مشابهة لتلك الخاصة بالبشر.
وتقدم لايكه باستقالته، مؤخراً، وكتب عبر منصة "إكس": "يجب أن تصبح OpenAI شركة تضع سلامة الذكاء الاصطناعي العام فوق كل الاعتبارات الأخرى"، وغادر الشركة أيضاً أحد مؤسسيها هو إيليا سوتسكيفر، وحلّت الشركة الفريق، ووزعت أعضاءه على فرق أخرى.