أبل لم تدفع مقابل خدمات OpenAI

سام ألتمان مدير ومؤسس OpenAI (إلى اليمين) وتيم كوك مدير أبل (إلى اليسار) - Asharq
سام ألتمان مدير ومؤسس OpenAI (إلى اليمين) وتيم كوك مدير أبل (إلى اليسار) - Asharq
القاهرة-الشرق

كشفت "بلومبرغ"، أن شراكة أبل مع شركة OpenAI لإتاحة منصة الدردشة ChatGPT داخل تطبيقات الأولى، ومساعدها الذكي "سيري- Siri"، على متن أجهزة "آيفون"، و"آيباد"، و"ماك"، لم تتضمن شروطها دفع أي من الطرفين مقابل مالي للطرف الآخر.

بحسب تقرير الوكالة، فإن أبل لم تدفع لمطورة ChatGPT كجزء من الشراكة، وبدلاً من ذلك، يعتقد عملاق الآيفون أن تقديم علامة OpenAI التجارية وتقنياتها للذكاء الاصطناعي إلى مئات الملايين من مستخدمي أجهزتها سيكون ذي قيمة متساوية أو أكبر من المدفوعات النقدية، بحسب أشخاص مطلعين على الصفقة، رفضوا كشف هويتهم.

ويعد تعاون الشركتين صفقة رابحة للطرفين، فشركة OpenAI ستتمكن من التواجد أمام الملايين من المستخدمين، وبالتالي سيكون لديها الفرصة لدفعهم نحو الاستفادة من المزايا المتطورة عند الاشتراك في إصدارها المدفوع ChatGPT Plus، والذي تبلغ قيمته 20 دولاراً شهرياً.

وفي الوقت نفسه ستربح أبل تقديم أشهر منصة لروبوت دردشة إلى مستخدمي هواتفها وحواسيبها الذكية، إلى جانب إمكانية حصدها نسبة 30% من كل اشتراك في باقة ChatGPT المدفوعة، إن تم الاشتراك من داخل تطبيق الخدمة عبر متجرها الرسمي.

يعتبر عدم تحمل أبل وOpenAI تكاليف مالية تجاه الطرف الآخر لإتمام الصفقة، هو معيار رئيسي لنجاحها، فعند النظر إلى موقف مطورة ChatGPT سنجد أن تلك الصفقة ستكلفها بالفعل ملايين الدولارات مقابل القوة الحاسوبية التي ستحتاج إليها لمعالجة وإجابة الأوامر والاستفسارات التي سيطرحها مستخدمو أبل على منصتها الذكية.

في المقابل، ستحظى أبل بفرصة ذهبية لتقديم منصة ذكاء اصطناعي جاهزة بالفعل إلى مستخدمي أجهزتها، في الوقت الذي تقدم فيه حزمة من مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها Apple Intelligence، والتي تعتمد بنسبة كبيرة على معالجة البيانات محلياً On-device Processing، في الوقت نفسه تستثمر مليارات الدولارات في تطوير خدمة المعالجة السحابية للبيانات لتقديم مزايا أكثر تطوراً، مع الحفاظ على خصوصية بيانات المستخدمين، في صورة خدمتها Private Cloud Compute.

الشراكة بين أبل وOpenAI

تعد صفقة الشراكة بين أبل، وOpenAI غير حصرية، فكل منهما يحق له الاستمرار في استكشاف شراكات مع شركات أخرى، فقد أكد جون جياناندريا، مدير قطاع الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة في أبل، أن الشركة تعمل على تقديم خدمات المزيد من منصات الذكاء الاصطناعي لمستخدمي أجهزتها قريباً، بما في ذلك Gemini من جوجل، كما أن مطورة ChatGPT ما زالت تحتفظ بعلاقات تعاون وثيقة مع مايكروسوفت.

وأوضح تقرير "بلومبرغ"، أن أبل تستهدف جني الأموال من الذكاء الاصطناعي عن طريق عقد اتفاقيات مشاركة العوائد، من خلال الحصول على حصة منها عندما يحقق شركاء الذكاء الاصطناعي إيرادات من توفير خدماتهم على أجهزة أبل.

تتوقع أبل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر سلباً على مليارات الدولارات التي تحصل عليها من صفقتها طويلة الأجل مع جوجل، الخاصة بجعل محركها للبحث الافتراضي على متصفح سفاري، لأن المستخدمين سيفضلون منصات الدردشة على محركات البحث، لذا ستحتاج أبل إلى صياغة شراكات جديدة لتعويض النقص.

مزايا ChatGPT على أجهزة أبل

يتيح وجود منصة ChatGPT على أجهزة أبل إنشاء النصوص والصور وتحريرها وتلخيصها بسهولة، فيمكن للمستخدم طرح سؤال على Siri، وبدورها تقترح الحصول على إجابة أفضل عبر ChatGPT، عندها سيكون على المستخدم الموافقة أولاً، قبل مشاركة سؤاله مع منصة OpenAI، وسيتطلب هذا إذن المستخدم في كل مرة.

ويتوفر ChatGPT داخل حزمة أدوات تحرير النصوص الذكية Writing Tools، بحيث يحصل المستخدم على المساعدة في إنشاء النصوص وتلخيصها، وأيضاً تصميم الصور بالأوامر النصية بسهولة.

وأشارت الشركة إلى أن المستخدم سيحصل على خدمات ChatGPT مجاناً دون الحاجة إلى إنشاء حساب، وعندها لن تخزن OpenAI أي أوامر نصية يُدخلها المستخدم لمنصتها الذكية، والتي ستعمل بنموذج GPT-4o الأحدث، كذلك سيكون بإمكان المشتركين في خدمة ChatGPT Plus المدفوعة ربط حساباتهم على أجهزة أبل، ولكن في هذه الحالة سيلتزم المشتركون بسياسات ChatGPT في التعامل مع بياناتهم وملفاتهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك