دعت لجنة تابعة للكونجرس الأميركي الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني العالمية CrowdStrike جورج كيرتز، للإدلاء بشهادته خلال جلسة استماع بشأن دورها في عطل تقني عالمي، شل عدة قطاعات في الاقتصاد العالمي، في واحدة من أولى محاولات تحميل الشركة المسؤولية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني CrowdStrike، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات، يوم الجمعة الماضي، في أنظمة الحاسوب أدت إلى تعطل رحلات جوية واضطرار هيئات إعلامية إلى قطع البث، ومنع المستخدمين من الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية أو الخدمات المصرفية.
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن النائب من ولاية تينيسي مارك جرين، وهو الرئيس الجمهوري للجنة الأمن الداخلي، والنائب الجمهوري عن نيويورك، أندرو جاربارينو، كتبا في رسالة إلى كيرتز، أن الأميركيين "يستحقون أن يعرفوا بالتفصيل كيف وقع هذا الحادث وخطوات التخفيف التي تتخذها CrowdStrike".
وطلب النائبان من الشركة، الرد على تحديد موعد جلسة الاستماع هذا الأسبوع، لكنهما لم يحددا متى ستعقد.
وأضاف المشرعان أن "الجهات الفاعلة السيبرانية الخبيثة المدعومة من دول قومية، مثل الصين وروسيا، تراقب ردنا على هذا الحادث عن كثب".
وشددا على أن "حماية بنيتنا التحتية الحيوية تتطلب منا أن نتعلم من هذا الحادث، ونتأكد من عدم حدوثه مجدداً".
بدوره طلب النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك، ريتشي توريس، الجمعة، من وزارة الأمن الداخلي، إجراء تحقيق بشأن العطل.
في المقابل، قالت متحدثة باسم الشركة، إن "CrowdStrike على اتصال نشط مع لجان الكونجرس ذات الصلة. ربما يجري الإعلان عن إحاطات وجداول زمنية أخرى للمشاركة وفقاً لتقدير الأعضاء".
وجاء الطلب في الوقت الذي يواصل فيه العالم التعامل مع تداعيات العطل واسع النطاق. وألغت شركة الخطوط الجوية "دلتا إيرلاينز" أكثر من 800 رحلة جوية، الاثنين، ما ترك عدد أكبر من الركاب عالقين، وكانت قطاعات أخرى لا تزال تتعافى بعد توقف أنشطتها عن العمل لساعات.
وهذا العطل يسلط الضوء على مدى اعتماد العالم على مجموعة صغيرة من الشركات للحفاظ على بنيته التحتية الرقمية.
وتعد CrowdStrike، على الرغم من أنها غير معروفة لدى معظم المستهلكين، ثاني أكبر شركة أميركية للأمن السيبراني، وتستخدم منتجاتها أكثر من نصف الشركات المدرجة في قائمة "فورتشن 500" لأكبر شركات العالم.
وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة جورج كيرتز في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أن الشركة وضعت حلاً للمشكلة، قائلاً: "هذه ليست حادثة أمنية أو هجوماً إلكترونياً".
وقال ديفيد ويستون، المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت، في منشور: "يوضح هذا الحادث الطبيعة المترابطة لمنظومتنا الواسعة، مزودي الخدمات السحابية العالميين ومنصات البرامج وبائعي الأمن وبائعي البرامج الآخرين والعملاء".
وأضاف: "إنه أيضاً تذكير بمدى أهمية إعطاء الأولوية للعمل في ظل انتشار آمن وتعافي من الكوارث باستخدام الآليات الموجودة، بالنسبة لنا جميعا عبر المنظومة التكنولوجية".
