متقاعد ياباني يستعين بـChatGPT لتطوير تطبيقات مخصصة لكبار السن

شعار منصة ChatGPT للذكاء الاصطناعي. 11 مارس 2024 - Reuters
شعار منصة ChatGPT للذكاء الاصطناعي. 11 مارس 2024 - Reuters
طوكيو-أ ف ب

عادة ما يقرر المتقاعدون السفر، أو ممارسة الرياضة، أو زراعة الحدائق، لكن الياباني توميجي سوزوكي ركّز اهتمامه على برمجة الكمبيوتر.

وفي سن التاسعة والثمانين، يعمل سوزوكي على ابتكار تطبيقات مخصصة لكبار السن، مستعيناً ببرنامج ChatGPT القائم على الذكاء الاصطناعي.

وابتكر المتقاعد الياباني، حتى اليوم، 11 تطبيقاً مجانياً مخصصاً لكبار السن، يمكن تحميلها عبر هواتف "آيفون".

ويتمثل أحدث إبداعاته بعرض شرائح تُظهر للمستخدم الأغراض التي لا ينبغي نسيانها عند مغادرة المنزل، من المحفظة إلى أدوات السمع، وصولاً إلى بطاقة التأمين الصحي.

وطرأت له فكرة هذا التطبيق بعد أن نسي في أحد الأيام أطقم أسنانه حين كان على وشك ركوب قطار فائق السرعة.

وعن تجربته، قال ضاحكاً: "هذا ما يحدث لكبار السن"، ويعتبر أن من الأفضل أن يكون مبتكر التطبيقات من كبار السن كونه يدرك ما هو مفيد لهم.

وتابع: "بغض النظر عن جهودهم، لا أعتقد أن الشباب يفهمون احتياجات كبار السن وتطلعاتهم".

ChatGPT معلّم خارق

وتسجل اليابان أعلى نسبة مسنّين في العالم، بعد موناكو، إذ تتخطى أعمار نحو ثلث سكانها 65 عاماً، فضلاً عن أن يابانياً من كل 10 يزيد عمره على 80 عاماً.

ويثير انخفاض معدل المواليد مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة في البلاد، في ظل نقص في أعداد العاملين الذين يُلبّون احتياجات الأعداد المتزايدة من المتقاعدين.

وكان سوزوكي يعمل في مجال التجارة الدولية، لكنه بات مهتماً بأجهزة الكمبيوتر بعد تقاعده، وأخذ دروساً في البرمجة في أوائل عام 2010.

وأضاف: "أحب ابتكار أشياء. عندما أدركت أن بإمكاني ابتكار تطبيقات بنفسي، وأنني إذا أقدمت على ذلك ربما ستطرحها أبل في مختلف أنحاء العالم، شعرت أنها فكرة جيدة".

ولمساعدته في ابتكار أحدث تطبيقاته، التي طرحها في أبريل الماضي، طرح سوزوكي نحو 800 سؤال متعلق بالبرمجة على ChatGPT الذي يصفه بأنه "معلّم خارق".

وتساعده خبرته المهنية في تصدير السيارات اليابانية تحديداً إلى جنوب شرق آسيا، على طرح الأسئلة المناسبة، ويقول: "في سنوات شبابي، كنا نستخدم البرقيات للتواصل، وكان علينا التأكد من إرسال رسالة واضحة، في جملة قصيرة".

أما التطبيق الأكثر شعبية الذي ابتكره، فهو عدّاد لفترة الدخول إلى الحمام، يتم تحميله على الهواتف نحو 30 مرة في الأسبوع، مع أنه لم يصدر أي إعلان له.

ويستخدم شقيقه الأكبر تطبيقات كثيرة بينها أداة تعرّف على الصوت لكتابة رسائل بالبريد الإلكتروني، ويقول كينجي سوزوكي (92 سنة): "إنه عمليّ لأن النقر على لوحة المفاتيخ يصبح أصعب مع التقدم في السن".

ويدير إتسونوبو أونوكي (75 عاماً) متجراً للأدوات المساعدة على السمع في ضواحي طوكيو، ويشكل توميجي سوزوكي أحد زبائنه. ويستخدم تطبيقاً لتمارين تقوية عضلات الفم أنشأه سوزوكي.

ويقول أونوكي: "أستخدمه دائماً عندما أكون في الحمام"، ويبدي إعجابه أيضاً بأحدث تطبيق لسوزوكي، إذ يجنّبه نسيان مفاتيح منزله في متجره عند إغلاقه.

وسوزوكي عضو في مجموعة وطنية من كبار المبرمجين الذين ساعدوه طوال فترة تدريبه المهني.

ويقول مؤسس هذه المجموعة كاتسوهيرو كويزومي (51 عاماً) إن "ثمة كيمياء جيدة" بين كبار السن والذكاء الاصطناعي، لأن هذه التكنولوجيا لا تساعدهم على ابتكار تطبيقات فحسب، بل تسهّل عليهم استخدامها.

ويشير كويزومي إلى أن دمج أنظمة التحكم الصوتي مفيد مثلاً لكبار السن الذين يجدون صعوبة في الضغط على الزر، أو تحريك أيقونة على شاشة هاتف ذكي صغيرة.

وليس من السهل أن يصبح الشخص مبتكر تطبيقات عندما يكون متقاعداً، ولكن "بمجرد الغوص في هذا العالم، يصبح الأمر ممتعاً جداً"، بحسب سوزوكي.

وأردف بقوله: "إذا لم يكن لديك ما تفعله بعد التقاعد، فلا تتردد في البدء بمجال جديد. قد تعيد اكتشاف نفسك".

تصنيفات

قصص قد تهمك